قوة الجيش المصري لا تنبع من الخوف من إيران

نشر ضابط الاستخابارت والباحث في البنى العسكرية للدول العربية إيلي ديكل، مقالًا أوضح فيه أن تعاظم قوة الجيش المصري لا ينبع من خشية مصر من التهديد الإيراني، معللًا ذلك بأسباب استعرضها على النحو التالي:

– الإشارة إلى أن المقولة التي تزعم أن “مصر تخشى إيران والإسلام الشيعي” كثيرًا ما تترد على آذان الإسرائيليين، بهدف إقناع وسائل الإعلام والقيادة الإسرائيلية، بأن التهديد الإيراني لا يشكِل خطرًا فقط على وجود دولة إسرائيل وإنما أيضًا على الشرق الأوسط أوروبا وثقافة الغرب.

– توضيح أن الباحثين الإسرائيليين الذين لا يرون مبررًا وراء تعزيز الجيش المصري لقوته، يرون في الوقت نفسه سعي إيران نحو تعزيز قوتها عبر التزود بالصواريخ والتنافس نحو تصنيع قنبلة نووية، إضافة إلى تورطها في كل نزاعات الشرق الأوسط في محاولة لخلق موطئ قدم لها في العراق، سوريا وفي لبنان، ومحاولاتها الدؤوبة لتثبيت نفسها في شبه الجزيرة العربية، من خلال التغلغل في حرب اليمن وسعيها لمحاصرة خطوات دول الخليج، المتاخمة للضفة الغربية للخليج العربي.

– الإشارة إلى أن ثمة حقيقة تظهر في الزعم بأن مصر تخشى إيران الشيعية، نظرًا لتطويرها الهائل للأسطول المصري، الذي بات في المركز السادس بين أساطيل العالم، وتعزيزها لسلاح الجو المصري بشكل ملحوظ، وذلك استنادًا إلى البيانات الواضحة االمتعلقة بإحصاء وسائل القتال بشكل عام، والكشف عن إقامة بنى تحتية للحرب وإعداد مخططات لمواصلة التدريبات العسكرية، غير أن هناك مبررات تفنِد هذا الزعم، تتمثل في :

  • الجيش البري الإيراني جيش صغير وقديم ويبعد عن مصر آلاف الكيلومترات، وبناءً عليه، فإنه لايوجد سبب يستدعي مصر الخوف وتعزيز قواتها البرية بدبابات من طراز ( T-90) الأكثر حداثة، وتطوير تشكيل حاملات الجنود المدرعة الخاص بها عبر تعزيزه بمنظومة MRAP.
  • إن أساس التهديد الإيراني العسكري للشرق الأوسط وأوروبا يتمثل في امتلاكها لصواريخ طويلة المدى وسلاح نووي عملت على تطويره منذ سنوات طوال، غير أنه لسبب ما، فإن مصر غير قلقة من هذا، حيث لم يرد أي خبر عن محاولة مصر تطوير صواريخ أرض – أرض طويلة المدى (وحتى صواريخ سكاد أرض – أرض التي تملكها تبدو صواريخ متواضعة)، إضافة إلى عدم ورود أي معلومة تتعلق بمحاولة مصر تطوير سلاح نووي، غير أنه يجب التأكيد على أنه من بين جميع الدول العربية، فإن مصر هي الدولة الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، ولذا فإنه كان هناك أي دولة لديها إمكانية تطوير صواريخ طويلة المدى وسلاح نووي، فإنها ستكون مصر، نظرًا لما لديها من خبرة سابقة في هذا المجال خلال فترة الستينات وتأسسها بنية تحتية تتيح لها القيام بهذا التطوير، إلا أنه يبدو أن مصر غير معنية بالإعداد لتصنيع وتطوير سلاح هجومي لمواجهة التهديد الإيراني، بل وأيضًا غير مهتمة بتطوير أو امتلاك سلاح دفاعي تحتمي به من تهديد الصواريخ.
  • توضيح أن مصر غير معنية بإعداد الجبهة الداخلية في حال تعرضها لهجوم إيراني على منشآت استراتيجية، وإنما يقتصر انشغالها على سبيل المثال على إقامة عاصمة جديدة تتركز بها جميع الأجهزة الحكومية، ومن يقوم بهذا لايبدو أن لديه قلق من أن تهاجم إيران هدفًا استراتيجيًا كهذا، فالعاصمة الإدارية الجديدة لا تتضمن بناء حصون أو ملاجئ تتيح إدارة الدولة في حالة الطوارئ.
  • إبراز اهتمام مصر بتكثيف نشر منظومات صواريخ أرض /جو، في الوقت الذي توجد فيه أهداف استراتيجية أكثر أهمية غير محمية بشكل عام حتى اليوم، فهل يمكن أن يكون هذا نهج دولة مسئولة أمام دولة كإيران تزخر بالصواريخ؟
  • الإشارة إلى استثمار النظام في مصر موارد كثيرة في بناء محطات وقود يتم استخدامها في أوقات الطوارئ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو سبب بناء محطات وقود تستوعب 420 مليون لتر من الوقود تحت الأرض في سيناء وفي منطقة قناة السويس وخليج السويس، ولماذا لم يتم بناء محطات وقود لأوقات الطوارئ في الإسكندرية وفي القاهرة، هل تلك المدن لاتتطلب استعدادًا في حالة الطوارئ؟
  • وإن كانت مصر لديها قلق من إيران، فلماذا تبني في سيناء بنية عسكرية واسعة تتمثل في إقامة مطارات ومخازن سلاح ضخمة، وخزانات وقود تكفي فرقًا عسكرية (إضافة إلى مستودع الوقود الاستراتيجي المُقام في محور ميتلا والذي يحتوي على 120 مليون لتر من الوقود وكذلك مبنى عسكري ضخم للقيادة وسلسلة مواقع رادارية؟
  • إن كان لدى مصر قلق من إيران، فلماذا نقلت مركز الثقل التابع لأسطولها الضخم (والمعروف عن احتلاله المركز الثالث عالمياً بين أساطيل دول العالم) للبحر الأحمر؟ رغم أنه من الناحية التنفيذية، يتركز معظم الأسطول المصري في موانئ البحر المتوسط.
  • على ما يبدو، فإن مصر لاتدير دعاية تهدف إلى تأهيل الرأي العام لمواجهة مع إيران ( في الوقت الذي تدير فيه وبوفرة دعاية سامة ضد إسرائيل).
  • الانتهاء بالقول بأن الحكم والفكر الشيعي في إيران يشكِل خطرًا محتملًا على كل من لايدعمه ويؤيده، وهو الأمر الذي يستدعي من مصر الاستعداد عسكريًا في حال نشوب مواجهة بين الدولتين، وهو أمر مستبعد، ومن تحليل البنى العسكرية المقامة في مصر، وتحليل جاهزية الجيش المصري، يتضح بشكل واضح وقطعي أن مصر تعد جيشها لمواجهة محتملة مع إسرائيل وأن استعداداتها لا تأتي في إطار التغلب العسكري على التهديد الإيراني.

(موقع نتسيف.نت الإسرائيلي المعني بالشئون العسكرية)

رابط الموضوع الأصلي/

https://nziv.net/15434/

ترجمة/ لبنى نبيه عبد الحليم

باحثة في الشأن الإسرائيلي

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button