دور المجتمع المدني الجزائري في توسيع خيارات التنمية الإنسانية
سعت هذه الدراسة إلى تأصيل دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية الإنسانية، بإعتباره فاعلا أساسيا جنب إلى جنب مع الدولة والقطاع الخاص، وهذا التأصيل تطلب بداية تحديد إطار مفاهيمي نظري لكل من المجتمع المدني والتنمية الإنسانية. لننتقل بعدها إلى البحث والكشف عن العلاقة الناشئة بين المجتمع المدني والتنمية الإنسانية، وهي العلاقة التي سمحت لنا بالكشف عن بعد تنموي اكتسبه المجتمع المدني في سياق جملة من التحولات والتغيرات المتسارعة التي حدثت منذ نهاية الحرب الباردة.
النتناول بعد ذلك مسألة مساهمة منظمات المجتمع المدني في الجزائر في توسيع خيارات التنمية الإنسانية، وهو الجزء الذي أظهر أن الساحة الجزائرية بالرغم مما تعرفه من عدد معتبر من منظمات مجتمع مدني وتنوع كبير في مجالات نشاطها، إلا أن هذه المنظمات لا تتسم بأنها منظمات تنموية، فهي لم تستطع تجاوز ثقافة العمل الرعائي الخدمي؛ بمعنى أخر أنها لم تتحرك ولم تواكب نفسها مع التطور الذي لحق بدور المجتمع المدني ليتحول من منظمات رعائية خدمية إلى منظمات تنموية تمكينية.
وخلصت الدراسة إلى أن المجتمع المدني الجزائري منذ مطلع الألفية تطور كميا، ولم يتطور كيفيا، الأمر الذي أدى إلى محدودية دوره في عملية التنمية الإنسانية، ويرجع ذلك إلى جملة من التحديات والعراقيل المرتبطة بمنظمات المجتمع المدني، وبطبيعة النظام السياسي الجزائري، وأخرى مرتبطة بالمجتمع وثقافته.