نظرية العلاقات الدولية

تعاظم دور الفرد في العلاقات الدولية

مع تغيرات العلاقات الدولية التي ظهرت منذ الربع الأخير من القرن العشرين، برزت الحاجة إلى تركيز النظرة التحليلية التي كانت تعترف في السابق بكون الدول هي الفاعل الوحيد في العلاقات الدولية، وأن مفاهيم، مثل القوة والصراع، هي الحاكمة الجوهر العلاقات بين الدول، وذلك نظرا لبروز دور فاعلين جدد من غير الدول Non State Actors مثل المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وبعض

الجماعات والتنظيمات المسلحة، إضافة إلى جماعات الجريمة المنظمة والمافيا الدولية… فقد اقتضت هذه الأوضاع الدولية المتطورة النظر الى العالم باعتباره نظاما من التفاعلات التي يلعب فيها فاعلون آخرون من غير الدول دورا مهما يتجاوز مستوى التفاعلات الحكومية الرسمية، ويتخطى الحدود والسيادة.

إلا أن نوعا جديدا أضيف إلى قائمة الفاعلين من غير الدول، هو الفاعل الدولي الفرد” Individual Actor International الذي يمثل ظاهرة جديدة نسبيا. وجوهرها إمكانية أن يصبح شخص أو فرد من الأفراد فاعلا على المستوى الدولي، سواء بالمعنى القطري، أي مستوى الدولة الواحدة، أو الدولي، أي على مستوى العلاقات بين الدول، وذلك نتيجة امتلاك هذا الشخص قدرات مالية أو اقتصادية أو إعلامية أو مهارات شخصية اجتماعية أو إنسانية تمكنه من التأثير في مجريات الأحداث، ليس فقط داخل دولته، لكن أيضا في النطاق الإقليمي أو الدولي.

كانت القاعدة السائدة في مجال القانون الدولي والعلاقات الدولية، حتى بداية القرن العشرين تقوم على أن الدولة وحدها هي التي يمكن لها أن تكون مخاطبة بأحكام القانون الدولي العام، وبالتالي حق التمتع بالشخصية القانونية الدولية. إلا أن مسارات التفاعلات الإنسانية فيما بين الوحدات الاجتماعية – السياسية الشعوب، الأمم، الدول) وتحديدا بعد أحداث جسام (الحروب، الثورات الاجتماعية والتقنية) هيأت لمتغيرات بنيوية طالت الأفكار والأنساق والفاعلين بما أثر على طبيعة ومضمون القواعد القانونية الحاكمة للمركز القانوني للفرد الطبيعي.

نتناول دراسة تعاظم دور الفرد في العلاقات الدولية كونه من المواضيع الحديثة نسبيا المطروحة على الساحة الدولية وله أهمية كبرى لجهة انعكاسه على الدول والمجتمع الدولي وبالتالي على تطور العلاقات الدولية من جهة، ولم يسبق أن تم تناوله بشكل مباشر على المستوى الأكاديمي في الجامعة اللبنانية على النحو الذي سنتناوله من جهة ثانية؛ على ما نعلم، حيث ستقوم بتحليل تطور دور الفرد في العلاقات الدولية، منذ بداية تكون المجتمعات البشرية حتى يومنا، كيف تفاعل ويتفاعل الفرد مع بيئته ومحيطه…

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى