الدبلوماسية المعاصرة واستراتيجيات التفاوض للقوى الكبرى الصين انموذجاً
كرار كريم الأبراهيمي – ماجستير علوم سياسية – دبلوماسي عراقي
دأب الاجتهاد البحثي في مجال العلوم الإنسانية عموماً والعلوم السياسية خصوصاً على تتبع اثر وتأثر التطورات المستمره في الحياة المعاصرة على الثوابت السياسية ومناهجها والياتها وتكتيكاتها واولوياتها، ولعلنا لا نجافي الحقيقة بالقول ان الدبلوماسية كمفهوم وماهية ينطبق عليها هذا المبدأ بصورة مباشرة وغير مباشرة.
ولعل ابسط مطالعة لصفحات تاريخ الدبلوماسية تفرض علينا فهم مفاده ان الدبلوماسية ترتدي ثوب كل عصر تعيشه، ففي عصرنا الحالي أصبحنا نتحدث عن دبلوماسية رقمية ودبلوماسية الشركات ودبلوماسية عامة أو شعبية وبالتالي هذا التطور انعكس هذا التطور بالدبلوماسية على جميع ادواتها واساليبها ولعل أبرز ماتاثر هو التفاوض كاسلوب وآلية واستراتيجية.
اختلفت كيفيات التوظيف لهذه التغيرات على الدبلوماسية من فاعل دولي الى اخر كلا بحسب ادراكه لذاته وطبيعة مفردات قوته المادية والمعنوية ودوره ومكانته في النظام العالمي، وإذا مااخذنا تجربة جمهورية الصين الشعبية في إطار توظيفها للدبلوماسية المعاصرة فيمكن القول بأنها انطلقت من خلال تبلور مدرك صيني للذات الصينية المعاصرة ومفردات قوتها وابعاد تأثيرها لذلك نجد اليوم ان الصين ذات دبلوماسية معاصرة بخصائص صينية تنسجم مع رؤيتها وأهدافها وادواتها…