الأزمة السياسية في غينيا بيساو: واقع جديد وماض قديم

محمود زكريا – معيد بقسم السياسية والاقتصاد معهد البحوث والدراسات الأفريقية – جامعة القاهرة

تعد غينيا بيساو واحدة من المستعمرات البرتغالية الخمس السابقة والواقعة في إطار إقليم غرب أفريقيا، وتنتمي غينيا بيساو لإقليم غرب أفريقيا ليس موقعة جغرافيا فحسب بل من منظور التأثر بالمناخ العام للإقليم المتسم بعدم الاستقرار السياسي هات المرتبط بالوحدات السياسية الكائنة في الإقليم، حيث شهد الإقليم العديد من الأزمات السياسية في الدول الواقعة في إطاره وذلك مع بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة، ويمكن القول في هذا الشأن إن ظاهرة عدم الاستقرار.

السياسي التي شهدتها عدد من دول الإقليم ترجع للعديد من الأسباب منها ظاهرة الانقلابات العسكرية على نحو ما حدث في مالي في مارس ۲۰۱۲م وغينيا بيساو في ۱۲ إبريل ۲۰۱۲م، فضلا عن عدم الاستقرار السياسي المدفوع بالأساس بمسالة عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في الدول وما يتصل بذلك من إثارة عنف داخلي من قبل المرشحين المنهزمين على نحو ما حدث في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ساحل العاج في أكتوبر 2010 (۲) .

والمتتبع للتاريخ السياسي لغينيا بيساو منذ حصولها على الاستقلال في عام ۱۹۷۶م – يستطيع بلا أدني مشقة أن يلحظ وجود میراث سلبي طويل من عدم الاستقرار السياسي المرتبط بالأساس باشكالية الصراع على السلطة السياسية في الدولة، وتعد مسألة العلاقة الجدلية بين الدولة ومؤسستها السياسية من جانب والجيش أو المؤسسة العسكرية من جانب آخر – بمثابة نقطة الانطلاق الرئيسية في محاولة تفسير هذه الإشكالية الرئيسية في الدولة، حيث إن العلاقة غير المتوازنة وغير المستقرة بين المؤسستين طوال معظم الفترات التاريخية – منذ حصول الدولة

على الاستقلال – هي المحرك للأزمات السياسية التي شهدتها وتشهدها الدولة إلي الآن، هذه الأزمات السياسية تترجم غالبا في صورة حدوث عديد من الانق لابات العسكرية على السلطة السياسية في الدولة (۳).

وتعد الأزمة السياسية التي شهدتها غينيا بيساو في عام ۲۰۱۲م إنعكاسا لهذا الواقع السياسي الذي تمر به الدولة منذ حصولها على الاستقلال، ولتناول تلك الأزمة السياسية يتعين مناقشة الموضوع على النحو التالي : أولا: ميراث الأزمة السياسية. ثانيا: طبيعة ومسار الأزمة السياسية.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed
SAKHRI Mohamed

أحمل شهادة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى شهادة الماستر في دراسات الأمنية الدولية من جامعة الجزائر و خلال دراستي، اكتسبت فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الرئيسية، ونظريات العلاقات الدولية، ودراسات الأمن والاستراتيجية، بالإضافة إلى الأدوات وأساليب البحث المستخدمة في هذا التخصص.

المقالات: 14653

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *