كتاب الإسلام والغرب عقب 11 أيلول،سبتمبر، حوار أم صراع حضاري

سلسلة محاضرات الإمارات 74
الإسلام والغرب عقب 11 أيلول،سبتمبر، حوار أم صراع حضاري
د. جون إسبوزيتو
مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – أبو ظبي
الطبعة الأولى 2003م

يحذر الكثيرون الآن من التصادم الواقع بين العالم الإسلامي والغرب. ولقد أظهر ابن لادن وأتباعه الذين ينتمون إلى شبكة القاعدة عداءً عميقاً وشديداً مما دفع البعض إلى التساؤل “لم يكرهوننا؟” ولقد دفع ذلك بدوره بعض مسؤولي الحكومة والمعلقين السياسيين في الولايات المتحدة إلى الإدانة والرفض كوسيلة لدحض الاتجاه المناوئ لأمريكا حيث إنه أمر غير منطقي وينم عن الجحود والشعور بالغيرة من النجاح الأمريكي أو الشعور بالكراهية إزاء أسلوب الحياة الأمريكي، إلا أن هذا الاتجاه فشل في تناول أية قضايا حقيقية.
وفي الوقت الذي ترد فيه الحكومات على تهديد الإرهاب العالمي، إلا أن هذا الرد يجب أن يتسم بالتوازن من خلال الحصول على أدلة على وجود صلة مباشرة بالجرم الذي تم ارتكابه أو من خلال توجيه ضربات موجهة إلى أهداف معينة بدلاً من أن تكون على نطاق واسع أو أن تتسم بالعشوائية. وعندما لا يتناسب هذا الرد مع حجم التهديد الواقع، فإن ذلك يزيد من خطر اندلاع ردود فعل عنيفة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كله كما هو الحال بالنسبة إلى المواطنين الأمريكيين والأوروبيين المسلمين مما يقضي على النية الحسنة لدى الكثيرين ويعزز من صورة القوة العظمى التي تضع نفسها مجدداً فوق القانون الدولي. ومن ثم ينبغي ألا تبرر الحرب ضد الإرهاب العالمي اجتثاث المبادئ والقيم الهامة تدريجياً في البلاد أو يكون ذلك بمنزلة الضوء الأخضر للنظم الديكتاتورية في العالم الإسلامي كي تزيد من حدة القمع.
كما أن هناك حاجة إلى تبني سياسة أكثر توازناً في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني حيث إن عدم تناول قضايا السياسة الخارجية على نحو فعال سيستمر في خلق أرض خصبة لنمو الاتجاه المناهض لأمريكا والكراهية والراديكالية وقيام الحركات المتطرفة بالإضافة إلى ظهور مجندين لصور مستنسخة من ابن لادن في هذا العالم. وهذا يعني ضرورة موازنة السياسات الخارجية قصيرة الأجل التي تقتضيها المصلحة القومية بحوافز وسياسات طويلة الأجل تضغط على حلفائنا لتعزيز عملية تقدم تدريجية للمشاركة السياسية واقتسام السلطة على نطاق أوسع.

https://archive.org/download/11.sep/11.sep.pdf

 

SAKHRI Mohamed
SAKHRI Mohamed

أحمل شهادة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى شهادة الماستر في دراسات الأمنية الدولية من جامعة الجزائر و خلال دراستي، اكتسبت فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الرئيسية، ونظريات العلاقات الدولية، ودراسات الأمن والاستراتيجية، بالإضافة إلى الأدوات وأساليب البحث المستخدمة في هذا التخصص.

المقالات: 14918

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *