دراسات سياسية

مقدمة في العلوم السياسية

اعداد :  د . مرعى على الرمحي –  كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة بنغازي 2021- 2022

 المحاور الاساسية في مادة : مقدمة في العلوم السياسية : 

 The center  dialogist  in subject  politics  sciences    for  introduction 

  1. التعريف الإجرائي لمفهوم علم السياسة .
  2. علاقة علم السياسة بالعلوم الاخرى .
  3. مفهوم الدولة الوطنية .
  4. نشأة الدولة الوطنية .
  5. النظريات المفسرة لأصل نشأة الدولة الوطنية .

اولا – النظريات العقدية :

ا. نظرية توماس هوبز .

ب. نظرية جان جاك روسو .

ثانيا – النظرية الدينية ” الثيوقراطية ”

ا. النظرية الطبيعية الالهية للحكام .

ب. نظرية الحق الإلهي  المباشر .

ت. نظرية الاختيار الإلهي غير المباشر .

ثالثا – النظريات الطبيعية :

ا. نظرية الابوة .

ب. نظرية الوراثة .

ت. النظرية العضوية

ث. النظرية النفسية .

رابعا – النظريات الاجتماعية :

ا. نظرية القوة والغلبة .

ب. نظرية ابن خلدون .

ت. نظرية التطور التاريخي .

  1. مفهوم الدولة الوطنية .
  2. انواع الدول الوطنية .
  3. الفارق المفاهيمى ما بين الدولة الوطنية والمفاهيم السياسية الاخرى .
  4. انواع النظم السياسية المعاصرة .
  5. النظام الانتخابي .
  6. اهداف النظم الانتخابية .
  7. انواع النظم الانتخابية .
  8. الاحزاب السياسية .
  9. انواع الاحزاب السياسية .
  10. وظيفة الاحزاب السياسية .
  11. وسائل تأثير الاحزاب السياسية .
  12. الية تمويل الاحزاب السياسية .
  13. جماعات الضغط .
  14. وسائل ضغط جماعات المصالح .
  15. التنشئة السياسية .
  16. وظائف التنشئة السياسية .
  17. مراحل التنشئة السياسية .
  18. قنوات التنشئة السياسية .

الهدف العام من تدريس مادة مبادى العلوم السياسية ( 150 )

ان كافة المدارس السياسية العاملة داخل حقل علم السياسة تفيد بان هناك اهداف محددة يسعى من وراؤها المفكرين السياسيين عند كتابتهم للأفكار السياسية من تحقيق الاهداف التالية:

  1. ترشيد الطالب ” الباحث ، المحلل ” الى تحقيق تفهم اوسع لحقول علم السياسة المتمثلة في ( العلاقات الدولية the international  relations ، السياسة المقارنة  the political of comparative  ، النظرية السياسية  the policy of theory   )  .
  2. الاسهام في اعداد الطالب ” الباحث ، المحلل ” القادر على فهم السياسة كطريقة لحل المشكلات ومعالجة القضايا العامة عن طريق صنع القرارات العامة التى تتفاعل مع هذه المشكلات والقضايا ، أي فهم مصدر شرعية صنع القرار والمصالح التي تحققها تللك السياسات الرسمية .
  3. اكتساب الطالب ” الباحث ، المحلل ” للمهارات ذات الصلة بالسياسة من حيث كيف يمكن الحصول على المعلومات the information’s . وكذلك التواصل مع الاخرين . والتعامل مع الاعلام . وكيفية اجراء التفاوض .

المفهوم الاصطلاحي لعلم السياسة :

     كما هو معلوم يهتم علم السياسة بدراسة عملية الحكم والمؤسسات بنوعيها        ( التشريعية ، التنفيذية ) . وكذلك التنظيمات الرسمية على غرار ” الاحزاب ، جماعات الضغط ، الرأي العام ” كما يهتم علم السياسة بدراسة النشاطات السياسية للأفراد مثل عمليات التصويت  the voting اثناء الانتخابات وغيرها .

وتنطوي الاشارة بان هذه المفهوم قد عرفته المعاجم الفرنسية  بانه يعنى التالي :

علم السياسة –” هو علم دراسة المجتمعات الانسانية. أي علم حكم الدول الوطنية”

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار بان هناك عدة تعريفات اصطلاحية لعلم السياسة يمكن تحديدها من خلال التالي :

علم السياسة – هو ذلك العلم الذى يتركز اهتمامه على دراسة الدور الرئيسي للسلطة السياسية في الحفاظ على قيم المجتمع المحلى . وانقاذ القوانين باستخدام ادوات القوة والاكراه .

علم السياسة – هو علم السلطة السياسية باعتبارها تمثل الظاهرة السياسية .

ملاحظة : يقصد بالظاهرة السياسية  ” هي كل ما يدور في عالم السياسة  ، أي الواقع السياسي من نشاطات واحداث ذات صلة بشؤن السلطة والحكم . 

علاقة علم السياسة بالعلوم الاخرى :

(ا). علاقة علم السياسة بالاقتصاد :

في الواقع يوجد هناك علاقة وطيدة بين علمي السياسة والاقتصاد من خلال ان هناك علاقة تأثير متبادل بينهما . فمثلا نجد ان هناك علاقة ارتباط بين كيفية توزيع  الدخل ” وضع اقتصادي ” والاستقرار السياسي داخل المجتمع ” وضع سياسي ” .

ملاحظة :

 لقد كان علم الاقتصاد يعرف ” بالاقتصاد السياسي ” بسبب درجة الارتباط بينهما نظرا لان علم السياسة يهتم بدراسة التأثيرات المتبادلة بين الاوضاع السياسية والاوضاع الاقتصادية . 

(ب) . علاقة علم السياسة بعلم الاجتماع :

 ان هذا الارتباط يظهر من خلال الحقيقة السياسية التالية ”  ان علم السياسة يهتم بعلاقات الافراد مع الحزب  the party  او الدولة   the state ، بينما علم الاجتماع يهتم بعلاقة الفرد بمجتمعه ابتداء من الاسرة ، المنطقة ، المدينة ، الرفاق

بالإضافة الى ان البناء الاجتماعي السليم ينعكس ايجابا على مسالة الاستقرار السياسي للدولة الوطنية . والعكس صحيح . فالتفاوت الطبقي الحاد يؤدى الى زعزعة الاستقرار السياسي داخل الدولة الوطنية .

(ت) . علاقة علم السياسة بعلم التاريخ :

ان مظهر هذا الارتباط يظهر من خلال الحقيقة الموضوعية التالية …” ان التاريخ بأحداثه وتطوراته ينتج فكرا يساعد على اجراء قائمة على دراسة وفكر وتحليل . 

وفى ذات السياق يمكننا تفهم النظرية السياسية  the  political of  theory  عن طريق تقدير اصولها التاريخية . وكذلك الاسلوب الذى تطورت به باعتبار ان علم السياسة يعمل على تحلي وتفسير التاريخ باعتباره مادة اولية في التحليل السياسي .

ومن المهم القول ان المؤرخين يتجهون في تفسير علم السياسة كأجزاء منبثقة من التاريخ . مما يعنى ان كلا من العلمين مدعوما من الاخر .

(ث) . علاقة علم السياسة بعلم القانون .

من المهم الاشارة الى ان هذين العلمين يمثلان بعضهما البعض بدرجة عالية جدا داخل المجتمع المحلى . بالرغم من محاولة بعض الدول الوطنية الفصل بينهما .

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان مظهر التشابه يظهر من خلال اعتبار ان القانون الدولي يعتبر جزءا لا يتجزأ من علم السياسة .

اما فيما يتعلق بالفارق بينهما فهو يتمثل في التالي :

القانون   the law  لا يوضح  سوى جانب من جوانب السلطة  the authority     اما  الجوانب غير القانونية فلا تدخل في اهتماماته  . ولكنها تدخل في علم السياسة .

ويجب التذكير بان هناك روابط عديدة بين علم السياسة وعلم القانون يمكن ان نحددها من خلال التالي : 

  1. وجود فرع رئيسي من فروع علم السياسة يعتمد في دراسته على المنهج القانوني . وهو فرع ” النظرية السياسية ” وهو نفس الفرع الذى يدرسه القانونيين تحت مسمى ” القانون الدستوري “
  2. القانون الدولى يعتبر فرعا مشتركا بين المعارف السياسية والقانونية – حيث ينصب على دراسة العلاقات السياسية الدولية بمنهج قانونى وفق مبادى لية منها ( مبدا حل المنازعات بالطرق السلمية ، مبدا نبذ استخدام القوة في العلاقات الدولية …. وغيرها  .
  3. ان نظرية الدولة تمثل موضوع مشترك يهتم به علماء السياسة والقانون . باعتبار ان الدولة الوطنية هي مجتمع سياسي يسوده القانون . او كما نقول دائما ان الدولة والقانون توأمان .

مفهوم الدولة الوطنية :

The  nation  state of  definition

منذ البداية يتوجب علينا القول بان هناك مصطلحات اجرائية قد وجدت قبل ظهور مفهوم الدولة الوطنية . ولعل من ابرز تلك المصطلحات التالي :

(ا) . العصبة   the band:

  وهى تمثل ابسط اشكال الجماعات الانسانية واكثرها بدائية . وهى عبارة عن اسرة كبيرة  the big  family  تتكون من 30 الى 50 شخص تربطهم علاقات ” الدم ، النسب ، المصاهرة “

ويتوجب القول انه وفق هذا النموذج تكاد لا توجد سلطة او حكم او طبقات او عبودية بين البشر . ومن امثلة ذلك قبائل ( البوشمان ) في افريقيا . وبعض مجموعات سكان استراليا الاصليين .

(ب) . القبيلة   the phyla :

 وهى اكثر عدد من العصبة . وهى عبارة عن مجموعة عائلات ” عشائر ” مترابطة بصلات ” الدم ، النسب ، المصاهرة ” وهى مجموعات تعيش في قرى بدون حدود ثابتة  كونها تعتمد دائما على الترحال  المستمر .

نشأة الدولة الوطنية  :  the national state of formation

   في الواقع ان من  ابرز المفكرين السياسيين الذين تناولوا مسالة نشأة الدولة الوطنية هو المفكر ” جون لوك ” الذى يرى بانها ( تمثل القوة التنفيذية للقانون الطبيعي . وان لهذه القوة التنفيذية  ثلاثة اقسام  رئيسية تتمثل في ما يلى :

  1. القوة التشريعية – وهى التي تعزز السلوك السليم .
  2. القوة القضائية –  وهى التي تطبق القوانين والقواعد التي تعزز القوة التشريعية .
  3. القوة الجزائية –  وهى التي تنفذ ما تشير اليه القوة القضائية . 

ويجب التذكير __ ان الدولة الوطنية : هي بمثابة منظمة المنظمات او مجمع المنظمات ، فهي المقدمة الاولى التي بدونها لا توجد اصلا انظمة سياسية او اقتصادية او  اجتماعية او عسكرية ” امنية “

بمعنى اوضح __  ان ظاهرة الدولة الوطنية هي ظاهرة عامة وسابقة على سائر الانظمة السياسية القائمة في  العالم الان . كما ان كلمة  ( الدولة  the state ) تطلق عندما يكون هناك مجموعة من الافراد الذين يعيشون داخل اقليم مستقر محدد  وفى ظل وجود سلطة حاكمة . وبالتالي يمكننا القول ان الدولة الوطنية لها خمسة اركان رئيسية متمثلة في التالي :

ا. الارض ” الاقليم “

ب. السكان . ” المواطنين “

ت . السلطة الحاكمة ” الحكومة ” .

ث . السيادة .

ج . الاعتراف .

النظريات المفسرة لأصل نشأة الدولة الوطنية :

  في الحقيقة تفيد معظم الدراسات السياسية بان هناك  قسمين من النظريات التي تفسر لنا اصل نشأة الدولة الوطنية . والتي سوف يتم تناولها وفق التالي :

اولا  –  النظريات العقدية  :   the nodal of theories.

              ان النظريات العقدية تنقسم بدورها الى الاقسام التالية :

  1. نظرية المفكر ” توماس هوبز ”

من المهم القول بان هذه النظرية قد جاءت بقصد تبرير سلطة الملك  the king

ضد الثورات التي تعارضه . لان المجتمع الإنساني قبل ظهور فكرة ما يعرف   “العقد الاجتماعي ” حيث كان مجرد مجتمع فوضوي يغلب عليه قانون الغابة .

الفكرة الاساسية لنظرية ”  توماس  هوبز ”

 تقوم هذه الفكرة على اساس انه لابد ان يكون هناك  ما يعرف في المعاملات السياسية بمفهوم  ” العقد المجتمعي  ”  societal  of  bead   بين اطراف العقد الذين يمثلون افراد المجتمع الذين يتنازلون عن حقهم للحاكم الذى لم يكن طرفا في ذلك العقد .

النتائج الاساسية للعقد الاجتماعي :

    ان يتنازل افراد المجتمع عن جميع حقوقهم . وذلك بقصد تجنب الاختلاف والتناحر من خلال سيطرة الحاكم الذى ليس مسؤولا او ملتزما نحوهم بأي شى .  لأنه ليس طرفا في العقد . مما ينتج لنا فكرة ” استبداد الحاكم ” الا ان المفكر ” هوبز ” يقول ان استبداد الحاكم افضل بكثير من الفوضى السابقة . ولكنه يحمله مسؤولية توفير الرفاهية ، واحترام القوانين .

  1. نظرية المفكر ” جان جاك روسو ”

ان هذه النظرية ترفض انشاء الدولة الوطنية على اساس مبد القوة        ”  the power “

الفكرة الاساسية لنظرية ” جان جاك روسو ”

 تقوم هذه الفكرة على اساس ان الافراد يتفقون على انشاء اتحاد فيما بينهم يحميهم ويحمى املاكهم . ويتمتع هذا الاتحاد بسلطة كل فرد من الافراد المجتمع . وان كل فرد ملتزم امام الافراد الاخرين يتنازلون  عن جميع حقوقهم الطبيعية مقابل حصولهم  على حقوق مدنية يضمنها هذا الاتحاد ” التنظيم “

ثانيا : النظرية الدينية  ” الثيوقراطية ”

ان هذه النظرية الدينية ترجع في  تفسيرها الى نشأة الدولة الوطنية الى اعتبار ان تلك النشأة مردها الى  ”  ارادة الاله ”  وهى  نظرية واحدة . ولقد تطورت عبر العصور واخذت ثلاثة اشكال رئيسية متمثلة في التالي :

الشكل الاول – ( الطبيعة الالهية للحكام )

     بمعنى ان الدولة من صنع الاله الذى هو نفسه ” الحاكم ” على الارض . ولقد سادت هذه النظرية عند الفراعنة والرومان في بعض المراحل التاريخية . وكذلك في اليابان الى عام 1948م .

الشكل الثاني – ( الحق الإلهي المباشر ) .

  وفق هذه النظرية فان الدولة هى حق من حقوق الاله الذى اوجدها بنفسه . وهو الذى يختار من يحكمها بطريقة مباشرة . وكذلك يستمد الحاكم سلطته من الاله وليس من الشعب الذين لا يسالون امامه .

الشكل الثالث –  ( الاختيار الإلهي غير المباشر ) .

   من خلال هذه النظرية فان الدولة هي من صنع الاله . وهو مصدر السلطة فيها .  غير ان البشر هم الذين يختارون الحاكم بتفويض وعناية من الاله الذى يوجه تصرفات واختيارات الحاكم بطريقة غير مباشرة .

ثالثا – النظريات الطبيعية  the  theories  of  natural

   ان المجمل الفكري الذى تنطلق منه هذه النظريات  الطبيعية يتفق على الفكرة التالية التي مفادها ..” ان الدولة هي ظاهرة طبيعية  . وانها وجدت بسبب اختيار الافراد الطبيعيين  من يحكمهم بقصد العيش معا داخل مجتمع منظم سياسيا بقصد الحيلولة دون الوقوع في المجتمع الفوضوى  .

وتنطوي الاشارة الى ان هذه النظريات تنقسم الى ثلاثة اقسام رئيسية وفق الاتي :

القسم الاول – نظرية الابوة :

  ان من ابرز مفكرين هذه النظرية هو المفكر الإغريقي ” اليوناني ” ارسطو 

الفكرة الاساسية لهذه النظرية :

  ان الدولة      the stateقد تطورت من مفهوم الاسرة الى القبيلة الى المدينة . اما الحاكم في الدولة فهو بمثابة الاب في الاسرة فهو يمارس السلطة على الشعب مثل الاب في الاسرة . والذى يستوجب طاعته والقبول المطلق بسلطته .

بمعنى اخر – ان هذه النظرية تنظر الى الدولة كخلية اجتماعية او كحاجة اساسية من حاجات الانسان الطبيعية .

النقد :

 ان هذه النظرية قد بررت الاستبداد المطلق للحاكم

القسم الثاني – نظرية الوراثة  the  heredity of  theory  .

ان هذه النظرية تقوم على الفكرة الفلسفية التالية …” ان حق ملكية الارض هي حق طبيعي يعطى لمالك الارض حق ملكية كل ما عليها .  حتى الناس الذين يعيشون عليها . ومن هنا ظهرت فكرة الدولة ، بمعنى خضوع السكان للإقطاعيين “

القسم الثالث – النظرية العضوية  the membership  of  theory  .

 ان هذه النظرية قد ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي . وتقوم فكرتها الاساسية على الاتي : انه يتوجب تطبيق القوانين الطبيعية على الظواهر الاجتماعية  باعتبار ان الدولة تشبه جسم الانسان المتكون من عدة اعضاء ، وبالتالي فلكل عضو وظيفة يقوم بها . وان هذا الشى نفسه بالنسبة لأفراد الدولة .

رابعا – النظرية النفسية  the  self of  theory   .

 ان المنطلق الفكري الذى تنطلق منه هذه النظرية مفاده .. ” ان الافراد لا يخلقون متساوون . فهناك فئة تسعى للزعامة والسيطرة ، وفئة تخضع لها . ومن هنا ظهرت الدولة . أي خضوع الضعيف للقوى .

خامسا – النظريات الاجتماعية  the  social  of theories  .

 ان مجمل الاطار الفكري الذى تقوم عليه هذه النظريات الاجتماعية يقوم على فكرة …”  ان الدولة تنشا نتيجة الصراع البشرى في مرحله من مراحل التاريخ . وتنتهى بسيطرة فئة على فئة اخرى .

ويجب التذكير الى ان هذه النظريات الاجتماعية تنقسم بدورها الى ثلاثة اقسام رئيسية وفق الاتي :

  1. نظرية القوة والغلبة :

ان هذه النظرية تقوم على فكرة مبنية على الافتراض التالي :

” ان الصراع الإنساني ينتج عنه فئة مسيطرة وفئة مسيطر عليها ”  ومن هنا فان السلطة داخل الدولة تعتمد على القوة والغلبة . الا ان المفكر الإيطالي ” ميكا فيلى ”  في كتابه ” الامير ” قد اضاف فكرة ” الدهاء ، الحنكة عند الحكام “

  1. نظرية ابن خلدون :

ان هذه النظرية تعتمد على مبدا العنف الذى يعتبر احد مميزات الانسان التى تمكنه من البقاء والعيش . وترتكز ايضا على فكرة ان الانسان دائما بحاجة الى غيره للمساعدة من اجل توفير الغذاء والدفاع . وبسبب الغريزة الحيوانية يحتدم الصراع بين الطبقات . ومن هنا لابد ان يكون هناك حاكم يتولى ادارة وتنظيم هذه الجماعة الانسانية .

  1. نظرية التطور التاريخي : ان هذه النظرية تقوم على فكرة ….” ان الدولة قد نشأت نتيجة تطور تاريخي وتلاحم مجموعة من العوامل التاريخية السياسية والاقتصادية . بل ان الدول ماهي الا نتاج تطور طويل ومتنوع يهدف الانسان من خلاله الى الاجتماع .

ملاحظة :

   ان هذه النظرية غير مسلم بها . فهناك دولة نشأت بدون هذا التطور التاريخي على غرار ” النموذج الإسرائيلي “

مفهوم الدولة الوطنية

  The nation state of concept

ان الدولة الوطنية في مفهومها العام والشامل تعنى … ” هي تجمع سياسي يؤسس كيانا ذو اختصاص سيادي في نطاق إقليمي محدد . ويمارس السلطة من خلال منظومة من المؤسسات الدائمة “

مما سبق يمكننا القول  – ان الدولة الوطنية لها خمسة عناصر اساسية وفق الاتي:

  • الارض ” الاقليم ” .
  1. السكان ” المواطنين ” .
  2. السلطة الحاكمة ” الحكومة ” .
  3. السيادة ” فرض الذات على الاقليم بكل ما يشمله من جماد ونبات وحيوان وافراد “
  4. الاعتراف ” التصديق الدولي “

انواع الدول الوطنية :

( ا ) . الدولة البسيطة ” الموحدة ”

    وهى تلك الدولة ذات السيادة الموحدة . حيث تظهر الدولة كوحدة واحدة . وتكون السلطة فيها واحدة . ويكون شعبها وحدة بشرية متجانسة . واقليم موحد

ويجب التذكير ان الدولة البسيطة قد تكون ملكية . مثل المملكة الاردنية الهاشمية . وقد تكون جمهورية على غرار جمهورية مصر العربية ،  لبنان  ، فرنسا ، بلجيكا “

ويجب التذكير ان من اهم الدولة البسيطة ” الموحدة ” ما يلى :

  1. انها تمتاز بوحدة سلطات الدولة الوطنية .
  2. انها تمتاز بوحدة الدستور والتشريعات .
  3. انها تمتاز بوحدة الاقليم ووحدة الجنسية .
  4. انها تمتاز بوحدة السلطة الحكومية .

( ب ) . الدولة المركبة ” الاتحادية ”

ان الدولة المركزية تتكون من اتحاد عدد من الدول . او عدد من الاقاليم . وهى تتمثل في عدة انواع اهمها :

  • الاتحاد الشخصي :

  وهى الدولة الاتحادية التي يكون لها رئيس واحد مع احتفاظ كل دولة بسيادتها الكاملة واستقلالها التام عن الاتحاد . وفى هذا الشكل لا يوجد مؤسسات مشتركة . ولا توجد تشريعات محددة .

  • الاتحاد الفعلي ” الحقيقي ” :

ان الانظمة الاتحادية هي التي تتجمع فيها السلطات في يد الحكومة المركزية . وان كلا من الحكومات المحلية وسلطات الاقاليم تستمد سلطتها من الحكومة المركزية ويترك امر تنفيذها لحكام الاقاليم . كما تقوم الحكومة المركزية بتشكيل مجالس تشريعية منتخبة او معينة .

  • الاتحاد الكونفدرالي :

    ان كلمة ” كونفدرالي ” ذات اصل يوناني وهى تعنى ” الاتحاد ” او ” التعاهد ” وينشا هذا الاتحاد بين دولتين او اكثر . حيث تتنازل كل دولة في الاتحاد عن جزء من سيادتها ( كبيرا ، صغيرا ) بحسب الاتفاق الكونفدرالي .

وتنطوي الاشارة الى ان مثل هذا النظام الكونفدرالي يحدث عند وجود طرف خارجي يهدد سيادة الدولة المتحدة . او على شكل حلف دفاعي .

  • الاتحاد الفيدرالي :

     ان كلمة ” الفيدرالية ” مشتقة من اللغة اللاتينية وتعنى ” الثقة ”  the trust ” وهو نظام سياسي ذو طابع دستوري يضمن تقسيم الحكم بين المستويات السياسية المختلفة . وان الفيدرالية تعنى الاتحاد الاختياري . أي التعايش المشترك بين الشعوب والاقليات وحتى بين الشعب الواحد في اقاليم متعددة مثل ” الدولة الالمانية ” .

ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان الفيدرالية كمصطلح يشير الى دولة مركبة . والشخصية الدولية تكون للحكومة مع احتفاظ كل اقليم ببعض الاستقلال الداخلي

الفارق المفاهيمى ما بين الدولة الوطنية والمفاهيم الاخرى :

اولا – الدولة الوطنية والنظام السياسي :

 في الواقع يوجد هناك خلط فكرى لدى الكثير من الافراد حول مسالة وضوح الفارق ما بين هذين المفهومين . وسوف نوضح هذا الفارق من خلال التالي :

الدولة الوطنية – تمثل واقع ومفهوما واسعا شاملا .

النظام السياسي – يمثل واقع ومفهوما غير واسع وغير شاملا .

بمعنى ان النظام السياسي يضم العديد  من المؤسسات السياسية غير الدولة الوطنية التي لا تملك سلطة الاكراه كالتي تملكها سلطة الدولة الوطنية .

وبالنهاية يمكننا القول – ان علاقة الدولة بالنظام السياسي هي علاقة الكل بالجزء .  والجزء بالكل .

ثانيا – الدولة الوطنية والحكومة :

في الحقيقة بالرغم من ان المفهومين يستخدمان بالتناوب كمفردات . الا ان هناك فارق مفاهيمى بينهما واضح المدلول والجوهر . وفق الاتي :

الدولة الوطنية – فهي اكبر اتساعا من الحكومة باعتبارها كيان يشمل جميع مؤسسات المجال العام . وكل افراد المجتمع باعتبارهم مواطنين .  وان هذا يعنى بان الحكومة هي جزء من الدولة الوطنية . والدليل في ذلك :

الحكومة  the government  

” هي الوسيلة او الالية التي تؤدى من خلالها الدولة الوطنية سلطتها . وهى بذلك بمثابة عقل الدولة الذى تدير  به شؤون حياة المواطنين  ” .

الحكومة :

 ” هي الهيئة السياسية والادارية العليا التي تشرف على احوال الشعب وتنظم شؤونه وعلاقات افراده . وهى المسؤولة عن توفير وسائل الامن . وردع العدوان عن أراضي الدولة الوطنية .

ويجب التذكير بان هناك مجموعة من المعاني التي تخص مفهوم الدولة الوطنية والتي يمكن ايجازها في التالي :

( ا ) . نظام الحكم – وهو يعنى كيفية ممارسة الحكم في الدولة الوطنية .

( ب ) . الوزارة – وتعنى مسؤولية الحكومة امام البرلمان .

( ت ) .  السلطة التنفيذية – ويمثلها رئيس الدولة ومجلس الوزراء .

( ث ) . الهيئة الحاكمة – وهى تشمل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية . 

ملاحظة هامة   the earnest  of  notice

 قد يستخدم مصطلح ” الحكومة ” للدلالة على السلطة التنفيذية بمفردها . وبذلك يكون معنى الحكومة اضيق من معانيها السابقة . وهى  متمثلة في رئيس الدولة . ورئيس الوزراء ومساعديهم المباشرين .

انواع النظم السياسية   the kinds  politics  of systems

 في الواقع تحكم الدول الوطنية بعدد ( 6 ) انواع من النظم السياسية  والتي سوف يتم تناولها من خلال التالي :

اولا – النظام الجمهوري   the republic  of  system .

 ان معظم الدراسات السياسية تتفق على ان كلمة ” جمهورية ” تعنى  :

الحكم العام . ويعتبر النظام الجمهوري هو الاقرب بين انظمة الحكم لمبدا الديمقراطية بسبب ” ان اختيار الحاكم الشرعي للدولة الوطنية يتم من خلال نظام الانتخابات سواء تلك المباشرة ، غير المباشرة .

وتنطوي الاشارة بان نظام الحكم الجمهوري ينقسم الى نوعين :

( ا ) . النظام الرئاسي : ومن خلاله يتولى رئيس الدولة الوطنية  المهام التنفيذية للدولة على غرار ” اختيار رئيس الوزراء ، الموافقة على تشكيل الحكومة “

( ب ) . النظام البرلماني :  ومن خلاله تقوم السلطة التشريعية بتولية رئيس الدولة ببعض المهام التنفيذية تحت اشراف ورقابة منها .

ثانيا – النظام الملكي   the kingly  of system

             ان هذا النظام يعتبر من اقدم انظمة الحكم المعروفة منذ القدم . ولعل السبب في ذلك يعود كونه اكثر النظم السياسية جلبا للاستقرار بعيدا عن المنافسات الانتخابية .

انواع الحكم الملكي :

 The  kind  kingly  of  system

  في الواقع ينقسم الحكم الملكي الى ( 3 ) اشكال اساسية يمكن الاشارة اليها من خلال التالي :

  1. نظام الملكية المطلقة :

 وهو النظام الاكثر انتشارا في العالم القديم حيث يكون الحاكم لديه سلطة مطلقة لا تحدها قوانين مكتوبة او عادات او تقاليد وذلك بسبب :

” ان الحاكم هو من يقوم بتشريع القوانين واصدار المراسيم ، ورئاسة القضاء والجيش “

ومن المهم القول بان الملكيات المطلقة توصف بانها ” نظم دكتاتورية ” وقد استمرت الملكية في الحكم حتى القرن التاسع عشر الميلادي . ودخول بلدان القارة الاوروبية بمراحل النهضة والاصلاح الديني . وصولا الى عصر التنوير وظهور افكار مثل ” العقد الاجتماعي ، مبدا الفصل ما بين السلطات ، حقوق الانسان ….الخ “

  1. نظام الملكية الدستورية :

    وهو نظام يمتاز بان سلطات ”  الملك  the king ” تكون قوية . الا انها مقيدة بدستور او تشريع يحدها . او قد يكون دور الملك ” شرفي ” فيملك ولا يحكم . على غرار النماذج التالية ” اسبانيا ، هولندا ، بلجيكا ، السويد ، اليابان ، تايلاند ومعظم دول  ” الكومنولث  ” التي تتبع الامبراطورية البريطانية .

  1. نظام الملكية الانتخابية :    

وفق هذا النظام الملكي الانتخابي فان الملك لا يتحصل على صفة الملك بطريقة الوراثة ، وانما بالانتخابات من بين افراد الاسرة الحاكمة .

ثالثا – النظام البابوي :

   من خلال هذا النظام يضاف للحاكم الصفة القدسية . حيث تعتبر قراراته بمثابة احكام شرعية لا يجوز التراجع فيها فمن خلال هذا النظام يتولى ” البابا ” الحاكم السلطة التشريعية للدولة الوطنية بدلا من انتخاب هيئة تشريعية . بينما توكل بقية السلطات التنفيذية للوزارات المختلفة التي تعمل الكنيسة على تشكيلها . وعندها تصبح الكنيسة هي المقر الرئيسي للحكم . وهى التى تقوم بعملية اختيار ” البابا ” الجديد بعد وفاة البابا الحالي . وان مثل هذا النموذج يطبق في دولة ” الفاتيكان ” في الجمهورية الايطالية .

رابعا – النظام الاتحادي :

    من خلال هذا النظام يتم اختيار رئيس الجمهورية الاتحادية عن طريق الانتخاب المباشر او غير المباشر . وتكون السلطة التنفيذية في يد الحكومة الاتحادية . وما يليه من حكومات اصغر للولايات المختلفة . حيث تعطى لكل حاكم ولاية سلطات في ولايته تعادل سلطات رئيس الجمهورية الاتحادية على غرار ” الولايات المتحدة الامريكية “

النظام الانتخابي  :

 تعريفه السياسي  …” هو تلك القواعد والاساليب التي يتم على اساسها اجراء الانتخابات لصالح اصوات  المرشحين بقصد تحديد الفائز منهم “

وتنطوي الاشارة – بان اهم ما يميز أي نظام انتخابي هو مدى قدرته على تمثيل  الشرائح والطبقات والاتجاهات السياسية الموجودة والعاملة داخل المجتمع المعنى . وانه كلما كان النظام الانتخابي قادرا على تمثيل اكبر للفئات كان نظاما انتخابيا اكثر قوة وقدرة  في نجاح العملية السياسية ” الانتخابات ” .

اهداف النظم الانتخابية :

  1. ضمان عدم التلاعب في العملية التمثيل السياسي .
  2. ضمان سير العملية السياسية بشكل يتناسب مع الانظمة والقوانين المعمول بها في داخل الدولة الوطنية ” شرعية الانتخابات “
  3. ضمان القدرة على تمثيل شرائح وفئات وطبقات واتجاهات المجتمع المختلفة

انواع النظم الانتخابية :

    في الواقع يمكن لنا القول بان النظم الانتخابية تختلف من دولة وطنية الى اخرى  وهى متمثلة في التالي :

  1. نظام الانتخاب الفردي :

 حيث تقسم الدولة الوطنية الى عدد من الدوائر الصغيرة نسبيا تتساوى مع عدد النواب  the minsters في البرلمان . ويصوت الناخب لصالح مرشح واحد . ويمثل الدائرة نائب واحد او اثنين  في البرلمان .

مميزات نظام الانتخاب الفردي :

  • انه نظام يمتاز بالسهولة . حيث يختار الناخب مرشح واحد يكون على معرفة به .
  • انه نظام يدعم فكرة ارتباط النواب بدوائرهم . فيكون النائب على معرفة احتياجات دائرته .
  • الانتخاب الفردي يساعد على توسيع قاعدة المشاركة السياسية في الترشيح والتصويت .
  1. نظام الانتخاب بالقائمة :

ومن خلاله تقسم الدولة الوطنية الى عدد صغير من الدوائر . ويكون نطاق الدائرة كبير من الناحية الجغرافية . وتمثل الدائرة بعدد من النواب يتناسب مع عدد السكان في كل دائرة . فكلما زاد عدد السكان زاد عدد النواب .

مميزات نظام  الانتخاب بالقائمة :

ا. يكون اختيار الناخب بناء على البرامج والسياسات التي يطرحها كل حزب . وليس على اسس شخصية . كما في النظام الفردي .

ب. يساعد على تدعيم فكرة التعددية الحزبية . وتقوية الاحزاب من خلال حرص قيادات الاحزاب على طرح رؤى وسياسات متماسكة تساعدها على جذب اصوات الناخبين لها .

ت. يساعد على دعم فكرة التماسك الحزبي . بمعنى ولاء النائب في البرلمان يكون للحزب الذى ساعده في الوصول الى هذا المقعد في البرلمان .

  1. نظام الصوت الواحد :

ويقصد به – هو ذلك النظام الانتخابي الذى يعتمد في الاصل على الدوائر الضيقة . بحيث يتم انتخاب مرشح واحد عن كل دائرة .

مع مراعاة ان عدد الناخبين لابد ان يكون متساوي مع ناخبين الدوائر الاخرى . وبغض النظر عن الحجم المساحي .

عيوب نظام الصوت الواحد  :

  • النائب المنتخب لا يمثل حقيقة المنطقة الانتخابية التي يمثلها .
  • يتم تهميش المناطق ذات الكثافة السكانية القليلة .
  • لا يكون للأقليات القدرة على ان يتم انتخاب اعضاء ممثلين لهم في المجلس النيابي . حتى ولو زادت نسبتهم الكلية عن 20% من الناخبين في المدينة .

الاحزاب السياسية   the  political  of  parts

 تعريف الحزب السياسي :

 ” هو عبارة عن مجموعة من الافراد تربطهم معتقدات وافكار ومصالح ورؤية سياسية معينة . ويسعون في الوصول الى السلطة “

تعريف الحزب السياسي  :

 ” هو تلك الاداة التي يستعملها الشعب بقصد التعبير عن اماله وامنياته . والتي من خلالها تحقق تلك الآمال والامنيات “

تعريف الحزب السياسي  :

” هو منظمة اجتماعية لها جهازها الإداري بهيئة موظفين  دائمين . كما لها انصار عديدين من افراد الشعب . وعلى راس الحزب قائدا له . او زعيم .  ويهدف الحزب الى الاستيلاء على السلطة واشتراكه مع غيره من الاحزاب في الحكم ” .

انواع الاحزاب السياسية :

( ا ) . احزاب الاشخاص .

 ان من اهم ما يميز نظام احزاب الاشخاص هو الولاء لشخصية الزعيم . والزعامة في هذا النظام هامو جدا . فالزعيم هو الذى ينشى الحزب ويضع برامجه وله الاثر البالغ على اعضاء الحزب .

(ب ) . احزاب البرامج :

 ان هذا الحزب يكون له برنامج مميز يهتم بوضعه بحيث يختلف عن باقى برامج الاحزاب . ويهتم الحزب بالبرنامج من اجل ضمان ولاء الاعضاء للحزب . ومرتبط  بولائهم للبرنامج ذاته وتمسكهم للعمل من اجل تنفيذه . وان هذه الاحزاب يصعب ان تتعاون مع غيرها من الاحزاب الاخرى مثل ” الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والملكية والجمهورية .

( ت ) نظام الحزبين :

             ان هذا النظام يعتمد على الزعمات . كما هو الحال في نظام احزاب الاشخاص . وهو نموذج يسعى للحصول على المكاسب التالية :

  • اما الاستيلاء على الحكم بحكم القوة الكافية التي يمتلكها هذا النظام .
  • الاستيلاء على زعامة المعارضة اذا لم يحصل على الاغلبية للفوز بالانتخاب .

( ث ) . نظام الحزب الواحد :

 ان هذا النظام يعتمد عل تأييد الشعب وهو لا يواجه مشكلة التنافس على الحكم . ومن ثم فان اعضاء الحزب لا يعنيهم كثيرا خدمة مصالح الشعب . بل كل ما يهمهم كسب ثقة ورضاء زعماء الحزب .

وظيفة الاحزاب السياسية :

  1. العمل على تقديم المعلومات السياسية و الاقتصادية  و الاجتماعية بطرق ميسرة ومبسطة .
  2. يمكن الحزب الجماعات المختلفة من التعبير عن رغباتها ومعتقداتها بطريقة واسلوب منظم وفعال .
  3. الحزب يعمل على التوفيق بين وجهات النظر المعارضة بين الافراد او الجماعات . ويعمل على التهوين من الاختلافات الشخصية او المصلحية . مع اعلاء شان تنمية المصالح المشتركة .
  4. يراقب الحزب وهو خارج السلطة اعمال السلطة التنفيذية .
  5. وجود مجموعة من الاحزاب المنافسة تمكن الشعب من ابعاد الحاكم الفاسد . ومكافاة المجدين العاملين لمصلحته .
  6. الحزب يساعد الشعب في تهيئة الفرصة لاختيار نوابه وحكومته من بين المرشحين المتنافسين . كما يهى الشعب على الاختيار بين السياسات المختلفة الميدانية .

الوسائل السياسية للأحزاب :

اولا : الوسائل السياسية :

  وهى تشمل الوسائل السياسية التالية :

ا. التمثيل النيابي – وذلك من خلال قيام زعماء الاحزاب بإسناد مناصب نيابية وادارية الى الاعضاء .

ب. المناقشة –  يقصد بها تحقيق التماسك والتضامن داخل الحزب . فالمناقشة تعمل على تقريب وجهات النظر بين افراد الحزب .

ت. الاشتراك في الاعمال القضائية والادارية .

        فعندما ينجح الحزب في الفوز بالانتخاب فانه يعمل على حصوله على موافقة المجلس النيابي على سياساته من خلال اغلبية اعضاؤه .

ث. اثارة شعور الاعضاء بالهجوم على الاحزاب الاخرى .

 بمعنى ان ذلك يخلق تضامنا بين اعضاء الحزب من خلال شعورهم واحساسهم بانهم الافضل دائما   .

ثانيا – الوسائل القهرية :

 فقد تلجا الاحزاب السياسية الى ظاهرة العنف والقهر اما بأسلوب مستتر او ظاهر ، والعنف المستتر مثل ” اتخاذ تدابير الضغط الاقتصادي و الاجتماعي

ملاحظة – ان هذا الاسلوب يستخدم في الدول ذات الحكم المطلق مثل ” المانيا اثناء الحكم النازي ، وفى الجمهورية الايطالية اثناء الحكم الفاشي . والشيوعي في الاتحاد السوفيتي سابقا “

طرق تمويل الاحزاب السياسية :

     من المهم القول ان معظم الدراسات السياسية تتفق على ان مسالة تمويل الاحزاب السياسية تتم من خلال القنوات التالية :

  1. اشتراكات العضوية لأعضاء الحزب .
  2. التبرعات القادمة من البيئة الداخلية ” مؤسسات ، شركات ، تجار …الخ ” .
  3. الدعم الحكومي داخل الدولة الوطنية .
  4. الدعم الخارجي سواء من الاحزاب الاجنبية ذات الصلة بالحزب السياسي المحلى او من خلال الشركات الاجنبية القاصدة التأثير على الحكومة المحلية من اجل تحقيق مصالحها من خلال سيطرتها على الاحزاب الوطنية .

جماعات الضغط   the stress of groups

التعريف الإجرائي :  ” هي جماعات منظمة تضم مجموعة من الافراد يعرفون بعضهم البعض . وتعنبر نواة للجماعة الكبيرة التي تستطيع ان تحدث ضغطا سياسيا على النظام السياسي  ” .

انواع جماعات الضغط :

ا . جماعات الضغط السياسية :

وهى جماعات ليس لها الا مصلحة سياسية واحدة . ويطلق عليها اسم ” لوبيهات ” مثل اللوبي الصيني والإسرائيلي .

ب. جماعات الضغط شبه سياسية :

 وهى تتمثل في النقابات العمالية او اتحادات اصحاب الاعمال . وان نشاطات هذه الدماعة لا ينحصر في الناحية السياسية . الا انها لا تتمكن بدون  هذا النشاط من تحقيق اهدافها .

ت . جماعات الضغط ذات الاهداف :

وهى متمثلة في جماعات البرامج او جماعات المبادئ . ويتمثل هدفها في تحقيق اهداف ذات صبغة قومية مثل جماعات الوحدة الاوروبية او الحكومة العمالية . وهى تسعى الى تحقيق المصالح الخاصة لأعضائها . 

ث. جماعات الضغط الانسانية :

وهى جماعة انسانية يتركز نشاطها على الجوانب الانسانية . اما النشاط السياسي لها فهو قليل مثل جماعات الرفق بالحيوان ، رعاية الطفل . اما ضغطها السياسي فيأتي من خلال نوعين اساسيين :

النوع الاول – طلب المعونة المالية من الحكومة القائمة .

النوع الثاني – مناقشة مشاريع القوانين التي تمس اوجه نشاطاتها الانسانية .

 

ج. جماعات الضغط للدفاع عن مصالح الدول الاجنبية :

من المهم القول ان هناك دول اجنبية تسعى الى زرع جماعات محلية  بقصد حماية مصالحها وزيادة نفوذها . بمعنى انه كلما زاد حجم جماعات الضغط الموالية لها . كلما زادت احتمالية اتصالها بالحكومة المحلية واحداث التاثير فيها في سبيل تحقيق مصالحها .

وسائل ضغط جماعات المصالح :

في الحقيقة  تختلف الاساليب التي تستخدمه جماعات الضغط من نظام سياسي لأخر . وذلك باختلاف طبيعة الهدف الذى ترمى اليه .

الا انه يمكننا ان نحدد اهم اساليب جماعات الضغط من خلال التالي :

  1. التأثير على اعضاء المجلس ” نواب ، رئاسي ، جمعية عمومية ” وذلك من خلال حصول هذه الجماعة على التالي :
  • الموافقة على ( تعديل ، الغاء )  مقترح دستوري معين .
  • الموافقة على ( قبول ، رفض ) مشروع قانون او قرار .
  1. تعبئة الرأي العام :

 وذلك من خلال التالي :

  • اقامة الندوات والمحاضرات والنشرات التي تصدرها جماعة الضغط . مما يسهل عملية تحريك الرأي العام نحو الحكومة لا قرار الهدف المطلوب .
  1. الاتصال المباشر بالحكومة التنفيذية :

            حيث يظهر هذا الاتصال ” التدخل ” من خلال الجانب الاقتصادي وبصورة واضحة . وذلك باعتبار ان معظم النشاطات الاقتصادية تخضع للأشراف الحكومي . ولذلك اتجهت جماعات الضغط الى هذا الاتجاه بقصد احداث التأثير على اصدار قرارات تتفق مع اهدافها ومصالحها وبرامجها وتطلعاتها المستقبلية .

الرأي العام  the public  of  opinion .

تعريفه السياسي :

  • ” هو التعبير عن اراء جماعة من الاشخاص تجاه قضايا او مسائل او مقترحات معينة تهمهم سواء اكانوا مؤيدين او معارضين لها “
  • ” هو اصطلاح يستخدم للتعبير عن مجموعة الآراء التي يدين من خلالها الناس تجاه المشاكل التي تؤثر في مصالحهم العامة او الخاصة . سواء بالشكل الإيجابي او السلبى “

اشكال الرأي العام :  the public opinion  of formats

في الواقع تتفق معظم الدراسات على ان للرأي العام هناك سبعة اشكال اساسية يمكن ايجازها في ما يلى :

  1. الرأي العام العفوي – وهو الرأي الذى يحصل في وقت ومكان محددين . ويتقلب هذا الرأي وفق العوامل المؤثرة فيه .
  2. الرأي العام التحصيلي – وهو الذى يريده الانسان لتغيير بنية المجتمع من سيئ الى احسن ، او من حالة الفساد الى الاصلاح .
  3. الرأي العام الخامل – وهو يتمثل في وقوف الشعب بحالة اللا مبالاة امام الحكومة . اما بسبب ضعف او خوف او ما شابه.
  1. الرأي العام الفعال – وهو يتمثل في قيام الشعب بثورة ضد الحكومة بقصد اسقاطها . واحلال حكومة جديدة .

  1. الرأي العام المؤقت – وهو يتمثل في ارتباطه بموضوع او زمان او مكان محدد بسبب وقوع كارثة او زلزال او فيضان .

  1. الرأي العام الكلى – وهو ما يتصل بالدين والاخلاق العامة والعادات والتقاليد والاعراف والمثل والقيم العامة .

  1. الرأي العام الباطن – وهو يتمثل في رضاء المجتمع عن شى دون ان يستطيع اظهار رايه والتعبير عنه جهرا .

العناصر الاساسية المكونة للرأي العام :

في الحقيقة يوجد هناك العديد من العناصر المؤثرة في مفهوم الرأي العام داخل المجتمعات الانسانية . ولعل من بين اهم تلك العناصر التالي :

( الاسرة ، المعرفة العلمية  ” المدرسة ”  ، القيم المشتركة ، السلوك السياسي الفردي والرسمي ، الاحداث والوقائع ، القيم و العادات و المعتقدات الاجتماعية ،  الخرافات والاساطير …الخ  ) .

صفات الرأي العام :  the  public opinion  of  adjectives

 لعل من المهم القول ان الخصائص العامة لمفهوم الرأي العام هي التي جعلت منه ظاهرة مؤثرة في الحياة السياسية داخل المجتمع سواء على المستوى  ” الداخلي  ، الخارجي ”  وسوف نتناول في هذا السياق اهم تلك الخصائص والتي يمكن ايجازها في النقاط الاتية :

  1. انه يتحدد على اسس المصالح الذاتية ” افراد ، جماعات مصالح ، نخب ،  تكتلات ….الخ ”  .
  2. انه مبنى على العقلانية اكثر من الرغبات والنزوات .
  3. انه يعتمد على درجة التعليم . فكلما زاد مستوى التعليم زادت اتجاهات الرأي العام قوة وصلابة .
  4. انه يتميز بعدم الثبوت . أي انه يمثل ظاهرة متغيرة الاهداف والظروف والاحتمالات . وفى احيان اخرى يصعب التنبؤ بنتائجه .
  5. انه يزداد قوة كلما زادت مستويات الاهتمامات حول موضوع او القضية ذات العلاقة بظهور الرأي العام .
  6. انه يتوافق مع رأى الاغلبية كونها توفر له البيانات والحقائق حول الموضوع او القضية التي تحدث الرأي العام .
  7. انه يمتاز بدرجة عالية من الحساسية خصوصا تجاه الاحداث المهمة . خصوصا تلك المتعلقة بالأمن والسيادة . اكثر من تأثره بالكلمات والشعارات
  8. انه يتشكل كرد فعل تجاه الاحداث بعدما تقع فعليا على ارض الواقع .

وظائف الرأي العام  the  appointments  of public  opinion       

( ا ) . يساعد على سن القوانين والغاؤها .

( ب ) . يساند المؤسسات السياسية والاجتماعية وقادة الرأي العام في دعم قضاياهم وبرامجهم .

( ت ) . رعاية المثل الاجتماعية والخلقية والثى منها :

                                 -القوة التي تصنع الحق .

                                – العادات التي تحكم سير المجتمع .

                               – العقل الذى يتحكم بالعواطف ويمنعها من الجموح والانحراف .

( ث ). تقوية الروح المعنوية للأفراد والجماعات التي تصنعه .

التنشئة السياسية  the  political  of nurture :

 في الواقع انه بالرغم من قدم الحديث عن التنشئة السياسية . وكثرة الدراسات  التي  تناولت هذا المفهوم ، الا انه لم يتم الاتفاق على تعريف موحد لهذا المفهوم السياسي ، الا انه سوف نقدم اهم التعريفات الاجرائية التي تناولت هذا المفهوم من خلال التالي :

 تعريف التنشئة السياسية – ” هي العملية التي تنتقل بواسطتها المعتقدات والقيم والمشاعر المتعلقة بالثقافة السياسية الى الاجيال المتعاقبة “

وظائف التنشئة السياسية :

  1. خلق حالة الانتماء والولاء السياسي .
  2. تفعيل عملية المشاركة السياسية
  3. تحقيق حالة الاستقرار السياسي .
  4. تحقيق حالة التجنيد السياسي .

 المراحل الاساسية لعملية التنشئة السياسية :

 من المهم الاشارة الى ان الدراسات السياسية تتفق على ان عملية التنشئة السياسية تمر في أي مجتمع أنساني بالمراحل التالية :

( ا ) . مرحلة الطفولة . ” تبدا من الولادة حتى سن 13 عام “

( ب ) . مرحلة المراهقة – مميزاتها :

  • نمو القدرات الادراكية للأفراد .
  • ظهور فكرة التمركز الاجتماعي – والثى تعنى حالة  الانتقال من حالة         “الانا ” الضيقة الى حالة ”  نحن ”  العامة  .

( ت ) .  مرحلة النضج . ” حيث يستطيع الفرد ان يتخذ موقف سياسي امام الواقع السياسي الذى يعيشه . بل ويستطيع اختيار توجهاته السياسية .

قنوات التنشئة السياسية :

 في الحقيقة يمكن ان نوجز قنوات التنشئة السياسية التي يتعايش الفرد من خلالها ويكتسب ما يعرف بالشخصية السياسية  من خلال التالي :

(( الاسرة ، المدرسة  ، الرفاق ، المدرسة ، وسائل الاعلام ، دور العبادة ، الاحزاب السياسية )) .

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى