دراسات شرق أوسطيةنظرية العلاقات الدولية

التحالف العربي في اليمن: هل جاءت رياح “الحزّم” بنتائج مغايرة ؟

اعداد : عبد اللطيف حيدر – صحفي يمني وباحث في الإعلام والعلاقات الدولية – 

  • المركز الديمقراطي العربي

أوشك العام الخامس أن ينقضي ليكتمل بذلك نصف عقد من عمر عملية عسكرية فريدة من نوعها في تاريخ المنطقة، قيل إنها لن تستغرق سوى أسابيع قليلة حسب تصريحات إعلامية لولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان بعد إعلان التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن في 25 مارس 2015، التي انقلبت عليها جماعة الحوثي بالتحالف مع الرئيس السابق علي صالح (قتلته الجماعة لاحقاً بعد إعلانه فض الشراكة معها). وبعد هذه المدة المنقضية التي خلفت مأساة إنسانية صُنفت على أنها الأسوء في العالم، ومقتل نحو 10 آلاف يمني حسب منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ([1])، لنا أن نتساءل عن نتائج تلك الأسابيع التي تحولت إلى سنوات طويلة وقد تمتد ما يبدو-على الأقل- في القريب المنظور.

المتابع لمسار الأحداث منذ إعلان التحالف العربي تحت مسمى “عاصفة الحزم” 25 مارس 2015، يدرك حجم الفوارق والتغيرات الفعلية التي حدثت في موازين القوى إجمالاً وفي ميدان المعركة على الأرض تحديداً حتى الآن، وهذا ما يثير التساؤل حول طبيعة الأهداف التي سعى إليها التحالف هل فعلياً أنها جاءت بنتائج عكسية؟ فمن المعروف أن الهدف المعلن هو استعادة الشرعية وإنهاء حالة الانقلاب وإلحاق الهزيمة بجماعة الحوثي باعتبارها ذراع إيراني يستهدف أمن السعودية. لكن الواقع يقول إن الجماعة الحوثي أصبحت الآن أكثر قوة مادياً ومعنوياً، بل إنها تمكنت بعد ما يقرب من خمس سنوات منذ وصولها إلى السلطة في سبتمبر 2014 من ترسيخ حكمها القهري وفرض نفوذها على المناطق الخاضعة لها باستخدام القوة والعنف المفرط، بالرغم من الأزمات والمآسي التي تطحن الشعب اليمني في مناطق نفوذها. كما عمدت الجماعة إلى فرض منهجها الفكري ذو الامتداد الشيعي الذي يتقاطع مع النهج الإيراني، وذلك من خلال التعبئة والتحريض الذي تستخدمه سواءً في المناهج الدراسية التي قامت بتعديلها بما يتوافق مع خطها الفكري، أو من خلال المراكز الصيفية والأنشطة المختلفة والدورات التدريبية التي تقيمها لمختلف المكونات المجتمعية سواءً على المستوى العسكري أو المدني، وهذا ما يؤهلها لتعميق امتدادها في المجتمع اليمني خصوصاً الجيل الناشيء الذي تسلط عليه الجماعة تركيزها بدرجة عالية، حيث تشير التقارير اليمنية الحكومية أن الجماعة جندت نحو 23 ألف طفل في صفوفها ([2])، وهذا في الحقيقة يعد من أبرز المخاطر كونها تسعى إلى تفخيخ الجيل القادم بالأفكار العنصرية والمتطرفة بما ينذر بكارثة مجتمعية في المستقبل.

في جانب القوة العسكرية فمنذ إعلان انطلاق التحالف وهو يملك التفوق العسكري بامتياز من الدقائق الأولى، حيث تمكن التحالف من السيطرة على الأجواء اليمنية في ظرف الربع الساعة الأولى بعد ضرب أهم المرافق الحيوية والقواعد العسكرية التي كان يتوقع منها أي رد فاعل. بالرغم من استخدام الجماعة لمضادات الطيران في سماء العاصمة صنعاء لفترة محدودة، ثم أصبحت بعد ذلك في مرمى نيران التحالف بدون أدنى مقاومة تذكر. اتجه بعد ذلك تحالف (الحوثي وصالح) آنذاك إلى استخدام الصواريخ البالستية التي كانت بحوزته بعد أن استهدف التحالف عدد كبير من مخازن السلاح والصواريخ البالستية تحديداً. حيث فشل في تحقيق تغيير ملموس في ميزان الصراع من خلال تلك الصواريخ؛ ويعود ذلك إلى أن بعضها كان يسقط في محافظات يمنية صحراوية دون أن يخلف أي أضرار، إضافة إلى وجود منظومة الباتريوت المضادة للصواريخ التي جاء بها التحالف. إذن هنا نستطيع القول بأن التحالف كان صاحب المبادرة بدون أي تكافئ في القوى، حيث لم تقتصر عمليات التحالف على الطلعات الجوية وحسب، بل إنه يمتلك قوة عسكرية ضخمة في الميدان معدّه ومجهزه بأحدث المعدات ومن تلك القوة 30 ألف جندي سوداني حسب ما كشف عنه نائب رئيس المجلس العسكري السوداني المعروف ب “حميدتي”، إضافة إلى قوات إماراتية وسعودية بجانب الجيش الوطني اليمني وقوات المقاومة الوطنية.

من الصحيح، والمهم الإشارة إليه، أن جماعة الحوثي استطاعت اجتياح البلد بصورة خاطفة بعد اسقاط صنعاء، وتمكنت من الوصول إلى أقصى جنوب اليمن وسيطرت على ما يربو على ثلثي مساحة البلد الحيّة، باستثناء بعض المحافظات مثل محافظة مأرب والجوف جزئياً ومحافظة المهرة وحضرموت بحكم بعدها الجغرافي عن محور الصراع. وكانت الجماعة في تلك اللحظة تتمتع بذروة عنفوانها وقوتها بعد انتصارها في كسر القوى المعادية لها وقدرتها على الوصول إلى هرم السلطة، حيث كانت تقوم باستعراض قوتها العسكرية مثل الطيران الحربي في إشارة إلى أنها ستقوم باستخدامها في إسقاط ما تبقى من المحافظات التي لم تخضع لسيطرتها بعد. وبذلك فقد تمكن التحالف فعلياً من تحجيم غطرسة الجماعة واستطاع استعادة المحافظات الجنوبية وبعض المناطق الشمالية مثل منطقة الساحل الغربي في محافظة الحديدة من قبضة الجماعة، إضافة إلى التقدم الذي حصل في مختلف جبهات القتال الداخلية مثل محافظة صعدة وحجة ومأرب أيضاً. ولكن عند الحديث في سياق معادلة القوى على أرض المعركة فلا يبدو أنها وازنة بشكل جيد؛ ويعود ذلك ببساطة إلى أن جماعة الحوثي التي قٌدِّرت قواتها قبل بدء الحرب من 15000 إلى 20000 ألف مقاتل على أقصى تقدير حسب دراسة استقصائية لموقع “مأرب برس” اليمني ([3])، تمكنت من الصمود في وجه تحالف دولي مكون من 12 دولة عربية ومدعوم غربياً بقوة ومتفوق عسكرياً، واستطاعت بعد مرور أكثر من أربع سنوات من قلب المعادلة على الأرض، ونقل الحرب من الداخل إلى الحرب الخارجية المباشرة مع القوى التي تستهدفها، وبذلك تخلق معادلة بينها وبين قوى إقليمية تعد الأقوى في المنطقة مثل السعودية والتي هي الدولة الأكثر تصديراً للنفط في العالم، والدولة الأكثر أنفاقاً على القوة العسكرية في المنطقة أيضاً. علاوة على ذلك فهي تعد الحليف الأوثق للولايات المتحدة في المنطقة. وقد جاء ذلك من خلال إدخالها منظومة الطيران المسير المتواضعة فنياً وتكتيكياً وزهيدة الكلفة، حيث شرعت في استخدامها نهاية العام 2018 وكثّفت نشاطها في العام 2019، معلنةً بذلك دخول المعركة مساراً جديداً تكون هي فيها هي صاحبة المبادرة، ومستهدفة أهم المواقع الحيوية السعودية العسكرية والاقتصادية ومنها استهداف شركة أرامكو التي تعد العمود الفقري وشريان الحياة للاقتصاد التقليدي السعودي، إضافة إلى مطار أبها المدني عدة مرات ومواقع عديدة أخرى.

إطالة أمد الحرب كان عنصراً مهماً بالنسبة لجماعة الحوثي، حيث سعت الجماعة إلى استثماره بصورة أكثر فاعليه. فالمليشيات القبلية التي كانت تقاتل بالأمس بأسلحة خفيفة ومتوسطة وبعض السلاح الثقيل الذي حصلت عليها من خلال حروبها السابقة مع نظام علي صالح في صعدة 2004-2010، أصبحت اليوم على شكل دولة وتستولي على كل مقومات الدولة ومواردها، خصوصاً بعد أن تمكنت من التخلص من شريكها السابق علي صالح وحزب المؤتمر فعلياً، وأصبحت منفردة في السيطرة على ممتلكات الدولة وصاحبة السلطة المطلقة. لذلك فقد تمكنت الجماعة خلال الفترة الماضية من تطوير ذاتها وقدراتها التسليحية وخبراتها العسكرية وتعزيز كفاءتها القتالية، كما أبدت استعدادها لخوض حرب طويلة قادمة. وقد ظهر ذلك من خلال انتقالها إلى مرحلة جديدة تمثلت في استخدام الطيران المسيّر الذي فعلياً أثبت فاعلية عالية في كسر هيبة قوى التحالف الفاعلة السعودية والإمارات وخصوصاً السعودية كونها كانت الأكثر استهدافاً من قبل الجماعة نتيجةً للدور الذي تمثله في المعركة. إضافة إلى ذلك تدشين الجماعة معرضاً للصواريخ والطيران المسيّر مطلع يوليو الفائت الذي قالت الجماعة أنها قامت بصناعتها داخلياً، بينما يرى مراقبون ومتخصصون في الشأن العسكري ومنهم الباحث اليمني المتخصص في الشأن العسكري علي الذهب، بأنها جزء من الترسانة العسكرية للرئيس السابق علي صالح التي استولت عليها الجماعة بعد التخلص منه في الرابع من ديسمبر2017، وبعض تلك القدرات من المحتمل أنها حصلت عليها الجماعة من إيران، وقد عزَّز من احتمال وجود دعم إيراني بالصواريخ أو بتقنيات ذات صلة بها، الاعتراضات البحرية، التي نفَّذتها سفن البحرية الأميركية والفرنسية والأسترالية، خلال عامي 2015 و2016، لمكافحة تهريب الأسلحة إلى اليمن؛ حيث كانت تلك السفن إيرانية، أو تحمل أسلحة إيرانية، إضافة إلى وجود صواريخ أعلنت عنها الجماعة تتطابق في مواصفاتها والصواريخ الإيرانية ([4]). كما قامت الجماعة بالاستعانة بخبراء إيرانيين في إعادة تأهيل وتطوير بعض الأسلحة التي تملك، وبالتالي تسعى من خلالها إلى الترويج لنفسها بأنها أصبحت تملك خبرات عسكرية عالية لردع التحالف من ناحية، وحشد الرأي العام الداخلي معها بأنها باتت قادرة على الدفاع على السيادة الوطنية التي تدعيها، وبالتالي حمل التحالف إلى مراجعة مواقفه وإيقاف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات للخروج بحل سياسي ينهي الحرب.

وبالرغم من أن التحالف ظل لفترة يستهين ويقلل من شأن القدرات العسكرية الحوثية؛ وذلك قد يعود إلى تقدير قاصر وقراءة غير دقيقة لحقيقة الجماعة وطبيعة المتغيرات والتحولات الحاصلة في المنطقة عموماً. مع ذلك استطاعت الجماعة يوماً بعد الآخر إثبات أنها قادرة على تطوير قدراتها العسكرية على نحو أبعد يوماً بعد الآخر شأنها شأن أي حركة مسلحة. فعلى سبيل المثال حركة حماس (ولا نقصد المقارنة) بالرغم من الحصار المفروض عليها والصلف الصهيوني الذي تواجهه، إلا أنها تمكنت من تعظيم قدراتها العسكرية وعملت على تغيير معادلة الصراع وباتت رقماً صعباً ليس فقط أمام إسرائيل بل في المنطقة بأكملها، مع فارق القياس فجماعة الحوثي سيطرت على ممتلكات دولة بكل مؤسساتها مقارنة بحركة حماس التي تعتمد إلى حد كبير على الجهود الذاتية، ويؤكد ذلك إبراهيم أبو سعادة: خبير في الجماعات الإسلامية ومحلل سياسي من قطاع غزة، حيث يرى أن الجماعة بدأت بتطوير منظومتها العسكرية وخصوصا منظومة الصواريخ منذ عام 2002 وقد بدأت كاجتهادات فردية إلى أن تبنتها التنظيمات ([5]). وغير ذلك من الأمثلة والتجارب كحركة طالبان الأفغانية التي استطاعت أن تفرض نفسها كمعادل في الحرب مع الولايات المتحدة وتجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات بصورة مباشرة بعد عقود من الحرب.

إذاً من الواضح أن جماعة الحوثي باتت اليوم في موقف أقوى مما كانت عليه سابقاً، وإذا كانت بالأمس تتلقى الضربات الموجعة من طرف واحد، فإنها اليوم أصبحت صاحبة المبادرة في الهجوم والرد، بل أصبحت قصور الرياض وأبو ظبي في مرمى هجمات الجماعة ضمن بنك أهداف يتمثل في 300 هدف حيوي في العمق السعودي والإماراتي كما صرحت به الجماعة. وبالتالي فإن الحسابات الخاطئة على ما يبدو باتت تتضح أكثر كلما استجدت متغيرات الظروف السياسية في المنطقة، لذلك نجد أن التحالف بات أكثر هشاشة وضعفاً عن ذي قبل، حيث تضاعفت الانتقادات الموجهة إليه نتيجة لسقوط ضحايا مدنيين والمآسي التي خلفتها الضربات الجوية الخاطئة، فضلاً عن تراجع التأييد والدعم الخارجي في الساحة الدولية وبات تركة ثقيلة تحملها السعودية والإمارات معاً، وأحياناً يتم استخدامها لابتزاز قوى التحالف ومن ذلك الصراع السياسي الحاد في مراكز القرار الأمريكي بين الكونجرس ومجلس الشيوخ من ناحية وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية دعم الحرب في اليمن. إضافة إلى تصاعد التوتر في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران ودخول بريطانيا على خط التوتر بما أصبح ينذر بحرب وشيكة، وهذا ربما ما دفع الإمارات، وهي الحليف الأقوى للسعودية في التحالف، إلى تقليص تواجدها في اليمن وإعلانها على لسان مسؤول رسمي انتقالها من استراتيجية الحرب أولاً إلى استراتيجية السلام أولاً، وفي هذا إشارة واضحة إلى إدراك حقيقي بفشل هزيمة الحوثي عسكرياً والتلميح بإيقاف العمليات العسكرية. وهنا يرى الباحث اليمني علي الذهب أنه بعد سنوات من الحرب يفترض أن تكون قدرات الحوثيين العسكرية، تسليحًا وأداء، تراجعت كثيرًا، لكن ما حدث خلاف ذلك، رغم فارق القوة بينهم وبين خصومهم، والحصار المفروض عليهم؛ فمثل هذه الظروف لا تتيح لهم الحفاظ على أدنى مستوى للقوة، أو ابتكار وسائل القتال، التي يعلنون عنها تباعًا ([6]).

من جانب آخر، فقد سعى التحالف إلى تصوير الحرب، من خلال استخدام المنظومة الإعلامية التي يمتلكها، بأن الحرب بين العرب وإيران وأنها حرب عربية فارسية مقدسّة، مع ذلك نجد أنه بات عاجزاً عن الحاق الهزيمة بالجناح الإيراني الصغير، فضلاً عن تصاعد التوتر المباشر مع إيران على خلفية التوترات في الخليج وباتت السعودية في المرمى الإيراني فيما يبدو، وفي حال حجّمت الولايات المتحدة من نفوذها عملياً في المنطقة حسب تصريحات حديثة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال أن أمريكا لن تؤدي دور الشرطي في مضيق هرمز في إشارة إلى أنها لن تخوض حرباً مع إيران نيابة عن بعض الدول الغنية والمعنية بالدرجة الأولى بحماية أمنها القومي ومصالحها، فهل ستضطر السعودية إلى القبول بجماعة الحوثي وإعادة التفاهم مع إيران وفقاً لاستراتيجية جديدة فرضتها القراءات الخاطئة ربما لأوضاع المنطقة وتقلبات الاستراتيجيات الدولية، فضلاً عن الحسابات التي جاءت بنتائج عكسية حتى الآن ولكنها بصورة أكثر كلفة كما يبدو؟!

[1] – الجزيرة نت، تمت المعاينة 25/ 7/ 2019، للاسترجاع الرابط التالي: https://cutt.us/BQ75w

[2]  – بلقيس نت، تمت المعاينة في 25/ 7/ 2019، للاسترجاع عبر الرابط التالي: https://cutt.us/CgyyP

[3]  – عربي 21، تمت المعاينة 25/ 7/ 2019، للاسترجاع عبر الرابط التالي: https://cutt.us/gCc2I

[4] – الذهب، علي. قوة الحوثيين العسكرية: القدرات والاستراتيجيات، مركز الجزيرة للدراسات، تمت المعاينة 28/7/2019، للاسترجاع عبر الرابط: http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2018/01/180101111910054.html

[5] – موقع DW، تمت المعاينة 28/7/2019، للاسترجاع عبر الرابط: https://www.dw.com/ar/من-أين-لغزة-المحاصرة-بالصواريخ-التي-تطلق-على-إسرائيل/a-17770961

[6]  – الذهب، علي. المرجع السابق.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى