تأليف : بيتر تيرتزاكيان
يسعى هذا الكتاب لتقديم فهم أعمق لقضايا الطاقة ومشكلاتها؛ كما أنه يعنى كذلك بتقديم الحلول واقتناص الفرص مع اقتراب نقطة التحولالنفطي التي تلوح في الأفق؛ تلك النقطة التي تنذر بتحول حقيقي في الحجم والنوع لوقود المستقبل. والكتاب ينبع من رؤية معمقة تسعىلاستشراف المستقبل وتقديم النصح لأولئك الذين يتخذون القرارات التي تتعلق بمئات ملايين الدولارات؛ والإجابة على الأسئلة الملحة التييطرحها قادة الأعمال والسياسيون والمواطنون المعنيون من قبيل: إلى أي مدى سترتفع أسعار النفط؟ لماذا تقع هذه التغيرات؟ هل ستنفدالموارد لدينا؟ ما الذي سيحدث للاقتصادات العالمية؟ ومن أين ستأتي الحلول؟ وكيف نستطيع الاستفادة الكاملة من الفرص
لقد أسهمت الفوضى الجارية في العراق، وأفغانستان، ونيجيريا، وقرب عدد من مناطق النفط في العالم، إلى تأكيد الطبيعة الهشة والحالةالصعبة للسياسات القائمة في تلك المناطق، كما أدى انفتاح الشهية وزيادة الشره في الصين والهند للطاقة لتغذية إدمانهما إلى منافستهماللولايات المتحدة على ما تبقى من هذا النفط الذي تتزايد صعوبة إيجاده. والحقيقة أن التنافس “المتعدد القطبية” على النفط – وهو الذي كاندافعاً رئيسياً للتوترات الجيوسياسية في عشرينيات القرن الماضي – عاد مطلع هذا القرن ليتسلل ببطء إلى صميم إحساس العالم الغربيالمتضائل بأمن الطاقة. كما يمثل انتشار الأسلحة النووية والتغيرات المناخية جانباً آخر من جوانب الضغط الكلي الذي سيفضي إلى نقطةالتحول.
وفي غمرة البحث عن الحلول يتساءل المؤلف: أي وقود تبقى كي نستغله؟ لقد استنفدنا البدائل القائمة على الكربون؛ لنجد أخيراً، أن الغازالطبيعي مكون بشكل رئيسي من الميثان. وتحتوي جزئية الميثان؛ بوصفها أبسط هيدروكربون، على ذرة كربون واحدة تحيط بها أربع ذراتمن الهيدروجين. وهناك حفنة من مصادر الطاقة الأخرى النشيطة إشعاعياً؛ مثل اليورانيوم. ولكن وجودها في الطبيعة أقل غزارة، فضلاً عنكونها أكثر تسمماً إزاء ما يتعلق بالانتفاع بها. وإذا تركنا هذه جانباً، فإن الجدول الدوري للعناصر – المكونات الذرية للكون التي تبلغ 100 ونيفاً – قد أُنهكت بحثاً عن مصادر جديدة للطاقة الأولية باستثناء عنصر واحد: الهيدروجين. من هنا يراهن الكثيرون على أن الهيدروجينسوف يكون وقود المستقبل الأعجوبة.
ويؤكد المؤلف في النهاية أمرين: الأول، أن الاستثمار في التقنيات الجديدة هو المستقبل، والثاني، يحذر من أننا لا يجوز لنا أن ننسى أنالاضطراب والشك اللذين ظلا يحيطان بالطاقة عبر التاريخ قد كانا يفضيان دائماً إلى مستقبل أكثر سطوعاً.