تغير طبيعة الصراعات وأثره على أطر وأليات السلم والأمن في أفريقيا
د عبده باه باحث في الشؤون الأفريقية – دولة السنغال
تتعدد جوانب العمل الأفريقي المشترك، وتتنوع من السياسة، والتنمية، والتعليم والبحث العلمي، والثقافة، والبنية التحتية، والاقتصاد والصناعة… إلا أن تحقیق النجاح في تلك الجوانب يعتمد على السلم والاستقرار والأمن. ويعني ذلك أن السلم والأمن يمثلان الدعامة الأساسية للتنمية الشاملة والتقدم المنشود
وفي هذا الصدد، جنح العمل الأفريقي المشترك إلى تعزيز الاستقلال وبناء الدول الوطنية، وإنشاء وتقوية التجمعات الإقليمية للقارة الأفريقية (۱).
في هذه الدراسة يتناول الباحث هذا الجانب لأهميته القصوى في العمل الأفريقي المشترك. كما يتم تناول المتغيرات الطارئة على مسيرة السلم والأمن في أفريقيا، وتحديدا تغير طبيعة الصراعات، والاتفاقيات المتعلقة بالسلم والأمن في أفريقيا، وآليات عملية السلم والأمن، وأطراف عملية السلم والأمن في أفريقيا، ومستقبل عملية السلم والأمن في أفريقيا. أولا: مسيرة عملية السلم والأمن في أفريقيا
تأتي عمليات السلم والأمن لمنع قيام الحروب، وإدارة تلك الحروب في حال حدوثها؛ وإعادة بناء السلام بعد إنتهاء الحرب. وظاهرة الصراعات المسلحة عانت منها كثير من الدول في أوروبا وأمريكا، وكذلك في أفريقيا. كما أن ظاهرة الانقلابات والاغتيالات كانت منتشرة خاصة في أفريقيا بعد الاستقلال.