حملت الإيديولوجية في مؤلفات ماركس المبكرة معنى الوعي المقلوب(الزائف) الذي يقلب العلاقة بين المسند والمسند إليه، معتبرة أن الأفكار تتطور ذاتيا عبر التاريخ وهي التي تحدد الواقع الاجتماعي. وفي الإيديولوجية الألمانية نجد الإيديولوجية مردفة للغة التي تعبر عن الحياة المادية ونجد في الإيديولوجية الألمانية تعريف آخر للإيديولوجية حيث تمثل هذه الأخيرة مجموعة التصورات التي تبرر بها الطبقة الحاكمة مشروعيتها. وفي مؤلفات ماركس الأخيرة تظهر الإيديولوجية على أنها المعرفة التي تعي من خلالها البروليتاريا حقيقة الصراع الطبقي. ظهر مصطلح الإيديولوجية أول مرة عند ماركس في الكتاب الذي ألفه بمعية فريدريك إنجلز، الموسوم بالإيديولوجية الألمانية سنة 1845. تلك الفترة التي قال عنها إنجلز بأنها كانت مخصصة لتصفية حسابهما مع وعيهما الماضي، مما جعلهما يهملان الخوض في بعض التفاصيل، ومنها تلك المتعلقة بمصطلح الإيديولوجية. انطلاقا من تصريح إنجلز تبين لنا أن تحديد ماهية الإيديولوجية عند ماركس ورفع اللبس عن دلالاتها المتناقضة لا يتسنى إلا من خلال الارتكاز على الأفكار التي أضافها إنجلز بعد وفاة ماركس.