دراسات أوروبية-أورومتوسطيةدراسات سياسية

طبيعة النظام السياسي البريطاني

تعود الجذور التاريخية للنظام البرلماني القائم إلى بدايات القرون الوسطى و نلاحظ أن في هذا النظام أن الملك يملك و لا يحكم ، بينما يتولى مجلس الوزراء رسم السياسة العامة للدولة و يشرف على تنفيذها

ولقد كان مجلس الوزراء يعاون الملك قديما ، ومع مرور الزمن و التطورات التاريخية التي عرفتها بريطانيا ، سواء في الداخل أو في الخارج ، أصبح هذا ا.لس لديه صلاحيات أكبر ، وامام تزايد صلاحيات ا.لس فإن ذالك قابله بتقلص صلاحيات الملك بالتوازي ، ليستحوذ مجلس الوزراء على السلطة التنفيذية ، ورسم السياسة العامة للبلاد ، أما دور الملك فأصبح يقتصر على الملكية فقط .

النظام الرسمي للملكة المتحدة هو الملكية الدستورية ،مع حكومة تتمتع بسلطات تنفيذية ، تحكم باسم الملك ، ويتم مساءلتها من طرف البرلمان عن طريق الشعب ، ومدينة لندن هي مقر الهيئات الحكومية و تعتبر إليزابيث الثانية الحاكم الأول ورأس الدولة في المملكة المتحدة ، تولت مند 1952 م و تم تتويجها رسميا سنة 1952 م ، وتشكل الجوانب البرتوكولية أكثر أعمال الملكة اليوم و. يعتبر البرلمان المرجع القانوني الأعلى في البلاد و يتألف من مجلسين

أ- مجلس اللوردات ( HOUS OF LORDS ) : أو مجلس الشيوخ ويضم 290 عضوا من الأساقفة و اللوردات وسلطاته محدودة جدا .

ب- مجلس العموم ( house of commons ): أو مجلس النواب وهو السلطة التشريعية الحقيقية و يتألف من 650 نائبا ينتخبهم الشعب لمدة أقصاها خمس سنوات .

ويفتتح الملك الدورة البرلمانية بإلقاء خطاب ، و يتضمن الخطاب الذي تعده الحكومة الخطوط العامة لبرامج الحكومة من خلال الدورة البرلمانية ، وهناك أحزاب مختلفة أهمها ، حزب المحافظين conservative party و حزب الأحرار الديمقراطيين Liberal démocrates ، labor party وحزب العمال و أي حزب يحصل على الأغلبية في مجلس النواب ، يتولى الحكم و يصبح زعيم الحزب رئيسا للوزراء بتكليف من الملك أو الملكة ، ثم يختار رئيس الوزراء وزراء لحكومته من بين النواب و المنتمين إلى حزبه ، و الحكومة مسئولة في أعمالها أمام البرلمان .

و تتمتع المملكة المتحدة بنظام مركزي قوي ، مع احتكار برلمان وستمنستر Westminsterفي لندن لأغلب القرارات السياسية الهامة في البلاد . إلا أنه ومند سنوات قليلة. بدأت بعض الصلاحيات في الانتقال إلى المجالس المحلية في كل من اسكتلندا وويلز.

الأحزاب السياسية في بريطانيا :

نلاحظ أن هناك سيطرة حزبان كبيران على الحياة السياسية في بريطانيا فيوجد هناك حزب العمال و حزب المحافظين ، بالإضافة إلى وجود حزب الأحرار لكن دوره في العملية السياسية محدود ويكاد يكون دور هامشي وإن كان ظهر له دور كبير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وكان له دور كبير في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة كاميرون.

والنظام في بريطانيا نظام برلماني و يسعى حزبي المحافظين والعمال إلى رئاسة الحكومة ، ومن تم تشكيل وتعيين أعضاء هذه الحكومة بالشكل الذي يضمن السير الحسن للأعمال هذه الحكومة ، وعدم عرقلة مهامها ، وهذا لا يتأتى إلا بمشاركة الأحزاب الأخرى في هذه الحكومة ، كما أن التسلسل الهرمي في سلم السلطة في بريطانيا يضع رئيس الحكومة في المرتبة الثانية بعد الملك أو الملكة ، وجميع أعضاء الأعضاء المنتمين للحزب يساندون بيان السياسة العامة ، و القرارات التي تتخذها القيادة السياسية للحزب ، كما يمكن للعضو في الحزب البريطاني أن يجمع بين عضويتين أن يكون نائبا في البرلمان و أن يكون عضوا في الحكومة كذالك ، وهذا بالرغم من أن السلطة التنفيذية هي بيد رئيس الحكومة ، كم أن الأحزاب السياسية في بريطانيا هي الأكثر عراقة في العالم ، أي أنها رائدة في مجال الديمقراطية .
**********
كتب للباحث كاهي مبروك، مقارنة بين الادارة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، رسالة ماجستير في الإدارة العامة، كلية العلوم السياسية والأعلام، جامعة الجزائر، 2007- 2008.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى