دراسات استشرافيةدراسات افريقيةدراسات سياسية

الاطار الفكري لأجندة الاتحاد الأفريقي 2063

 

د. باسم رزق عدلي مرزوق مدرس العلوم السياسية – جامعة القاهرة

تسعى القارة الأفريقية في الفترة الراهنة إلى إيجاد الاستراتيجيات والآليات التي تضمن لها تحقیق کامل الاستقلال، وتمكنها من الوصول إلى التنمية المستدامة لكافة الجماعات والفتات، ويبدو أن “أجندة الاتحاد الأفريقي ۲۰۱۳” إحدى أهم تلك الأدوات التي تسعى دول القارة إلى استخداما لإدراك تلك الأهداف والغايات، إذ تؤكد هذه الأجندة على أهمية تدعم أسس ومظاهر الاعتياد المتبادل بين دول القارة، وتوفير مناخ مناسب للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإيجابية التي ستشهدها أقاليها المختلفة، بما يؤدي لخلق بيئة أفريقية قبل التنمية بالمعني الشامل، وهو ما يجعل تحليل الأطر الفكرية الحاكمة لهذه الأجندة من القضايا والإشكاليات البحثية الهامة.

مع أن هذه الأجندة تتضمن الكثير من الأهداف والتطلعات والأماني الأفريقية، التي تحمل قدرا كبيرا من التفاول، والتي لن تحققت ستنقل القارة ودولها نقلة نوعية في فترة وجيزة، لكن الإشكالية الرئيسة تمثل ومحور في الفارق بين الواقع والمأمول، وهو ما يطرح تساوة رئيسا مفاده: إلى أي مدى تستطيع القارة تحقيق الأهداف والتطلعات التي تتضمنها هذه الأجندة؟، وكيف يمكن توفير الموارد المادية والبشرية والفكرية التي تضمن تحقيق هذه الأهداف؟، وما هي أهم التحديات والمعوقات التي يمكن أن تحول دون تنفيذ هذه الأجندة؟، وحتي يتم الإجابة على هذه التساؤلات بات من الضروري تحليل الإطار الفكري الحاكم لهذه الأجندة من خلال المحاور التالية.. أو تأثير النماذج والأطر الفكرية التاريخية على أجندة الاتحاد الأفريقي.

يرى كثيرون أن رؤى الجامعة الأفريقية، والتوجهات الوحدوية القارية، ومحاولات البحث عن الهوية الأفريقية الجامعة في الإطار الفكري الرئيسي الذي يمكن من خلاله تفسير الكثير من المواقف والتطورات القارية في أفريقيا، حيث أنها روی تشكل وتعبر عن الهوية الذاتية التي تسعى لاكتشافها كافة الجماعات الأفريقية، بل إنها الأداة المعيارية التي تستخدم لتحديد من هو الأفريقي، وتؤكد كافة التيارات الفكرية التي عرفتها القارة وجماعاتها على اهمية هذه الرؤى، بل إن البعض يعتبر أنصار هذه الروی هم من يتحكمون في واقع ومستقبل وأحداث وتطورات الأوضاع في أفريقيا، وهو ما ما مع مؤتمر الجامعة الأفريقية في مانشيستر عام 1945، حين ظهرت القيادات والمطالب الأفريقية الداعية للاستقلال، كذلك ظهر في سنة ۱۹۹۳ ابان تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، وكذلك ظهر تأثيره في بداية الألفية الثالثة عند الحديث عن أهداف الألفية الثالثة، والتحول من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي، فهي من الرؤى المحددة والحاكمة لكافة التطورات القارية في افريقيا.

ويبدو أن أجندة الاتحاد الأفريقي ۲۰۱۳ قدم مثالا على الأطر القارية التي تأثر بذات الروافد التاريخية والفكرية السايق الإشارة إليها، حيث تم التأكيد في هذه الأجندة على أهمية الوعي بالإرث التاريخي، وعلى التقدير لدعاة الوحدة.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى