دراسات سياسية

قذائف إعلامية موجهة

إعداد – عمرو سليم (باحث فى الشئون الإفريقية – مديرعام المستقبل للدراسات الإعلامية والاستراتيجية):

يعتبر خطاب الكراهية الان من أكبر التحديات التى تواجه العالم ولكن للاسف ينتشر بشكل واسع خلال الفترة الاخيرة وتحولت عدد من وسائل الاعلام حول العالم حتي السوشيال ميديا لمنصات قتال تستخدم الكلمة والصورة كقذائف هجومية، ليكون خطاب الكرهية ذو الاتجاه الواحد الذى يغيب عنه الحوار وعرض وجهات النظر المختلفة أول الطرق للعنف والتطرف وربما الارهاب.

 الإعلام و حوار اجتماعى عالمي

تعتبر وسائل الاعلام هى المشكل الاول للراى العام فى العديد من المجتمعات لذلك فيجب العمل على توفير إطار أخلاقي يعيد ترتيب الثقافة المهنية فيها بشكل أساسي ويمكّنها من إثراء الحوار الاجتماعي بدلاً من تقويضه، فيحتاج العالم الآن أكثر من أى وقت مضي لأخلاقيات مقارنة تضع دول الشمال و الجنوب في ساحة لعب متكافئة تؤسس للمهنية والاحترام المتبادل كأساس للتعاون بين الثقافات المختلفة.

التوازن بين حرية التعبير وخطاب الكراهية

المعضلة الكبرى التى تواجه العديد من المجتمعات هى التوازن بين الحفاظ على حرية الرأى والتعبير ومحاربة خطاب الكراهية، فبالتأكيد ان أى أفكار تحد من حرية الرأى لاى سبب تؤدي لاحتمال خلق حكومة شمولية ، وتعصب عنصري، ومعاداة السامية ، وتزيد العنف على الشاشات التلفزيون، وتؤسس لانحياز الصحفيين، وتؤثر بشكل موسع على المجتمع وثقافته، ولذلك لا يمكن تبرير فرض قيود على الكلام إلا عند الضرورة لمنع الضرر الفعلي أو الوشيك ، مثل العنف أو الإصابة “غالبًا ما يتم تلخيص ذلك على أنه” الخطر الواضح والحاضر” فالتعبير الحر دائمًا أقوى سلاح لتعزيز أسباب المساواة في الحقوق.

قذائف إعلامية متبادلة

شهد العالم خلال الفترة الاخيرة مجموعة من الحوادث الارهابية والهجمات على الرموز الدينية من اطراف متعددة مما نشط خطاب الكراهية وتحولت بعض صفحات السوشيال ميديا و المنابر الاعلامية لاسلحة هجومية تضرب فى كل اتجاه، فبعد الهجمات الارهابية فى 11 سبتمبر شبهت بعض وسائل الاعلام العرب و المسليمن بالارهابيين وتم الربط بين الديانة الاسلامية و اللغة العربية و الملابس و التقاليد العربية بالارهاب حتى ان البعض وصف الامر بالحرب الوجودية اما نحن ام هما، على الجانب الاخر كان الاعلام العربي يعتبر الامر كمعركة مصيرية ضد البقاء و المؤامرة الكبري التى تستهدف اوطانهم، مما كانت نتاجها مصطلحات استخدمت كطلقات الرصاص المتبادلة بين الاطراف المختلفة مثل “الجهاديين” و”المؤامرة الكبري” و”الحرب المقدسة”.

  نقطة البداية:

وهنا أري انه يجب وضع بعض النقاط لتفعيل الدورالإعلامي فى حوار الحضارات بدلا من استخدامه كأداة للصراع والاقتتال:

1-  وضع ميثاق شرف اعلامي دولى ترعاه اليونسكو او مدونة قواعد دولية للسلوك الاعلامي.

2- تدريس القواعد الاساسية الاعلامية المهنية للطلاب كمحاضرة مدرسية.

3- انشاء لجنة باليونسكو لاصدار تقرير سنوي يوثق مدي الحالة الاعلامية بكل دولة عن طرق لجنة متخصصة للرصد والتقييم.

4- الدخول فى شراكات مهنية مع مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع محاربة الكراهية بالسبل التكنولوجية الحديثة ونشر ثقافة حوار الحضارات.

5- انشاء موقع يسمح لجميع كتاب العالم بدون آى تمييز بالكتابة عن خلفياتهم الثقافية وكذلك اقامة منتدي للتعارف الفعال بينهم.

مصادر:

– CARMEN AGUILERA-CARNERERO and ABDUL HALIK AZEEZ, Islamonausea, not Islamophobia’: The many faces of cyber hate speech, Journal of Arab & Muslim Media Research, Volume 9 Number 1, 2016.

– Clifford G. Christians, Social Dialogue and Media Ethics, Ethical Perspectives 7 (2):182-193 (2000(.

– Imran Awan, Islamophobia on Social Media: A Qualitative Analysis of the Facebook’s Walls of Hate, International Journal of Cyber Criminology ,Vol 10, Issue 1 January – June 2016.

         – Leandro Silva and group Analyzing the Targets of Hate in Online Social Media, Association for  the Advancement of Artificial Intelligence, Proceedings of the Tenth International AAAI Conference on Web and Social Media (ICWSM 2016).    

– Nadine Strossen, Hate Speech and Pornography: Do We Have to Choose between Freedom of Speech and Equality?, Case Western Reserve Law Review, Volume 46, Issue 2, 1996.

 

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى