دراسات اقتصاديةدراسات مغاربيةرسائل و أطروحات اقتصادية

التنافس الاقتصادي الفرنسي – الأمريكي على بعض دول المغرب العربي بعد الحرب الباردة

المبحث الثاني :مقومات القوة الاقتصادية الفرنسية والامريكية والتوجهات الفرنسية والامريكية بعد الحرب الباردة :-

المطلب الاول :مقومات القوة الاقتصادية الفرنسية

فرنسا :

تقع فرنسا في غرب القارة الأوروبية يحدها من الشمال بحر الشمال ,ومن الغرب المحيط الأطلسي ,ومن الجنوب البحر الأبيض المتوسط ,والجنوب الغربي اسبانيا ,من الشرق كل من بلجيكا ,ألمانيا سويسرا ,ايطاليا ,ومنه تكون فرنسا تتمتع بثلاث وجهات بحرية مهمة تؤمن سلامتها وتجعل منها قوة دولية لا يستهان بها سواء اقتصاديا وعسكريا .([1]), وبفضل مساحتها التي تقدر 551500))كم2 وبذلك تعد من اكبر دول أوربا الغربية من حيث المساحة والتي تمكنها من لعب الدور المهم في الساحة الدولية ,تجمع فرنسا بفضل موقعها الجيوستراتيجي ,بين دول الشمال والجنوب كما تلعب دور همزة وصل بين الشرق والغرب ,هذا الوضع جعل من فرنسا امة هدفها الرئيس هو الحفاظ على مكانتها الأوروبية وإنشاء قوة عسكرية خاصة بها للدفاع عن أمنها والحفاظ على مكانتها العالمية ,وذلك بتوجهها نحو العالم الثالث عن طريق الجزائر,و التي سعت دائما الى الحفاظ على مكانتها في منطقة شمال افريقيا والوطن العربي أيضا ,حيث يمثل موقعها الجغرافي عمقا استراتيجيا ودفاعيا لفرنسا ,وان إي تحكم في الجزائر ,يعد تحكما في فرنسا وحصارا  لمصالحها ونفوذها في افريقيا ,اذ ان الجزائر  ترتبط جغرافيا بدول جنوب      الصحراء ,التي لها علاقات خاصة مع فرنسا ,فضلا عن  كونها تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط .(1)

المساحة :-

المساحة الكلية(551500)كم2,مساحة اليابسة :-(549970كم2),مساحة المياه:-( 1530كم2),مقارنة المساحة (بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية):-اقل قليلا من مساحة ولاية تكساس.

الحدود البرية :-أ. إجمالي طول الحدود البرية لفرنسا: 2889كم. ( مع أندورا: 56.6كم., مع بلجيكا: 260كم, مع ألمانيا: 451كم., مع إيطاليا: 488كم.,مع لوكسمبورج: 73كم., مع موناكو:4.4 كم ,مع إسبانيا 623 كم.,مع سويسرا:573 كم وتُعَد التُربة الخصبة من الموارد الطبيعية المهمة في البلاد،  التي تمتلِك، رسوبيات طبيعية كثيرة. ومن أهم مواردها الطبيعية: الفحم، والحديد الخام، ، والغابات، والزنك.

واليورانيوم، والزرنيخ، والبوتاسيوم، وسليكات الألومنيوم، ، والأخشاب، والأسماك., ب. غويانا الفرنسية: رواسب الذهب، والنفط [2](1)

 اما من ناحية السكان :-

بلغ عدد سكان فرنسا لعام 2003حوالي (60.144)مليون نسمة ومن المتوقع ان يبلغ عدد سكان فرنسا للاعوام (2025-2015)على التوالي ما يقارب ب (64.230, 64.165, 62.841) مليون نسمة ((1.وكما موضح في الجدول (9-1)والشكل المناظر له(9-1)

                 جدول رقم (9-1)يمثل عدد سكان فرنسا لعام   2003وتوقعات   2050-2015 مليون نسمة

           السنة

الدولة

2003 2012   2013 2015

توقعات

2025توقعات 2050توقعات
فرنسا 60.144 65.350 65.776 62.841 64.165 64.230

المصدر:-حسين طلال مقلد,تركياوالاتحاد الاوروبي,بين العضوية والشراكة,مجلة جامعة دمشق للعلوم    الاقتصادية والقانونية –مجلد 26-العددالاول -2010,ص18

(2)http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7#.D8.A7.D9.84.D8 .B3.D9.83.D8.A7.D9.86

الشكل (9-1)يمثل عدد سكان فرنسا لعام 2003 وتوقعات 2050-2015 مليون نسمة

المصدر :-الشكل من اعداد الباحثة استنادا الى بيانات الجدول (9-1)

ومن اجل اعطاء صورة واضحة عن قوة الاقتصاد الفرنسي فانه سيتم استعراض المؤشرات الاقتصادية المتمثلة ب[3]:-

1-  الناتج المحلي الاجمالي ومعدل النمو :-يتسم حجم الناتج المحلي الاجمالي لفرنسا بالارتفاع على الرغم من ظهور حالات من الانخفاض في الناتج المحلي الاجمالي خلال المدة المدروسة ,وكما موضح في جدول (10-1) والشكل المناظر له ,واتسم الناتج المحلي الاجمالي لفرنسا بالارتفاع بشكل تدريجي فقد ارتفع من (1,244)تريليون دولار في عام  1990ليصل الى 2,612تريليون دولارفي عام 2012 ويلاحظ وجود حالات انخفاض في الناتج فقد انخفض الى (1,297,003,822,099)تريليون دولار عام 1993وتعد اقل قيمة في السلسة الزمنية المتسمة       بالارتفاع خلال المدة المدروسة , اما معدلات النمو في الناتج المحلي الاجمالي لفرنسا في المدة نفسها فقد تراوحت هي الاخرى بين الانخفاض والارتفاع ,على وفق التغيرات الحاصلة في حجم الناتج المحلي الاجمالي ,اذ سجل اعلى معدل للنمو في عام 2000عندما بلغ (3,7%),اما اقل معدل لنمو الناتج المحلي فقد كان في عام 2008اذ انخفض الى (0,1-%)وكما موضح في الجدول    (10-1).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول( 10-1  )يمثل مؤشرات الاقتصاد الكلي  لفرنسا تريليون للاعوام2012-1990وتوقعات 2014و2015

السنة الناتج المحلي الاجمالي GDP معدل النمو في ال%GDP نصيب الفرد من GDP

(بالاسعار الجارية )

اجمالي تكوين راس المال الثابت (من اجمالي %GDP)
1990 1,244,163,956,150 / 21 22
1991 1,245,406,348,099 / 21 21
1992 1,372,967,781,908 / 23 19
1993 1,297,003,822,099 / 21 17
1994 1,368,008,034,026 2,2 23 18
1995 1,572,061,768,958 2,0 26 18
1996 1,572,776,381,587 1,1 26 17
1997 1,421,492,020,679 2,2 23 17
1998 1,468,872,804,092 3,4 24 18
1999 1,456,431,067,547 3,3 24 19
2000 1,326,334,899,576 3,7 21 20
2001 1,338,302,818,792 1,8 21 20
2002 1,452,030,303,030 0,9 23 19
2003 1,792,214,221,219 0,9 28 18
2004 2,055,678,853,687 2,5 32 19
2005 2,136,555,489,230 1,8 33 20
2006 2,255,705,477,450 2,5 35 21
2007 2,582,389,377,356 2,3 40 22
2008 2,831,94,045,483 0,1- 43 22
2009 2,619,685,000,757 3,1- 41 19
2010 2,548,315,434,211 1,7 39 19
2011 2,779,719,500,000 2,0 42 21
2012 2,612,878,387,760 0,0 39 20
2013 2,1542,10,000,000 2,0 41 19
2014

توقعات

2,17098,270,000,00 3,0 43 20
2015

توقعات

3,17822,47,000,00 3,0 43 21
المعدل 1,840,554,15 1,90 30,61 19,46

المصدر :من اعداد الباحثة بالاستناد الى :-

http://data.albankaldawli.org/indicator/NY.GDP.MKTP.CD?page=2(1)

اما القطاعات الاقتصادية المكونة للناتج المحلي الاجمالي فان الجدول ((11-1 يوضح مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي لعام 2011ويتضح ان الصناعات الخدمية تشكل اكبر القطاعات المساهمة في الناتج المحلي الاجمالي لفرنسا وبنسبة 79,4 %   [4]ويضم هذا القطاع كل من   (السياحة والتعليم والرعاية الصحية والوظائف الحكومية والجيش). وتُشكِّل التجارة والخدمات الفندقية والمطاعم صناعات خدمية ذات أهمية قصوى، وتعد باريس مركزًا لسوق الجملة العالمي للسيارات والكيميائيات وتُمثِّل مارسيليا الميناء الرئيسي مركزًا لتجارة فرنسا الخارجية.

أما تجارة التجزئة والخدمات الفندقية، فإنها مزدهرة بسبب العدد الكبير من السائحين الذين يزورون فرنسا. ففرنسا بلد يتمتع  بسوابق تاريخية وثقافية وخصائص طبيعية يتيح له ان  يكون بلدا سياحيا كبيرا من  حيث امتلاكها  شواطئ ومصايف على البحر الأبيض المتوسط مثل نيس و كان و سان تروبيه وكذلك على المحيط الأطلسي مثل بريتاني و بوردو و بون سان ميشيل وغيرها . كما يجذب السياح أيضا إلى فرنسا مدنها التي تعم بذخائر من الفنون الجميلة والآثار القديمة من فرنسا ومن البلاد الأخرى. حيث استقبلت فرنسا ما يقارب (79,50مليون سائح أجنبي في عام2011, مما يجعلها الوجهة السياحية الأكثر شعبية في العالم, وهو ثالث بلد في الدخل من السياحة ان فرنسا  لديها  37موقعاً مدرجاً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويضم المدن ذات الأهمية الثقافية (باريس , تولوز , ستراسبورج , بوردو ,و ليون وغيرها) و الشواطئ والمنتجعات الساحلية والمناطق الريفية التي تمتع العديد بجمالها وهدوئها ((1

فضلا عن ان الموارد الطبيعية  ادت دورًا كبيرًا في تحقيق الرفاهية لفرنسا. وتُعَدُّ التربة الخصبة من الموارد الطبيعية المهمة فهناك أكثر من 90% من الأرض الفرنسية تعد من أخصب واغنى الأراضي الزراعية تقع في شمالي البلاد والشمال الشرقي، وتمتلك فرنسا ترسبات طبيعية كثيرة من خام الحديد  والفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي. (2).

ومن الجدول ((11-1يتضح ان القطاع الصناعي  يسهم بنسبة “18,8%”من الناتج ,ويضم عددا من الصناعات من ضمنها : الآلات، والصناعات الكيماوية، والسيارات، واستخراج المعادن، والطائرات، والأجهزة الإلكترونية، والمنسوجات، والصناعات الغذائية.     

 

 

           جدول (11-1 )الهيكل الاقتصادي الفرنسي من الناتج المحلي إلاجمالي لعام 2011

القطاع النسبة %
الزراعة %1,8
الصناعة 18,8%
الخدمات 79,4%

المصدر: من اعداد الباحثة استنادا الى

http:// www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/France02/Sec05.doc_cvt.htm

اما قطاع الزراعة:- فانه يساهم بنسبة (%1,8)من الناتج المحلي الاجمالي لعام 2011 و فرنسا هي ثاني أكبر مصدر زراعي في العالم، وسادس أكبر منتج زراعي في العالم ، وهو ما يمثل نحو ثلث مجموع الأراضي الزراعية داخل الاتحاد الأوروبي. ويتميز شمال فرنسا بمزارع القمح الكبيرةحيث تتركز منتجات الألبان ولحم الخنزير والدواجن، وإنتاج التفاح في المنطقة الغربية. ويقع إنتاج لحوم البقر في وسط فرنسا، في حين أن الإنتاج من الفواكه والخضروات والنبيذ في جنوب فرنسا. وتعد فرنسا منتجاً كبيراً للعديد من المنتجات الزراعية  وتتوسع حاليا في مجال الغابات والصناعات السمكية.[5](2) وقد أدى تنفيذ السياسة الزراعية المشتركة وجولة أوروغواي للاتفاق العام بشأن التعريفات الجمركية والتجارة (الغات) في إجراء إصلاحات في القطاع الزراعي وفي الاقتصاد. فضلا عن ان فرنسا تصدر المنتجات الزراعية لكثير من البلدان الأفريقية الفقيرة ( مستعمراتها السابقة) التي تواجه نقصا في الغذاء.مثل القمح ولحم البقر والدواجن ومنتجات الألبان وهي الصادرات الرئيسة لفرنسا.(1)

في حين ان النقل والمواصلات  يشمل (الطرق والجسور ,نقل الركاب ,نقل البضائع ,وسكك الحديد ,المؤاني ,النقل البحري ,الطيران المدني )فخطوط سكك الحديد: يبلغ اجمالي أطولها” 29,640كم، اماالطرُق الرئيسة، يبلغ إجمالي أطولها:”951,200″كم (داخل فرنسا ),منها 11,100كم طرق سريعة اما  المجاري المائية داخل فرنسا  إذ يبلغ طولها “8501كم منها 1621كم للزوارق حمولة 3000طن متري  , تزخَر فرنسا بالعديد من الموانئ والمرافئ، منها: بوردو Bordeaux، وكاليه Calais، ودَنكِرك Dunkerque، ولُهافر Le Havre، ومارسيليا Marseille، ونانتيه Nantes، وباريس Paris، ورووِن Rouen، وستراسبورج Strasbourg.(2)

2-متوسط دخل الفرد:- يعد عامل  السكان  مؤشر قوي لفرنسا فهو احد المعايير الرئيسة التي يعول عليها [6]في تحليل عناصر القوة ,الا ان فرنسا تعاني بطالة مرتفعة قياسا الى الدول الاخرى, اذ بلغت (10,7%)لعام2013 ,  توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية زيادة معدلات البطالة في فرنسا حتى نهاية عام 2014، ليصبح 11,1% بعد أن بلغ10,7لعام 2013 (1 )                          ومن خلال الجدول  (10-1)والشكل المناظر له يمكن ملاحظة ان معدل النمو في نصيب الفرد الفرنسي من الناتج المحلي الاجمالي وخلال المدة (2013-1990),هو في تغير مستمر مابين الارتفاع والانخفاض لذلك يمكن الاشارة الا ان اعلى معدل نمو قد سجل في عام 2011اذ سجل معدل النمو في نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي(42% ) ,اما اقل نسبة انخفاض فقد كانت عام 1990اذ بلغ (21%)في حين ان معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي لعام 2013هو (41%).

3-تكوين راس المال الثابت الفرنسي:-تقوم الحكومة الفرنسية بتشجيع الاستثمارات والادخار المحلي ,وتخصيص نسب عالية من الناتج المحلي الاجمالي لتكوين راس المال الثابت (2 )   ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الجدول(10-1)والشكل المناظر له ,حيث كانت اقل نسبة هي (17%)لعام 1993,اما اعلى نسبة خصصتها فرنسا لتكوين راس المال الثابت كانت عام 2008 اذ بلغت (22%)وبلغ معدل نسبة اجمالي تكوين راس المال الثابت من الناتج المحلي الاجمالي نحو19,5 للمدة المدروسة ((2013-1990.

المقومات العسكرية :-

فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، و دولة نووية معترف بها منذ عام1960. وقد وقعت فرنسا وصادقت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. فضلا عن انها  خامس أكبر منفق عسكري في العالم بعد الولايات المتحدة والصين و روسيا ، والمملكة المتحدة.(3)

بلغ عدد قوات الدفاع الفرنسية لعام 2008·مايقارب (358800).

  • القوات البرية :لعام 2008

–          الدبابات: 1728 من طراز

.( Leclerc, Leclerc DCL,AMX 30 B2, AMX 30 D, …etc )

–         سيارات مصفحة: 7006من طراز

EBG et SDPMAC, AMX 10 P PC Milan Eryx VBL-VB2L, VAB tout type.)

–          المدفعية: 1068من طراز( MRLS ,AU.F.1/TR )

–          الأسلحة المضادة للدبابات : 1897من طراز

Milan 3 (HOT SA 342 , Eryx ,Poste de tir (Milan .

– الأسلحة أرض جو: 418من طراز –

(Hawk Poste de tir Mistral, Roland II, Roland Caroll

القوات البحرية لعام 2008 :

– البوارج الحربية : 1حاملة الطائرات + 1 حاملة طائرات الهليكوبتر+ 35 فرقاطة ,الغواصات:-8 .RUBIS  , بوارج أخرى: 108بارجة , دوريات أعالي البحار : 19دورية

معدات برمائية: 19من طراز ( CTM, EDIC/CDIC, ) ,طائرات النقل : 115من طراز

Panther/HC 4, Hawkeye,Super Étendard, Rafale Lynx

  • القوات الجوية لعام 2008:(1)

الطائرات المقاتلة: 505طائرة ( Rafale B et C[7] ,MIRAGE tout type)

–         طائرات النقل : 120طائرة من طراز

Airbus tout type CN 235, C130 Hercules,C160 Transall

. – طائرات العمليات التدريبية : 248

طائرات الدعم : 32من طراز Liaison (TBM 700),DHC6 Twin Otter, Falcon 50 et –

900C160 Gabriel, (E 3F SDCA))

– طائرات الهليكوبتر : 530من طراز

(Tigre , Gazelle tout type, Fennec AS , (HAP/HAD) 555,Cougar, Puma SA 330)

طائرات هليكوبتر النقل : 35من طراز ( Super Puma , Puma ) : –

[8]طائرات هليكوبتر الدعم : 51من طراز (EC725 Caracal, Fennec et Écureuil,Cougar )

القوات النووية لعام2008  : ·(1)

4غواصات نووية قاذفة للصواريخ الباليستية  ,طائرات هجومية مقاتلة : 60من طراز (Mirage 2000 N) ,. SUPER ETANDARD 36. مجهزة بنظام  ASMP

  فضلا عن أن فرنسا لديها صناعات عسكرية كبيرة مع واحدة من أكبر الصناعات الفضائية الجوية في العالم. أنتجت الكثير من المعدات مثل مقاتلة رافال ، حاملة الطائرات شارل ديغول ، و اكسوسيت صواريخ و دبابات لوكلير وغيرها. على الرغم من الانسحاب من مشروع يوروفايتر ، فرنسا تستثمر بنشاط في المشاريع المشتركة الأوروبية مثل يوروكوبتر النمر، فرقاطات متعددة الأغراض ، و UCAV متظاهر الخلايا العصبية و A400M ايرباص . (2)

 

المطلب الثاني :-مقومات القوة الاقتصادية الامريكية :-

الولايات المتحدة الأمريكية:

هي دولة في أمريكا الشمالية إلى الشمال من المكسيك والى الجنوب من كندا, ثالث دول العالم من حيث عدد السكان  ,يعتمد الاقتصاد العالمي عليها بشكل كبير جدا ,فهي الصانع الرئيس للتكنولوجيا بشكل عام وتكنولوجيا المعلومات (it) بشكل خاص ,تتكون من 52ولاية وإقليم واحد عاصمتها واشنطن ,واكبر المدن فيها نيويورك ولغتها  الرسمية هي الانكليزية,نظام الحكم فيها فيدرالي ,نالت استقلالها عن المملكة المتحدة في عام 1776م.وتبلغ مساحتها (9,631,420) كم2 وعدد سكانها (302,401,000نسمة ). (3)

يعد سكان الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر سكان العالم تنوعا من حيث أصولهم,وتغطي الغابات نحو ثلث مساحة الولايات المتحدة ,وهي غابات ذات موارد كثيرة ,و ثلث الإنتاج القومي من الأخشاب يأتي من غابات منطقة الشمال الغربي للمحيط الهادئ .وتستخدم معظم أخشاب المناطق الجنوبية في صناعة الورق ,وتمتاز غابات الابلاش ومنطقة البحيرات العظمى بصلابة أخشابها التي تستخدم في صناعة الأثاث..([9]) (1)

ومن اجل اعطاء صورة واضحة عن قوة الاقتصاد الامريكي فانه سيتم استعراض المؤشرات الاقتصادية المتمثلة ب:

الناتج المحلي الاجمالي ومعدل النمو :- تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية اقوى اقتصاد في العالم ,و تعتمد اقتصاد السوق المبنى على الاستثمار الحر والمنافسة التجارية ,فالولايات المتحدة تعد الدولة الأولى في العالم من حيث الناتج القومي الإجمالي والذي وصل حوالي15,742,010,000,000″  تريليون دولار في عام 2013   ,فالناتج المحلي الاجمالي يتسم خلال المدة (2013-1990)بالزيادة بالناتج خلال المدة المدروسة ,ومن الجدول  (12-1)والشكل المناظر له ,يلاحظ استمرار الناتج المحلي الاجمالي الامريكي بالارتفاع ,أذ بلغ اعلى ناتج محلي اجمالي امريكي (15,742,010,000,000 )تريليون دولار لعام 2013.(2)

اما معدل النمو في الناتج المحلي الاجمالي الامريكي في المدة نفسها (2013-1990)فقد تراوحت بين الانخفاض والارتفاع ,على وفق التغيرات الحاصلة في حجم الناتج المحلي الاجمالي, اذ سجل اعلى معدل للنمو في عام 1999عندما بلغ (4,9%),اما اقل معدل لنمو الناتج المحلي الاجمالي فقد كان عام 2008 اذ انخفض الى (0,4-%),وقد بلغ عام 2013  (2,0%).

الجدول رقم(12-1 ) يمثل مؤشرات الاقتصاد الكلي   في الولايات المتحدة الامريكية  مليار دولار للاعوام2012-1990

السنة الناتج المحلي الاجمالي GDP معدل النمو في ال%GDP  نصيب الفرد من GDP

(بالاسعار الجارية )

اجمالي تكوين راس المال الثابت (من اجمالي %GDP)
1990 5,750,800,000,000 3,6 23 18
1991 5,930,700,000,000 1,9 23 16
1992 6,261,800,000,000 0,3- 24 16
1993 6,582,900,000,000 2,9 25 17
1994 6,993,300,000,000 4,1 26 18
1995 7,338,400,000,000 2,5 27 18
1996 7,751,100,000,000 3,8 28 19
1997 8,256,500,000,000 4,5 30 19
1998 8,741,000,000,000 4,4 31 20
1999 9,301,000,000,000 4,9 33 20
2000 9,898,800,000,000 4,2 35 21
2001 10,233,900,000,000 1,1 / 19
2002 10,590,200.000,000 1,8 36 18
2003 11,089,300,000,000 2,6 38 18
2004 11,797,800,000,000 3,5 40 19
2005 12,564,300,000,000 3,1 42 20
2006 13,314,500,000,000 2,7 44 20
2007 13,961,800,000,000 1,9 46 19
2008 14,219,300,000,000 0,4- 46 18
2009 13,898,300,000,000 3,1- 45 14
2010 14,419,400,000,000 2,4 46 15
2011 14,991,300,000,000 1,8 48 15
2012 15,684,800,000,000 2,2 49 /
2013 15,742,010,000,000 2,0 43 16
2014

توقعات

1,098,000,000,000 3,0 43 20
2015

توقعات

17,7822,470,000 3,0 44 21
المعدل 6,1248,949,2 2,46 35,19 17,46

المصدر :من اعداد الباحثة بالاستناد الى

1)http://data.albankaldawli.org/indicator/NY.GDP.MKTP.CD?page=2)

اما القطاعات الاقتصادية المكونة للناتج المحلي الاجمالي فيتضح ان القطاع الخدمي يشكل اكبر القطاعات المساهمة في الناتج المحلي الاجمالي للولايات المتحدة الامريكية وبنسبة (79,7%)كما موضح في الجدول ((13-1. ويضم هذا القطاع كل من الإدارة، السياحة، الترفيه، البنوك,

قطاع الصناعة يتسم  القطاع الصناعي في  الولايات المتحدة الأمريكيّة بالتنوع الشديد، والتقدم التكنولوجي الكبير. وتشمَل أهم المنتجات الصناعيّة: النفط، الفولاذ، السيارات، الصناعات الفضائية، الاتصالات، الكيماويات، الصناعات الإلكترونية، الصناعات الغذائية، الأخشاب، السلع الاستهلاكية، التعدين.وتحظى الولايات المتحدة الأمريكية بأهم الإنتاجات الصناعية على المستوى العالمي. ويعود نجاح الصناعة الأمريكية إلى قدرتها على التجديد وصدارتها التكنولوجية وتنوع المنتجات ووجود اليد العاملة المؤهلة.. (1)

فضلا عن ان الولايات المتحدة الأمريكية شهدت تطورا كبيرا في قدراتها التكنولوجية ,إذ تعد في مقدمة الدول الرأسمالية الأخرى في ما يسمى ب(عصر الثورة الصناعية الثالثة ) ,أو ثورة المعلومات ,وهو ما يعني ريادتها وتقدمها في مجالات التكنولوجيا المعقدة كالتكنولوجيا العسكرية وتكنولوجيا الفضاء والاتصالات والعقول الالكترونية والهندسة الوراثية وغيرها وبذلك تعد التكنولوجيا الحديثة واحدة من أهم ميادين القوة الأمريكية  المؤثرة سواء على الصعيد المدني  أو الصعيد العسكري . ففي مجال المنتجات ذات التكنولوجيا العالية فقد احتلت  الولايات المتحدة المركز الأول  في إنتاج الالكترونيات بنسبة ( 40%) مقابل (27%) لليابان  ,كما حافظت على موقع الصدارة  في مجال تصدير الطائرات والكيميائيات الصناعية والزراعية والمحركات والتوربينات والآلات المكتبية والإحصائية في حين  احتلت المركز الثاني في صادرات الأدوات الكهربائية  والمواد البلاستيكية  والعقاقير الطبية([10])(2)

إما في مجال إنتاج البرامج وتطويرها فتعد الولايات المتحدة اكبر منتج للبرمجيات في العالم ,إذ يتجاوز إنتاجها (45%) من حجم الإنتاج العالمي ,تليها دول الاتحاد الأوروبي بنسبة (23%) ثم دول أسيا بما فيها اليابان والهند إذ تصل نسبة إنتاجها إلى (18%).و تصدر حوالي (75%)من        البرامج التليفزيونية إلى العالم علما أنها لا تستورد أية أفلام ومسلسلات باستثناء (2%) من المواد التعليمية . ([11]).([12].[13])

القطاع الزراعة :-تحتل الزراعة في الولايات المتحدة الامريكية موقعا له اهميته ,على الرغم من وجود العديد من القطاعات الاخرى وخاصة قطاع النفط ,اذ يعد القطاع الزراعي واحدا من القطاعات الرئيسة سواء فيما يتعلق بالموارد البشرية والطبيعية التي يستخدمها ,او فيما يخص مساهمته في تقديم المواد الغذائية والمواد الاولية للصناعة والتجارة الخارجية, اذ ان الولايات المتحدة الامريكية اهتمت بتطوير هذا القطاع ووضع القوانين واللوائح المنظمة لانطلاق الانتاج الزراعي وتخصيص اعتمادات لدعم الوحدات الريفية ,ويساهم القطاع الزراعي  بنسبة (1,2%)من الناتج المحلي الاجمالي لعام 2012وكما مبين في الجدول (13-1)ادناه.(1)

 الجدول(13-1 )يمثل مساهمة القطاعات الاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية في الناتج المحلي الاجمالي  لعام 2012

القطاعات

 

النسبة %
الزراعة 1,2%

 

الصناعة  

19,1%

الخدمات  

%79,7

المصدر :-اعداد الباحثة بالاستناد الى بيانات :-

1)http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/USA/Sec05.doc_cvt.htm)

2-متوسط دخل الفرد:- ان وجود اعداد من السكان تساعد في استثمار الموارد وتطورها بما يخدم العملية الانتاجية ,ومن تتبع احصاءات السكان في الولايات المتحدة الامريكية من عام 1990 حتى عام  2013  ,يمكن استنتاج ان نمو حجم السكان هو في تصاعد مستمر ففي عام1990 كان عدد السكان  (    248,709,873مليون نسمة  ,في حين بلغ عام2013  حوالي (315,475,000)مليون نسمة ,وهذا يعني بوجود زيادة  تشكل عامل قوة للولايات المتحدة الامريكية وهذا الكم البشري يمكن امريكيا من تادية دور مؤثر على الصعيد الاقليمي والدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية .الا ان النمو في عدد السكان مع عدم امكانية الدولة لتوظيف هذا النمو بالشكل الصحيح ومع وجود اختلالات هيكلية في الاقتصاد                                                      القومي ,يمكن ان يؤدي الى [14]حدوث البطالة ,اذ بلغت نسبة  البطالة في الولايات المتحدة الامريكية      ( 7,30 %   ) لعام 2013 (1)

وعلى الرغم من زيادة معدل   البطالة الا ان معدل النمو في نصيب الفرد الامريكي من اجمالي الناتج المحلي بلغ (( %43 لعام2013 وهو ما موضح في الجدول (12-1)والشكل المناظر له ,,ويمكن ملاحظة  اكبر انخفاض في معدل نصيب الفرد الامريكي ,وخلال المدة                          (2013-1990),حيث بلغ في عام 1990 (23 %),اما اعلى قيمة لنصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي الامريكي بلغ (49%)لعام 2012 ,إذ يعد دخل الفرد الأمريكي مقارنة مع الدول الغنية الأخرى في العالم مرتفعا جدا ,فقد وصل متوسط دخل الفرد الأمريكي إلى حوالي49,800دولار لعام 2012كما إن ارتفاع دخل الفرد الأمريكي جعل الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأولى في العالم من ناحية الاستهلاك .

2-  تكوين راس المال الثابت الامريكي :-بلغت قيمة تكوين راس المال الثابت من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي في امريكا (16%)لعام 2013.كما موضح في الجدول  (11-1)والشكل المناظر له ,ونظرا للطموح الامريكي في برامج التنمية الاقتصادية الامريكية ,قد خصصت الحكومة الامريكية في مجالات التوسع الاقتصادي ولاسيما قطاع الصناعة ,لذا فان اقل معدل قد خصص لتكوين راس المال الثابت بلغ (14%)لعام 2009من الناتج المحلي الاجمالي ,في حين ان اعلى نسبة بلغت (21%)لعام 2000.

الدولار الأمريكي :-

ما يزال الدولار الأمريكي يحتل المرتبة الأولى لدى دول العالم كاحتياطي من العملات الاجنبية ,و يشكل حوالي (60%) ,مما لدى المصارف المركزية من احتياطي العملات الأجنبية ,إن هذه الخصائص التي يتميز بها الاقتصاد الأمريكي مما جعلها اكبر دولة في العالم وذات قدرات على التاثير في الاقتصاد العالمي باجمعه وكعملة للتداول العالمي وتحتل مركزا لاينافسها عليه بلدا في السياسة الاقتصادية العالمية .(2)

المقومات العسكرية :

تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية بقدرة عسكرية ضخمة لا يمكن مقارنتها مع إية دولة             أخرى ,مما مهد لها  الاحتفاظ بمركز مؤثر في السياسة الدولية,وتقترن قدرة الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية من الناحية التقليدية بالحجم الإجمالي للقوات المسلحة الأمريكية ,إذ يبلغ     عددها  نحو (1.483.800 )مليون جندي موزعة على مختلف الصنوف العسكرية الا إن صدرت توجيهات الادارة الامريكية بتقليص عدد الجنود الى حوالي نصف او أقل استناداًالى التطور العلمي والتقني الذي انعكس ايجابا على نوع الاسلحة وقدراتها التدميرية باعتمادية أقل على مسك الارض بالجنود((1.

إما من الناحية النووية فان الولايات المتحدة الأمريكية تعد الدولة الأولى في العالم سواء على مستوى الكم من الأسلحة إوعلى مستوى ما تتمتع به أسلحتها النووية من نوعية متطورة بفعل التقنية العالية المستخدمة فيها ,إذ تحتفظ بأكبر عدد من الرؤؤس النووية التي وصل عددها إلى حوالي (15)إلف رأس نووية . [15](2)

([16])(كما تمتلك الولايات المتحدة اكبر عدد من الغواصات الأمريكية في العالم تصل إلى حوالي (500)غواصة نووية ,فضلا عن امتلاكها  لحوالي (500)قاذفة إستراتيجية بعيدة المدى. تحتفظ بأكثر من مليون جندي مسلحين من الرجال والنساء في أربع قارات. (3) وتنشر أربع مجموعات قتالية محمولة مستعدة للحرب في كل محيطات العالم ، وأنشأت في عام 2007 قيادة عسكرية مستقلة للقارة الأفريقية مقرها المغرب وتحتفظ الولايات المتحدة بأكثر من (50) إلفا من جنودها على سفن الأسطول الأمريكي، الذي يجوب بحار العالم، وهناك أكثر من 800منشأة عسكرية أمريكية في الخارج، منها (60) قاعدة رئيسة، ووجود عسكري أمريكي في 140 دولة، منها انتشار رئيس في (25) دولة، فضلاً عن التزامات قوية بالدفاع عن (31) دولة، واتفاقيات دفاعية مهمة مع (29) دولة أخرى، تضمن بقاء عدد من الدول بدءاً من إسرائيل إلى كوريا الجنوبية. بذلك يكون (1  ا الهدف النهائي منها هوتحقيق وتعزيز المصالح العامة والقيم للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها[17])(4)

المطلب الثالث :التوجهات الفرنسية والامريكية بعد الحرب الباردة

اولا :خصائص مرحلة مابعد الحرب الباردة.

اولا ً:خصائص سياسية :-

تميزت مرحلة ما بعد الحرب الباردة في بداية التسعينيات  1991-1990بعد انهيار الاتحاد  السوفيتي باختلال التوازن الاستراتيجي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي حاولت إعادة تكييف ستراتيجيتها الدولية من منطلقات جديدة ميزت بيئة العلاقات الدولية أهمها:

أ‌-       تراجع عامل الصراع الأيديولوجي بين العالمين الرأسمالي والشيوعي في إدارة الصراعات الدولية والإقليمية.

ب‌-  التحولات التي حدثت في الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية , التي أدت إلى انتهاء عملية المواجهة بين الكتلتين.

ت‌-  ظهور  مضامين ستراتيجية جديدة لمفاهيم “الأمن العالمي”، “الخطر” و “التهديد” في ظل خصائص مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وذلك بتراجع حدة معادلة الصراع الشمولي بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي,لحساب أخطار إقليمية جديدة لنزاعات ذات أبعاد عرقية، دينية، قومية، سياسية وحدودية ويتمركز مسرح” عملياتها في الجنوب”، وقد تأخذ شكل الصراع مع جماعات وشبكات دولية ليست بالضرورة مرتبطة بصفة مباشرة بالدول والحكومات. ([18]) (1)

ث‌-            ظهور مفهوم جديد للخطر الاستراتيجي لدول “الجنوب” على الأمن العالمي – من زاوية الرؤية الغربية والأمريكية لانتشار أسلحة التدمير الشامل والجزئي  (نووية، بيولوجية و كيماوية)  إلى دول صاعدة من الجمهوريات المنفصلة  الأورو- آسيوية عن الاتحاد السوفيتي التي تضم ترسانة كبيرة من هذه الأسلحة التدميرية، هذه العوامل أسهمت بشكل مباشر في تغيير مفاهيم  الردع النووي من “عقلانية” مرحلة الحرب الباردة التي كان فيها زر خطر التدمير النووي الشامل محصورا بين قوتين عظمتين تملكان قنوات اتصال دائمة وفعالة، إلى “لا عقلانية”  في مرحلة ما بعد الحرب الباردة التي يبقى فيها عنصر “المفاجأة ” واردا.(2)

ج‌-           في مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ظهر ما يعرف ب”خطر” امتلاك “مجموعات راديكالية –إرهابية” لأسلحة تدمير جزئي أو شامل(بيولوجية , كيماوية أو نووية). و قد أخذ هذا        “الخطر المحتمل” حيزا مهما في إستراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة التي أقرها الرئيس الأمريكي جورج

بوش  دعى فيها الى استمرار “الوفاق الاستراتيجي الغربي” في مجالات واسعة تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تعارض مبدأ توزيع الأدوار الإستراتيجية الإقليمية، لاسيما مع أوروبا.

ح‌-    .([19]) أسهمت حرب الخليج بصورة كبيرة في إعادة تعريف النظام الدولي,إذ كشفت عن إبعاد النظام الدولي الجديد من خلال واقعتين الاول (على المستوى العالمي) حيث أظهرت إن العالم الثنائي القطب لم يكن سائرا نحو التحول إلى عالم متعدد الأقطاب من الناحية الإستراتيجية ,بل العكس سيحل محل الثنائية القطبية عالم ذو قطب واحد تحت الهيمنة الأمريكية. والثاني (على المستوى الإقليمي ) حيث اأظهرت إن النفط وليس النزاع العربي الإسرائيلي ,هو الذي أصبح العامل المحدد للصراع والتنافس الاقتصادي  في الشرق الأوسط ,ففي مرحلة الحرب الباردة كانت المصلحة الإستراتيجية الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية تقضي بان تكون إسرائيل حليفا عسكريا قويا ,إما اليوم وقد تغلبت مفاهيم التنافس الاقتصادي على المجابهة العسكرية ,فيمكن للنفط وللسلطة السياسية التي يمثلها إن تكسب أهمية اكبر في الفكر الاستراتيجي الأمريكي ((1

ثانيا ً الخصائص  الاقتصادية

  • تناميالعامل الاقتصادي والتكنولوجي كمحدد ظاهر في العلاقات الدولية، مما أعطى للتنافس بين القوى الكبرى والمتوسطة على الأسواق العالمية من جهة، والسعي للتحكم في العامل التكنولوجي من جهة أخرى، دورا كبيرا في إدارة العلاقات الدولية. .
  • ظهورمجالات لتنافس جديدة بين القوى الغربية التي بدأت تتسع دائرة التصادم بين مصالحها مع تلاشي مبررات التحالف الاستراتيجي الذي ميز عهد الحرب الباردة ، لاسيما في المجال الاقتصادي والبحث عن الأسواق التجارية والاستثمارية، وهو ما تجلى أكثر في التنافس الأمريكي- الأوروبي – الياباني . (2)
  • تزايددور الشركات متعددة الجنسيات في إدارة العلاقات الدولية والتي قد تتعارض مصالحها التجارية والاقتصادية مع المواقف السياسية لدولها، وهذا ما يضفي تعقيدات على عملية تحليل تداخل سلوك الدول وشركاتها في ظل علاقات دولية قد تجمع بين التجانس السياسي للدول والصراع التنافسي  لشركاتها في الأسواق الدولية، أو العكس  فتحليل سلوك الدول، من هذا المنظار، يتفرع إلى محورين: أحدهما يتعلق بالسلوك الدبلوماسي الرسمي للدولة وسلطتها السياسية بهياكلها الرسمية والمركزية، والآخر يعنى بتحليل

سلوك الشركات والمجمعات الاقتصادية والمنظمات غير الحكومية كما هو الشأن في الحقل الاقتصادي ومجال حقوق الإنسان.

  • حلت التكتلات الاقتصادية محل الأحلاف العسكرية وسباق التسلح ,نتيجة تراجع دور القوة العسكرية وشعور الدول بعدم جدوى الأحلاف العسكرية ,ومن أهم هذه التكتلات الاقتصادية :منطقة التجارة الحرة لشمال أمريكا”NAFTA”و الاتحاد الأوربي ,ومنطقة التجارة الحرة لجنوب شرق أسيا ASEAN”.([20])

ثالثاً :-الخصائص الاستراتيجية :-

-الاتجاه نحو جنوب البحر المتوسط والمنطقة العربية ,وخصوصا دول المغرب العربي ,نظرا لما تشكله هذه المنطقة من تأثير بالغ الأهمية على الصناعات الغربية لامتلاكها مادة النفط ومواد أولية ضرورية واتساع أسواقها الاستهلاكية .

-اتجاه الاتحاد الأوروبي نحو أوروبا الشرقية ,وخاصة بعد سقوط جدار برلين وانهيار المنظومة الشيوعية وفتح الأبواب إمام انضمام دول جديدة إلى الاتحاد الأوربي .

-ظهور مصدرين رئيسين “الخطر” خلال مرحلة ذات اهمية استراتيجية جديدة طبقا للعقيدة الدفاعية الأمريكية الجديدة التي أعلنها جورج بوش 2002 وظهور  مجموعات “راديكالية” ذات أبعاد دولية تتحرك بتعبيرات مسلحة وخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل و استخدامها من طرف دول “محور الشر” أو مجموعات راديكالية غير مرتبطة بالدول وهكذا يمكن القول أن بيئة مرحلة ما بعد الحرب الباردة سمحت بظهور  نوعين من “التهديد الإقليمي” بالنسبة للمصالح الحيوية الأمريكية  الاول:- هي القوى الإقليمية القادرة على زعزعة أمن القوى الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية وتهديد مصادر الطاقة وخطوط الاتصال الأمريكية، ويتجلى هذا “التهديد” في انتشار الأسلحة العسكرية غير التقليدية والصواريخ الباليستية لاسيما في الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية.(1)

 وثانيها – ظهور بؤر التوترات العرقية، الدينية والقومية التي من شأنها تهديد سلم القيم الأمريكية الغربية، و يلعب صراع الحضارات في تغذية هذه التوترات والمخاوف الغربية لاسيما إزاء الحركات الإسلامية. و قد أخذ هذا “الخطر” بعدا جديدا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، مع ظهور  “تنظيمات  راديكالية ” تهدد المصالح الغربية و الأمريكية في العالم .(2)

ثانيا :-التوجهات الاستراتيجية الفرنسية نحو المغرب العربي بعد الحرب الباردة

بعد حرب الخليج (1991-1990) لجأت فرنسا إلى انتهاج استراتيجية متوسطية موسعة نحو الشرق ,كما نجد ان فرنسا انتهجت سياسة وقائية لتغليب الحوار والاحتواء على المواجهة العسكرية – وهذا الاتجاه دعم الدول الأوربية لفكرة الامتيازات للدول للتخلي عن برامجها النووية لحساب إطلاق أقمار صناعية ,وإنشاء قوة دفاعية أوربية مستقلة عن منظمة الحلف الأطلسي وهي مبادرة ميتران لعام 1983وإنشاء قوة أوربية مستقلة للتدخل السريع عن الحلف الأطلسي من أربعة جيوش  متعددة ,وجهاز “cropsالأوربي لقوى البرية عام 1992ومجموعة القوة الجوية الأوربية الفرنسية – البريطانية 1995,وإعلان فرنسا 1995استرجاع عضويتها في اللجنة العسكرية لمنظمة الحلف الأطلسي .(تقارب أمريكي –فرنسي ) ((1.وعملت على  إدراج الطرح الأوربي الجديد ضمن إطار المنافسة الاستراتيجية الجديدة التي راهنت على مشروع الفضاء شرق –أوسطي لشمال افريقيا المعرف ب”mena”,وتوجه جاك شيراك نحو الجنوب  والمشاركة في ندوة  الاورو متوسطية  في برشلونة 1995 , وتوجهت فرنسا نحو المغرب  بعد إن تراجعت سياستها في الجزائر خلال أزمة التسعينيات  بحكم السوابق التاريخية للبلدين. لكن بعد الحرب الباردة ميزت فرنسا حساباتها السياسية في منطقة المغرب العربي إذ ازدادت أهمية البحر الأبيض المتوسط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والحرص على ضمان توازن مع الولايات المتحدة الامريكية  في المنطقة وظهرت مفاهيم جديدة للخطر وفهم التقارب الجغرافي مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط وشمال افريقيا تحديدا والتي تهدف إلى((2:-

–    الحد من سيطرة الاستراتيجية  الأمريكية على الوطن العربي والبحر الأبيض المتوسط وتوفير المشاركة الاستراتيجية لدول جنوب غرب أوربا (فرنسا, ايطاليا ,اسبانيا )مع ضمان امن المنطقة

–   ازدياد العامل السكاني حيث كان سكان شمال افريقيا من مصر إلى موريتانيا  قد ازداد من 90مليون نسمة عام 1980  الى 153مليون عام 2000 ويتوقع أن يكون  241مليون عام 2025مما يدفع إلى ظهور البطالة والهجرة إلى أوربا مما يشكل قلق لهذه الدول حول مستقبلها الأمني الاقتصادي. (3[21].)

–    الخوف من ظهور قوة خطرة معادية لدول الغرب في دول جنوب المتوسط فضلا عن التيارات الإسلامية و استلامها السلطة لتلك البلدان

–         الخوف من انتشار اسلحة الدمار الشامل في جنوب البحر الأبيض المتوسط

–    الخوف من ظهور صرا ع جنوب –جنوب ويسبب الهجرة إلى الدول الأوربية وثم تهديد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي الأوربي .(1)

ثالثا المنظور الاستراتيجي الامريكي لدول المغرب العربي بعد الحرب الباردة.([22]).

بدا الاهتمام بمنطقة المغرب العربي منذ نيل هذه الدول استقلالها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والتنافس بين موسكو وواشنطن في مدة الحرب الباردة لاستمالة العواصم المغربية لأحد المحورين الشرقيّ الشيوعيّ أو الغربيّ الرأسماليّ، وتوّجت هذه السياسة بنجاح واشنطن في استمالة كل من تونس والمغرب مقابل استعداء كلّ من ليبيا والجزائر بسبب سياساتهما التقدّمية. ثم تطوّر هذا الاهتمام بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق، من خلال المقترح الأمريكيّ لمشروع الشراكة مع منطقة المغرب العربي والذي أطلق عليه اسم مشروع “ايزنستات”ويمكن تقسيم المصالح الامريكية في دول المغرب العربي الى:- (2)

المصالح الامنية والسياسية :-

يمكن القول إن الاهتمام الاستراتيجي الأمريكي بالمغرب العربي نتيجة عوامل عدة:-

  • إن الاهتمام الأمريكي بدول المغرب العربي و المغرب خاصة هو اهتمام عسكري بالمقام الأول ,فالموقع الاستراتيجي للمغرب شكل أهمية كبرى مع اندلاع الحرب العالمية الثانية وبالنسبة للاستراتيجية    الأمريكية ,شكل المغرب حزاما امنيا لأمريكا يستوجب السيطرة عليه وعدم إعطاء الفرصة للارهاب باستغلاله واستخدامه كقواعد بحرية وجوية لهجماتهم ضد الأراضي الأمريكية
  • المصالح المرتبطة بمكافحة الإرهاب ,وذلك إشارة إلى الاهتمام الأمريكي بمعاداة الإيديولوجيات الراديكالية  الداعية إلى استخدام العنف   ضد الوجود الأمريكي من منشآت وأفراد ,والى الدول التي تؤيد  هذه الإيديولوجيات  فعلا وقولا وفي هذا الإطار ظهور كل من ليبيا والجزائر كدولتين سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى احتوائهما .(3)
  • المصالح المرتبطة  بالنفوذ الأمريكي ,سواء كان  في الوطن العربي أو غرب المتوسط وجنوب أوروبا وهذه المصالح تشير إلى الوجود  العسكري والتنسيق الاستراتيجي  ,بل التبعية الاستراتيجية لبلدان المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية ,وهنا تظهر المغرب وتونس كنقطتي ارتكاز لهذه المصالح ,إذ انه خلال الإدارة الثانية لريغان نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في دمج المغرب وتونس في إطار المصالح ..( [23]).
  • يتجسد  القلق الأمريكي من الدور السياسي الفعال للجزائر خاصة على  الصعيد القاري وعلى صعيد العالم الثالث وعلى مستوى منظمة أوبك ,في ظل النظام السياسي الاقتصادي العالمي الجديد والتعاون السياسي والعسكري الجزائري – السوفيتي.- الأزمة الجزائرية وتداعياتها1)  )
  • تخوفها من قيام دولة إسلامية على شاكلة إيران لأنها ستؤثر على منطقة المغرب العربي ككل، مع إمكانية التحالف مع مصر، السودان، إيران، وهو الشيء الذي يؤدي إلى القضاء على الأنظمة العربية القائمة، ومن ثم تهديد مصالح الغرب في الوطن العربي،  فضلا عن ان الجزائر هي ثاني قوة عسكرية في شمال أفريقيا بعد مصر، خاصة بعد ما راج حول برنامجها للتسلح النووي، و هو ما زاد من قلق واشنطن على مصالحها في المتوسط، المتمثلة أساسا في مرور ناقلات النفط من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق .(2)
  • يشكل ساحل دول شمال افريقيا أهمية استراتيجية كبيرة في تامين معبر البحر الأبيض المتوسط لنقل البترول, والعتاد العسكري ,علما بان حوالي 90%من القوات والعتاد العسكري للدول الحليفة خلال حرب الخليج الاولى (1990/1991)قد تم نقلهم عبر مياه البحر الأبيض المتوسط
  • ضمان استقرار المنطقة ,ومن ثم تفادي إي توتر إقليمي يعيق المصالح الاقتصادية  والاستراتيجية الأمريكية فيها ,أو يرغم الولايات المتحدة الأمريكية على التورط في وضع يصعب التحكم فيه ,أو التخلص منه ,ويعد حسن إدارة التوازن الإقليمي بين الجزائر والمغرب من الرهانات الأساسية لاستراتيجية الأمريكية في ضمان امن واستقرار المنطقة ..([24])(3)

ان السياسة الأمريكية كانت واضحة بعد نهاية الحرب الباردة في دعوة الدول المغربية إلى الانفتاح السياسيّ والاقتصاديّ، والانخراط في حركة الاقتصاد العالميّ، وركزت واشنطن على ضمان استمرار تطور العلاقات السياسية والاقتصادية مع المملكة المغربية، إلى أن توجت هذه العلاقات بتوقيع اتفاقية التجارة الحرّة بين البلدين كما دخل الأمريكيون السوق النفطية الجزائرية منذ بداية التسعينيات وهم يدركون أنّ النظام السياسيّ الجزائريّ في مرحلة تحوّل سياسيّ واقتصاديّ هامّ قد يفضي إلى زيادة نصيب الأمريكيين من النفط الجزائريّ، خصوصا إذا ما خضع الجزائريون للشروط الاقتصادية الدولية، وأفضت تلك الضغوط إلى خصخصة شركة سوناطراك البترولية الوطنية الجزائرية العملاقة، وسمحت بزيادة نصيب الأمريكيين في حقل حاسي الذي يضمّ الاحتياطيّ الجزائريّ للنفط..([25])(1)

اما  العلاقات التونسية الأمريكية فقد كانت جيدة، وفي تحسّن مستمرّ منذ عهد الرئيس التونسيّ الراحل الحبيب بورقيبة. ومع حلول عام 1999 حدث تغيير مهم في كلّ من الجزائر والمملكة المغربية، بمجيء الرئيس الجزائريّ عبد العزيز بوتفليقة للحكم، واعتلاء وليّ العهد محمد السادس العرش في  المملكة المغربية ، وكانت واشنطن تضغط منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي على العواصم المغربية بخصوص الانفتاح السياسيّ والتعددية الحزبية، فضلا عن ان العلاقات الجيدة بين واشنطن والرباط، جعل الولايات المتحدة تحظى بثقة كبيرة لدى الإدارة الجزائرية والمغربية والتونسية أيضا.  (2)

المصالح الاقتصادية :

للولايات المتحدة الامريكية  مصالح اقتصادية مهمة فضلا عن المصالح الجيوسياسية في  المغرب العربي ,فهي تدخل ضمن الاستراتيجية الامريكية للأمن الطاقوي  التي تحددت اطرها بعد حرب الخليج الاولى والتي تعد التمويل الطاقوي مسالة حيوية لاقتصادها الوطني, فقد تبلورت هذه الاستراتيجية في المنطقة بتشجيع الاصلاحات الاقتصادية بها وتوفير  الوسائل المالية ,لخلق  سوق واحد  , لان الولايات المتحدة الامريكية تسعى  الى اكتساب اسواق جديدة ضمن الطبيعة الجديدة للصراع الدولي .(([26]  (3 )

فقد اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقة شمال افريقيا في منتصف التسعينيات مع تضاعف وتيرة الاكتشافات النفطية في الجزائر خلال الاعوام “1997).(1996).(1995)) ,ويندرج هذا الاهتمام ضمن الاستراتيجية لأمن الطاقة في البحر الأبيض المتوسط ,والتي تمتد من المغرب إلى بحر قزوين مرورا       بمنطقة الخليج. كما تعد منطقة المغرب العربي سوق مقدرة ب”100” مليون مستهلك ,كما أنها تشكل مناخا  مشجعاً للاستثمارات في مجال الطاقة وبعض المواد الأولية الأخرى.((1

المصالح  الاستراتيجية :-

ان هدف الولايات المتحدة الامريكية ربط منطقة المغرب العربي بمنطقة الشرق الأوسط ,وذلك بالاعتماد على توجيه دعم الدول المغربية لتعزيز السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ,وهذا ما اتضح من خلال طرحها لمشروع الشرق الأوسط الكبير ,المطروح عام 2004,والذي يمتد من موريتانيا وصولا إلى باكستان ويرتكز على التحول نحو الديمقراطية ,الانفتاح  الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص ,وهو المشروع الذي ردت عليه فرنسا بمشروع مماثل ,تمثل في الاتحاد من اجل المتوسط عام2007[27]).(2)

كما تأتي مكانة المغرب في الاستراتيجية الأمريكية في سياق تحكمه محددات عدة تتمثل في رغبة أمريكا في استغلال الموقع الاستراتيجي للمغرب بصفته دولة تنتمي إلى عدة من وحدات إقليمية ودولية مهمة. فالمغرب دولة عربية، إسلامية، أفريقية ومتوسطية، وكل واحد من هذه الأبعاد توجهنا إلى المصالح الأمريكية واستراتيجيتها (3)

لتحقيق هذه الأهداف, فالمغرب في إطاره الإقليمي يكتسب أهمية كبرى بسبب علاقته الحيوية بالأمن في البحر الأبيض المتوسط ثم الأهمية الاستراتيجية القصوى كممر بحري ضروري لاقتصاد الدول الغربية.

  • ويمكن تقسيم الرهانات الأمريكية في منطقة المتوسط إلى ثلاثة مستويات (أبعاد ):-

أولا :إن الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة بالمتوسط كإقليم مرتبط بالأمن الأوروبي ,حيث أسهم توسيع حلف شمال الأطلسي ,وإعادة هيكلة دول أوروبا الشرقية ,في تحويل اهتمام واشنطن شمال المتوسط .

ثانيا :اعتبار المتوسط كجسر نحو الخليج ,وذلك انطلاقا من أهميته كمدخل سياسي نحو الخليج  العربي,وخلال حرب الخليج (1991-1990) تم إرسال حوالي (90%)من القوات والمعدات الموجهة نحو الخليج عبر البحر المتوسط ,ولعب هذا الأخير دورا مشابها أثناء الحرب الأمريكية على العراق .

ثالثا :إن تدخل واشنطن في مواضيع متوسطية –إقليمية شائكة مثل (الصحراء الغربية ,مسار السلام في الشرق الأوسط ,والتوتر مع ليبيا )جعلها تعمل على إيجاد موقع ضمن الترتيبات الأمنية في المتوسط عبر العديد من المبادرات التي تدل على الاهتمام الأمريكي البالغ بالمنطقة . .([28])  (4)

المبحث الثالث مفهوم التنافس الاقتصادي واليات التنافس الاقتصادي الفرنسي الأمريكي في المغرب العربي

يدور في دول  المغرب العربي تنافسا اقتصاديا مابين فرنسا والولايات المتحدة الامريكية إلى حد ما  والتي بدأت تنعكس على العلاقات الفرنسية – ودول المغرب العربي بشكل عام مؤشرة إلى إن اللاعب الأمريكي استطاع بجدارة التسلل إلى ملعب المغرب العربي  والذي ما فتئت فرنسا تؤكد انه من صلاحياتها دون غيرها  .ومخاوف فرنسا من فقدها للمغرب العربي متشعبة منها مصالحها السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الجيوسياسية .

واستنادا الى ما تقدم سيذهب هذا المبحث الى تسليط الضوء على ثلاثة مطالب اختص الاول  في استعراض  مفهوم التنافس الفرنسي الامريكي والياته في منطقة المغرب العربي ,اما الثاني فقد استعرض مظاهر التنافس الاقتصادي الفرنسي – الامريكي في المغرب العربي ,في حين جاء المطلب الثالث ليسلط الضوء على انعكاس التنافس الاقتصادي  الفرنسي والامريكي على دول المغرب العربي .

 المطلب الاول:-مفهوم التنافس السياسي والاقتصادي والياته

لقد سعى هذا المطلب الى تسليط الضوء على مفهوم التنافس  السياسي والاقتصادي والياته من خلال البدء بتقديم عدد من تعاريف التنافس السياسي و الاقتصادي.

تعد  المنافسة السياسية، مبدئيا، الترجمة الضرورية والمنطقية لوجود الأحزاب السياسية في المنظومة الديمقراطية، إذ لا معنى لتعددية حزبية دون تنافس سياسي يجد قناته الطبيعية في المسار الانتخابي الذي يجسد المعيار الحاسم لترجمة البعد الديمقراطي في أي نظام كما يترجم مسألة المواطنة والمشاركة السياسية إلى واقع ملموس.[29]  (1)

اما التنافس الاقتصادي  يبدأ بتعريف المجلس الأمريكي للسياسة التنافسية والذي يعرف التنافس:-

“قدرة الدولة على إنتاج سلع وخدمات تنافس في الأسواق العالمية وفي الوقت نفسه تحقق مستويات معيشة مطردة في الأجل الطويل .

اما تعريف المجلس الأوربي في اجتماعه ببرشلونة لعام 2000  تنافسية الأمة على أنها       “القدرة على التحسين الدائم لمستوى المعيشة لمواطنيها وتوفير مستوى تشغيل عالي وتماسك اجتماعي وهي تغطي مجال واسع وتخص كل السياسة الاقتصادية” .

وتعرف (OCDE) التنافسية الدولية بأنها : “القدرة على إنتاج السلع و الخدمات التي تواجه اختبار المزاحمة الخارجية في الوقت الذي تحافظ فيه على توسيع الدخل المحلي الحقيقي”[30] (1)

كما يمكن تعريف التنافسية الدولية بأنها قدرة البلد على زيادة حصصها في الأسواق المحلية والدولية.

لقد ظهر مصطلح التنافسية ضمن كتابات الاقتصادي البريطاني ريكاردو فقد أشار إلى مبدأ الميزة النسبية مستنداً إلى حقيقة أن الدولة تمتلك ميزة نسبية في إنتاج سلعة معينة إذا كانت تكلفة إنتاجها في تلك الدولة أقل من تكلفة إنتاج السلعة نفسها في الدول الأخرى، أي إن الدولة الأولى أكثر فعالية من الدولة الثانية في إنتاج تلك السلعة، وعبر عنها  ب(تكلفة الفرصة البديلة                     Cost   Opportunity,فضلا عن ان الميزة التنافسية  تؤدي الى السيطرة على الاسواق والحصول على نسبة تزيد من المعدل الوسطي من الارباح وان مثل هذه الاستراتيجية تهدف الى تكوين مكانة رابحة وقابلة للحفاظ عليها  وفي مواجهة القوى التي تحدد نمط التنافس بين القوتين .لذلك فهنالك اليات لكل من القوتين في التنافس الاقتصادي  ,وفي ضوء ما تقدم فان هذا المطلب سيعالج اليات التنافس الاقتصادية . (2)

ان اليات التنافس الاقتصادي الفرنسي والامريكي في دول المغرب العربي تتمثل بماياتي:-

اولا:التحالفات الاقتصادية .([31])

ظهرت هناك اشكالا للشراكة الاقتصادية او مايسمى بالتحالفات  الاقتصادية (Economic Allance),بعد ان اقتنعت العديد من الدول او الشركات بان التحالفات الاقتصادية مع الدول او الشركات وحتى تلك المنافسة لها يمكن ان تعطي مردودا اقتصاديا لها ويضع موطئ قدم في السوق العالمية ,اذ اصبحت تلك الدول تعد استراتيجيات التنافس التي تمثل عملية البحث عن الميزة التنافسية  التي تهدف الى حصول الدول او الشركات عابرة القارات على مكانة  في السوق العالمية  وقدرة على الحفاظ عليها في مواجهة قوى التنافس ,لذا اصبح التحالف ظاهرة حتمية تقتضيها  طبيعة البيئة الدولية القائمة على تعدد القوى وتعدد السياسات التنافسية في اطارها.[32] .(3)

ثانيا:القوة الناعمة :-

)[33]           يرى المفكر الماركسي :انطونيو غرامش ANTONIO GRAMSIC)  ) أن هيمنة الراسمالية لاتبنى على القوة والمال والسلطة فحسب بل على عامل القبول الذي تكونه ثقافة الصيغة المالية في اذهان الناس ,لقد اعتمد مفهوم القوة الناعمة كالية من اليات التنافس الاقتصادي لما له من قدرة على التأثير على ذوق المستهلك من دعاية واعلان سواء كانت المسموعة او المقروءة او الانترنت او المرئية وغيرها اذ ان من العوامل المؤثرة على استهلاك المستهلك هو التقليد والمحاكاة اللذان يؤثران في انماط الاستهلاك وقد يحدث التقليد او المحاكاة نتيجة تاثير المستهلك بالبيئة المحيطة به او يتأثر المستهلك بمحاكاة مستويات المعيشة السائدة في الدول الغربية والمتقدمة التي تؤثر على نمط استهلاكه ,فضلا عن تاثر المستهلك بالتقدم العلمي والتكنولوجي العالمي فيسعى المستهلك الى تقليد الدول المتقدمة في شراء السلع والخدمات الحديثة وذات علامات تجارية ,وفي ضوء ذلك فان الدول المتقدمة تستخدم القوة الناعمة و الياتها في الدعاية والتي تضم كل  ما متاح من وسائل مرئية ومسموعة ومقروءة والانترنت للتأثير في ذوق المستهلك لخلق الطلب على منتجاتها  اذ ان التغيرات المستمرة التي تحدث في نوعية السلع وجاذبيتها والتغيرات التي تطرا على طرق الدعاية والاعلان كلها من شانها تغيير اذواق المستهلكين من مدة الى اخرى((1

ولقد وظفت كل من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية القوة الناعمة كالية من اليات التنافس الاقتصادي في المغرب العربي,والسلع تتسم بالميزة النسبية لها فعلى سبيل المثال تعد الاجهزة الالكترونية الحديثة ذات ميزة نسبية لامريكا واستطاعت ان تنفذ الى اسواق المغرب العربي دون منافس يذكر من الدول الاخرى ,فضلا عن النمط الاستهلاكي الامريكي مثل سلسلة مطاعم ماكدونالد والببسي كولا والوجبات السريعة والافلام الامريكية التي تعرض عن طريق التلفزيون او الانترنت وغيرها عاملة الى تعميم النموذج الامريكي ونمط استهلاكها ,اما فرنسا فانها ذات ميزة نسبية في صناعة الالبسة والعطور والازياء ومسيطرة على خطوط المودة في تصميم الازياء عالميا ,لذلك هي تسعى الى تعميم النموذج الفرنسي في الاستهلاك من خلال اليات الدعاية والاعلان في دول المغرب العربي فضلا عن السلع الانتاجية والاستهلاكية الاخرى . (2)

ثالثا الشراكة :-

يصف مفهوم الشراكة حالة في العلاقات الدولية بين الدول المعنية خالية من الصراع والمجابهة ان لم تكن ودية وايجابية ,فالشراكة هي حالة او صيغة تجمع بلدين او شركتين او اكثر يقوم اساسها على اتفاق مفاده اذا ما مست مصالح احدهما او حصلت اعتداءات خارجية فضمن صيغة الشراكة يتم ايقافها والوقوف بجانب الطرف المتضرر على وفق الاتفاق الذي يجمعهما ,فمثلا (جوزيف ناي) جسد اطار محددا للشراكة حيث يؤكد بانها تعنى بتنظيم التنافس لكبح القوى التي تهدد بالحرب وتوجيه الجهود نحو مكاسب مشتركة ,وتعاون مشترك ,ويمكن القيام بخطوات لتجريد المنافسة من الطابع العسكري ,فضلا عن عقد مناقشات سياسية منتظمة حول القضايا  الاقليمية ,بهدف تعزيز اجراءات بناء الثقة ومنع حدوث او وقوع اية اعمال عسكرية بطريق الخطا ,وتطوير مؤسسات للتعاون لمواجهة التهديدات التي تتعدى الحدود القومية . [34].(1)

اما الشراكة الاقتصادية فتسعى الى تحقيق الامثلية في الانتاج سواء كان بتدنية التكاليف في ظل ثبات الناتج الكلي او تعظيم الانتاج في ظل ثبات التكاليف, مما يساعد على انتاج سلع وخدمات لها ميزة نسبية وقابلية للتنافس في السوق العالمية ,وقد تحدث الشراكة بين مؤسسات الدول او بين دولة ومؤسسات الدول المختلفة في انتاج السلع والخدمات او البحوث العلمية المشتركة لمدة محددة او لمدة طويلة ,وتعد الشراكة اتفاقا بين الاطراف لتحقيق هدف او أهداف مشتركة بواسطة انجاز عدد من الاعمال المشتركة مع الاخذ بعين الاعتبار المصالح الخاصة لكل شريك وهذا العمل الجماعي المشترك يتم على اساس تعاقد بين الاطراف  المشاركة وان اختلفت دوافعهم ومصالحهم ,اذ تشير الشراكة الى النسبة التي يرجع الى هذا او ذاك الطرف جراء مشاركته في عملية ما ,وهو ذات النسبة التي تحدد مستوى واهمية و شراكة مختلف الاطراف .

ان الشراكة التجارية العالمية تتزايد بسرعة كبيرة ,من اجل تسهيل عمليتي التصدير والاستيراد وادارة الشركات المتعددة الجنسية ,والتجارة الالكترونية حول العالم ,والتي تعد عنصرا اقتصاديا مهما على المستوى العالمي في القرن الحادي والعشرين من اجل الحصول على الميزة التنافسية.Competitve Adantage((2

المطلب االثاني :-مظاهر التنافس الأمريكي الفرنسي  في منطقة المغرب العربي :

يسعى هذا المطلب الى تسليط الضوء على  مظاهر التنافس الاقتصادي الفرنسي –الامريكي في منطقة المغرب العربي من خلال  عدة مظاهر أساسية هي :-

المظهر  الأمني  

  • فالولايات المتحدة الأمريكية تسعى للتمركز في منطقة المغرب العربي لضمان امن المنطقة كممر استراتيجي للخليج العربي ,وكذلك كنقطة محورية على أساس الجناح الجنوبي لأوروبا لمراقبة أوربا من جهة وللمحافظة على مصالحها انطلاقا من المنطقة بدلا من ايطاليا .
  • كما تتجلى  مظاهر التنافس الأمريكي –الفرنسي  في تزعم الولايات المتحدة الأمريكية للعالم الغربي ,انطلاقا من استراتيجية الأمن القومي الأمريكي ,المتمثلة في الاحتفاظ  لأطول مدة  ممكنة بموقع قوة عظمى وحيدة في العالم ,وذلك للحفاظ على المجال الأمريكي الذي ليس له حدود ,إذ حيثما توجد المصالح الأمريكية فهنالك يمكن تحديد المجال الأمريكي ,ونتيجة لتناثر المصالح الأمريكية عبر العالم ,فلا يمكن التحدث عن تحديد المجال الأمريكي ,واتساقا مع هذه الاستراتيجية تعمل الولايات المتحدة الأمريكية كل شيء من اجل ردع الخصوم بين الدول الصناعية التي قد تفكر يوما في تحدي أو مواجهة الهيمنة ,والوقوف في وجه الدور الكبير الذي تلعبه أمريكا على الخريطتين الإقليمية والدولية. [35](1)

المظهر الاقتصادي

1-  إن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في  بسط هيمنتها ونفوذها على مصادر الطاقة في المنطقة خصوصا في الجزائر .

2-   ربط هذه الدول بشراكة معها عن طريق اتفاقيات التجارة الحرة كما فعلت مع المغرب      عام2004. إذ كانت أهداف الولايات المتحدة الأمريكية قبل 11 سبتمبر 2001 في المغرب     العربي اقتصادية محضة ,فمنذ السنوات الأخيرة من تسعينيات القرن الماضي  تريد الولايات    المتحدة الأمريكية تأكيد علاقاتها  التجارية مع الدول المغربية ,وذلك ردا على تلك المبادرة     الفرنسية والأوروبية  (2 ),وهذا فعلا ما حدث عبر   مبادرة “ايزنستات “عام

1998,والاتفاقيات  الثنائية حول التجارة الحرة,فقد ركزت مبادرة “ايزنستات ” والتي سميت لاحقا بالبرنامج  الاقتصادي الأمريكي في شمال افريقيا عام 2002 على الشراكة مع الدول الثلاثة للمغرب العربي “المغرب ,الجزائر ,تونس ” هذه المبادرة التي جاءت بعد تعطل وتعثر مسار الشراكة  الاورو-مغربية ,والذي فرض على الولايات المتحدة الأمريكية فيه إن تكتفي بدور الملاحظ ,مما دفع الجانب الأمريكي لاستثمار الشعور بالخيبة الذي أصاب الإطراق المغربية بعد الوعود  التي حملتها معاهدة برشلونة.  ([36]

3-  ويظهر التنافس الاقتصادي أيضا ,بعدما شهدت المنطقة فتح الأسواق وتوقيع اتفاقية التبادل الحر مع المغرب , اذ إن الوجود الأمريكي لا تحركه أهداف  اقتصادية فقط  ,وإنما أهداف تتعلق بالأمن القومي الأمريكي ,مما يعني دخول هذه الدول في إطار سياستها الرامية إلى كسب المواقع في مختلف المناطق عن طريق إقامة تحالفات استراتيجية للقضاء على الإرهاب . )(1)

4-  .ان الولايات المتحدة الامريكية  تستخدم القوة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية ,بهدف اقناع الخصوم الحاليين   (فرنسا ) بأنهم ليسوا في حاجة الى ان يلعبوا دورا كبيرا نسبيا ,لان الهدف هو ان يظل موقع الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمى وحيدة ,قائدة للعالم وتستطيع ردع اي امة  او مجموعة من الامم قد تفكر يوما في تحدي سمو ورفعة امريكا ,فقد حاولت الولايات المتحدة الامريكية تقزيم دور اوربا في المحافل الدولية  وفي القضايا الساخنة ,عن طريق الغاء دورها كطرف له وزنه على الساحة الاقليمية والدولية .واقناعها  بأنها مازالت بحاجة الى المظلة الامريكية وخاصة في المجال الامني ,حيث هناك خطر جديد يتمثل في الاصولية المرتبطة بالإرهاب والتي تشكل خطرا على العالم بأسره (2), فلابد على الولايات المتحدة الامريكية ان تقود العالم في محاربة هذا الخطر الجديد الذي يهدد العالم بأسره  ,هذه النظرية تقابلها  النظرة الاوربية التي تحاول  ان تجسد وجودها بعدها الحليف الطبيعي للولايات المتحدة الامريكية  وقوة لها وزنها  الاقليمي والعالمي .(3)

5-  ازداد الاهتمام الامريكي في ظل وجود مؤشرات بوجود بترول في موريتانيا و نفط الجزائر وعن انبوب مستقبلي للبترول ينطلق من البحر الاحمر ويصل الى المحيط الاطلسي ويحمل نفط كل من (السودان ,السعودية ,ليبيا ,والجزائر ) ,وذلك بعد المكتشف في افريقيا  الغربية لذلك عملت على تدعيم التعاون وتطوير الشراكة مع المنطقة المتوسطة وخصوصا منطقة المغرب العربي وتشجيع التطور الاقتصادي والاستقرار السياسي وتدعيم التجارة  والاستثمارات معتبرة

القطاع الخاص اساسا لتطوير اقتصاديات دول المنطقة ,وهذا ما جعلها تخصص 2.5مليار دولار كدفعة اولى لتدعيم التعاون الاقتصادي مع ما ينصب اساسا في الاستراتيجية الامريكية العالمية للسيطرة على المواد الطاقوية ,فقد تفوقت الولايات المتحدة الامريكية على فرنسا من حيث حجم الاستثمارات الامريكية في قطاع  البترول في الجزائر بينما ركزت فرنسا  في خطاباتها على الاصلاحات الاقتصادية والتحول الى اقتصاد السوق مع تطوير وسائل الاتصالات وقطاع البنوك . (1)

6-  ابرام مجموعة من العقود مع شركات امريكية عالمية بالمنطقة كشركة “كوكاكولا” بيبسي كولا “والوجبات السريعة  , وفي قطاع المعلوماتية فكل هذه المظاهر تبين المنافسة الامريكية الواسعة لفرنسا .

7-  اعتمدت الولايات المتحدة الامريكية سياسة الشراكات الثنائية مع دول المغرب العربي لتبسط سيطرتها الاقتصادية من خلال خلق مجال تجاري واقتصادي متوسطي-امريكي فقامت بوضع مشروع ايزنستات الذي سيتم شرحه بصورة اكثر في الفصل الثاني .(2)[37]

المظهر السياسي [38]

ان التدخل السياسي الامريكي  بدا يظهر بعد احداث 11ايلول 2001 وكان الفضل بذلك لازمة الجزائر فالولايات المتحدة الامريكية لم تهتم قبل احداث الحادي عشر من ايلول  2001 بوضع الجزائر  وعدتها مجرد مشكلة داخلية الا ان الاحداث في الحادي عشر من ايلول 2001ادخلت الجزائر ضمن “الدول المحورية ” في الاستراتيجية الامريكية ومن هنا كانت بداية المنافسة الحقيقية بالمنطقة.(3)

فقد عملت الولايات المتحدة الامريكية  على الحفاظ على الوضع القائم في المغرب العربي  فحرصت على عدم احداث أي تغيرات جذرية تمس بسياسة هذه البلدان ,خاصة بعد تنامي الحركة الاسلامية في الجزائر والتي يمكن ان تؤثر حسب المنظور الامريكي على مسار السلام                                      في الشرق الاوسط  او بالأحرى على امن اسرائيل نظرا للارتباط  الجغرافي ,السياسي,الامني ,الاقتصادي للمنطقة.((

المظهر العسكري[39].

ان الطرف الامريكي يعمل كل ما في وسعه لمنع تكوين نظام امني اوربي ,يمكن ان يهدد توازن الحلف الاطلسي ,ومن ثمة  فقد عارضت امريكا مسألتين اساسيتين ,الاولى امكانية الاستغناء عن القيادة الجنوبية  لقوات الحلف  الاطلسي لشخصية اوربية وإنشاء قوات الردع الاوربية ,فبالنسبة للمسالة الاولى  فان الولايات المتحدة الامريكية  تعارض وبصفة  قطعية هذا الطلب التي تسنده فرنسا ولم تبد اي لين او ادنى استجابة.(1)

مما سبق نستنتج ان هناك فرقاً في وجهات نظر الفرنسية والامريكية نحو مظاهر التنافس منها :

1-  وجهة النظر الامنية الاوروبية  فنجدها فكرة اوربية ردا على التحدي الامريكي  بالمسالة الاولى , اذ في نظر القادة الاوربيين انه لا يمكن المحافظة على الحضارة الاوربية بدون وسائل  دفاع خاصة بها ,ومن ثم فان قوات الردع الاوربية  تعد الضامن الوحيد  لضمان امن واستقرار اوروبا من الهيمنة الامريكية ,إلا ان الولايات المتحدة الامريكية  عدت هذه المسالة المتعلقة بالقوة الاوربية بمثابة تهديد لوجود الحلف الاطلسي ,فالمخاوف الامريكية تتمثل في ان تودي قوات  الردع الاوربية الى فقدان امريكا السيطرة على مستقبل الدفاع الاوربي والتي طالما احتفظت  به طبقا لمصالحها الاستراتيجية  منذ الحرب العالمية الثانية ,كما يمكن ان نلاحظ الخلاف القائم بين المصالح الامريكية والأوربية  ,لاسيما في المسائل التجارية .(2)

2-  ان الولايات المتحدة الامريكية اتجهت اقتصاديا الى اتخاذ اجراءات فردية في علاقتها بشركائها التجاريين بشكل يخل بالإحكام  الدولية ويؤدي الى تزايد الحمائية الامريكية  ,سيما فيما يتعلق بامتداد بعض التشريعات الامريكية الى خارج اراضيها , .([40]) مما يضر بالمصالح الاوربية ومصالح الدول الاخرى عبر تعاملها مع الولايات المتحدة الامريكية في المجال التجاري مثل الاحجام عن التعامل في المجال التجاري بالنسبة للدول التي تصنفها امريكا في مجموعة دول الداعمة للارهاب .

(1 )منيرة بلعيد,السياسة الخارجية الفرنسية تجاه الجزائر 2002-1992,رسالة ماجستير مقدمة لكلية الحقوق /قسم العلوم السياسية ,جامعة منتوري –قسطينية ,2005,ص100.

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/France02/Sec02.doc_cvt.htm((1

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/France02/Sec05.doc_cvt.htm1))

(2)http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7

1) http:// www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/France02/Sec05.doc_cvt.htm)

2))فاطمة بيرم ,ابعاد السياسة الخارجية الفرنسية تجاه المغرب العربي بعد الحرب الباردة ,رسالة ماجستير مقدمة لكلية العلوم  السياسية والعلاقات الدولية .جامعة محمد خيضر بسكرة ,2012-2011ص99

(1)http://moheet.com/news/newdetails/664799/1/%D8%B4%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7.html#.UoaQ7BXtLIU

(2)بيانات واحصائيات صندوق النقد الدولي للمزيد من المعلومات على الرابط :-

www.amf.org.ae

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7(3)

http://www.defense.gouv.fr/sga/content/download/157833/1362975/file/Che%202.pdf(1)

http://www.defense.gouv.fr/sga/content/download/157833/1362975/file/Ch%202.pd(1)

http://www.statistiques-mondiales.com/france.htm(2)

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A (3)

1))سعوديين في أمريكا ,دليل الطالب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ,الطبعة الأولى ,2009. ص7 للمزيد من المعلومات على الرابط:-

www.saudiusa.com

(2)دخالة مسعود, العلاقات الاوربية  الافريقية وبروز المنافسة الامريكية بعد الحرب الباردة ,رسالة ماجستير مقدمة لكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية ,جامعة الجزائر ,2005-2004,ص35

(1)سليم كاطع علي,مقومات القوة الامريكية واثرها في النظام الدولي ,مجلة مركز الدراسات الدولية ,العدد الثاني والاربعون ,ص5

(2)حمدي عبد الرحمن ,”السياسة الامريكية اتجاه افريقيا من العزلة الى الشراكة “,مجلة السياسة الدولية ,القاهرة ,مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ,العدد(144),2001.للمزيد من المعلومات على الرابط :- http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=220134&eid=225

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-Modn1/USA/Sec05.doc_cvt.htm1))

1)http://ar.tradingeconomics.com/united-states/unemployment-rate

2))سليم كاطع علي , مصدر سبق ذكره ,ص6

(1)سرمد زكي الجادر,ملاحظة قدمت في قاعة مناقشة الماجستير ,كلية العلوم السياسية/جامعة النهرين ,2014/3/25,

(2) علي دعسان الهقيش ,السياسة الخارجية الامريكية تجاه الاسلام السياسي في العالم العربي2011-2010)),رسالة ماجستير مقدمة لكلية الاداب والعلوم ,جامعة الشرق الاوسط ,2012 ,ص76

((3عادل محمود مظهور، الاد ا رك الاست ا رتيجي العسكري الامريكي لمحاربة الارهاب للمزيد من المعلومات على الرابط

http://www.annabaa.org/nbahome/nba78/003htm

(4)سليم كاطع علي ,مصدر سبق ذكره ,ص7

(1) خيري عبد الرزاق جاسم ,التنافس الفرنسي –الأمريكي على القارة الإفريقية :دراسة في الأنموذج الجزائري ,مركز الدراسات الدولية ,جامعة بغداد ص90.

(2)حازم الببلاوي ,النظام الاقتصادي الدولي المعاصر ,سلسة ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب – الكويت ,2000,ص141-140.

((1مصطفى بخوش , مضامين ومدلولات التحولات الدولية بعد الحرب الباردة ,كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية ,جامعة محمد خيضر بسكرة ,2002 ,ص162.

(2)عادل محمود مظهور ,الادراك الاستراتيجي العسكري الامريكي (لمحاربة الارهاب ),مجلة النبأ ,العدد(78) ,2005.للمزيد من المعلومات على الرابط :-

http://www.annabaa.org/nbahome/nba78/003htm

(1)منيرة بلعيد ,السياسة الخارجية الفرنسية تجاه الجزائر2002-1992,رسالة ماجستير مقدمة لكلية الحقوق/قسم العلوم السياسية ,جامعة منتوري –قسنطينية,2005 ,ص88-87

(2)حازم الببلاوي ,  مصدر سبق ذكره,ص146.

(1)ابراهيم تيقمونين,مصدر سبق ذكره,ص201

((2عقيلة عباس ,الاتحاد الاوربي الرهانات والواقع والافاق2007-1950,رسالة ماجستير مقدمة لكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية ,جامعة الجزائر  2009-2008,ص100

((3هادي يحمد ,”الاتحاد من اجل المتوسط ماذا يريد ساركوزي “للمزيد من المعلومات على الرابط

www.onislam.net/arabic/…/107824-2008-07-12%2014-43-53.html

(1)http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203758029153&pagename=Zone-

(2)حيان احمد سلمان ,الاتحاد من اجل المتوسط بين الاهداف السياسية والاقتصادية ,2013,للمزيد من المعلومات على الرابط: http://www.sawtalahrar.net/online/modules.php?name=News&file=article&sid

((3مراد شحماط ,المغرب العربي في سلم الاستراتيجية الامريكية ,مؤسسة الحوار المتمدن ,العدد (2452),2008 للمزيد من المعلومات على الرابط :-

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=151994

(1) عبد الاله بلقزيز ,الولايات المتحدة الامريكية والمغرب العربي :من الاهتمام الاستراتيجي الى الاختراق التكتيكي ,المستقبل العربي ,مركز دراسات  الوحدة العربية ,العدد (259)2000.للمزيد من المعلومات على الرابط :-

elmoumni.maktoobblog.com

(2احمد المومني , التعاون الامني والعسكري في ظل العلاقات المغربية الأمريكية، العلم المغربية ،الرباط،,2006 ,للمزيد من المعلومات على الرابط :- elmoumni.maktoobblog.com

(3) حميدة بن صلاح: أمريكا تضاعف اهتمامها بالمغرب العربي,2004.

http://www.islamonline.net

((1مجلة  السياسي ,المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية , السياسة الأمريكية تجاه منطقة المغرب العربي في عهد الرئيس باراك أوباما,2010 0,للمزيد من المعلومات على الرابط :- http://www.syasi.com/new/165/5583-2010-12-04-16-48-58

(2)صلاح الدين الجورشي ,الاستراتيجية  الامريكية في المغرب العربي  للمزيد من المعلومات على الرابط :-http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=3598084

3)meria.ide.articl/journalfr/2006/jv1no 1a8.htm)

\(1)the national security strategy of the united states of America” , office of the president . Washington D.C : the white house , February 2000, in

(2) إف بي آي” بالمغرب العربي لمكافحة الإرهاب  ,2002.للمزيد من المعلومات على الرابط :-

http://www.islamonline.net

((3مجلة  السياسي ,المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية , السياسة الأمريكية تجاه منطقة المغرب العربي في عهد الرئيس باراك أوباما,2010,للمزيد من المعلومات على الرابط

http://www.syasi.com/new/165/5583-2010-12-04-16-48-58

(4)مسعود دخالة ,العلاقات الاوربية الافريقية وبروز المنافسة الامريكية بعد الحرب الباردة ,رسالة ماجستير مقدمة لكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية ,جامعة الجزائر ,2005-2004, ص196-195.

(1)يونس برادة,اشكالية المنافسة  السياسية في النظام السياسي المغربي,2014للمزيد من المعلومات على الرابط :-

http://www.aljabriabed.net/n54_01yaounes.htm

(1) دويس محمد الطيب للمزيد من المعلومات على الرابط

files/entajia/DOUIS-CHAPITRE01.do www.khayma.com/madina/m3

(2)منى حبيب احمد العبيدي ,دور العامل الاقتصادي في ديناميات التنافس الاقليمي لدول مختارة “السعودية ,ايران ,تركيا :رسالة ماجستير مقدمة لمجلس كلية العلوم السياسية /جامعة النهرين ,2013,ص10.

(3) دويس محمد الطيب,مصدر سبق ذكره  للمزيد من المعلومات على الرابط

files/entajia/DOUIS-CHAPITRE01.do www.khayma.com/madina/m3

(1). رفاه شهاب احمد ,نظرية الاقتصاد الكلي :مقدمة رياضية ,كتاب قيد النشر ,ط1,دار وائل ,الاردن,2013,ص84.

(2) منى حبيب احمد العبيدي , ,مصدر سبق ذكره ,ص13 14-

1)) منى حبيب احمد العبيدي ,مصدر سبق ذكره,ص14.

(2)http://www.startimes.com/?t=20184695

http://www.iie.com/publications/s/hufbauer0508.pdf(1)

(2)قراءات افريقية ,مجلة ثقافية فصلية محكمة متخصصة في شؤون القارة الافريقية تصدر عن المنتدى الاسلامي ,ص60, للمزيد من المعلومات على الرابط :-

www.qiraatafrican.com

1))صلاح الدين الجورشي ,الاستراتيجية  الامريكية في المغرب العربي  للمزيد من المعلومات على الرابط :-http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=3598084

(2)فاطمة بيرم ,مصدر سبق ذكره,ص199

(3)احمد المومني ,مصدر سبق ذكره,للمزيد من المعلومات على الرابط http://elmoumni.maktoobblog.com/5/%d8%a7%

(1)عمر نجيب ,فرنسا والزحف الامريكي في المغرب العربي ,قضايا سياسية ,صحيفة القدس العربي (يومية –لندن ) ,2008.للمزيد من المعلومات على الرابط :-

http://www.libyaforum.org/archive/index.php?option=com_content&task=view&id=5972&Itemid=1

www.maroc.hebdo.press.ma/mhinterent/*(2)

(3)وليد نويهض ,ساركوزي …..الاطلسي والاوربي والمتوسطي ,العدد 2117 ,2008للمزيد من المعلومات على الرابط :-                                        www.alwsatnews.co/2117/news/read/301812/html

(1)احمد المالكي ,المغرب العربي في ميزان التنافس الاورو- الامريكي للمزيد من المعلومات على الرابط

www.alarab.com0qa/details.php?docld=3703

meria.ide.articl/journal fr/2006/jv1no 1a8.htm)(2)

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7الصفحة التالية

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى