أ.م.د.احسان عبدالهادي النائب – قسم العلوم السياسية / كلية القانون و السياسية / جامعة السايمانية
الملخص: يعد المفهوم من أهم عناصر بناء أية نظرية، وإن تناول أحد الفاهيم السوسيولوجية لغرض الدراسة والتحليل، هو لتحديده واستخدامه بشكل علمي من أجل الإلمام بطبيعة الظاهرة قيد البحث. وتعد ظاهرة السلطة موضع اهتمام واسع من قبل المفكرين والباحثين, كما يعد مفهومها ظاهرة متطورة بإستمرار وتأخذ أشكالا مختلفة، من العنف الناجم عن إرادة السيطرة على الآخر، إلى عمل إقناعي لزج المواطن في عمل جماعي مشترك. فضلا عن أنها ارتبطت بكل أوجه العلاقات الإنسانية.
وهناك عدة اشكاليات تواجه مفهوم السلطة، منها المتعلقة بمعانيها ودلالتها، من حيث أنها تعتمد على ( حق في الحكم ) أو ( حق القيادة والأمرة )، ومن ناحية أخرى، تنطوي على شكل من أشكال القوة بغرض التأثير والسيطرة. ورغم اختلاف الفلاسفة والفقهاء حول الأسس التي ترتكز عليها السلطة، إلا أنهم اتفقوا على أنها ذات طابع أخلاقي ومعنوي السلطة يجب أن تطاع ). كما أن طبيعة السلطة تظهر لنا ازدواجيتها، من حيث كونها جوهر أو أنها تنطوي على مفهوم علائقي يؤكد (القدرة والتأثير) . فضلا عن أننا نجد ممارسات السلطة السياسية تأخذ أشكالا مختلفة، وعناصر متنوعة مثل ( القوة، والهيبة، والنفوذ، والسيطرة )، ومن أجل التمييز بين القوة والسلطة، فإن ذلك يحيلنا بدوره الى اشكاليات اخرى مثل مفهوم ( السلطة والسلطان ) ومفهوم ( الشرعية والمشروعية )، فإذا كان مفهوم المشروعية لا يثير ظاهريا، أية إشكالية حقيقية، من حيث أن كل ما يتماشى مع أحكام القوانين النافذة يعد مشروعأ، فإن مفهوم الشرعية يثير جدلا واسعا، كونه الصفة التي تحول القوة الى سلطة شرعية وتبرر الخضوع والطاعة.