تشير التجربة المستمدة من الحروب في أوائل العصر الحديث في أوروبا إلى ارتباط هذه الحروب ارتباطا وثيقا ببناء الدولة وكانت عنصرا حاسما في تشكيل الدولة الحديثة. ولكن، تختلف الحروب التي نراها اليوم من حيث الفاعلين والدوافع وأساليب الحرب وطريقة تمويلها ومدتها. تتحدى نظرية الحرب الجديدة -كنموذج لحروب ما بعد الحداثة- تصور كلاوزفيتز السائد للحرب وأشارت هذه النظرية الى وجود تغيير جوهري في منطق الحروب وأن الحروب المعاصرة يجب أن تُفهم في سياق العولمة. ويضاف لذلك، من الممكن مشاهدة مصاديق الحرب الجديدة -حرب ما بعد الحداثة- ضمن الحرب السورية. كما وتفترض الدراسة هذه بأن الحضور الواسع للفاعلين الخارجيين وتورطهم المتزايد في الحروب الجديدة يؤثران محليا على بناء الدولة. وكنتيجة لوجود الفاعلين الخارجيين وانخراطهم في الحروب الجديدة تتضرر قدرة الحكومة في احتكار الدولة للعنف وهذا ما يعزز التصور القاضي بأن الحروب الجديدة تساهم في تفكك الدولة بدلا من توطيدها.
اعداد : حسين باسم عبد الأمير- باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية / جامعة كربلاء، العراق