دراسات اقتصاديةدراسات شرق أوسطية

انهيار الاقتصاد الايراني وأثره على الأمن القومي

انهيار الاقتصاد الإيراني وأثره على الأمن القومي

بقلم حمزة القصاب

منذ سنوات عدة يعاني الاقتصاد الايراني تدهورة كبيرة ومشاكل هيكلية عميقة ادخلت اقتصاد البلد في متاهات حرجة، ومع تولي دونالد ترامب الادارة الأمريكية واجه الاقتصاد الايراني حزمة جديدة من العقوبات الأمريكية التي من الممكن أن تؤدي الى خطر الانهيار الكامل للاقتصاد الإيراني، حيث أنه من الممكن والمنتظر أن يكون لهذه العقوبات آثار سلبية وربما كارثية غير مسبوقة ليس على الاقتصاد الإيراني فقط، ولكن على النظام السياسي والأوضاع الاجتماعية وعلى المستوى المحلي أيضا، وعلى علاقات طهران بالعالم بما فيه حلفاؤها التجاريون على المستوى الدولي . وتمتلك إيران ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما وأن اقتصادها يعتمد بشكل رئيسي على النفط، بل إن أمر النفط يعد مسألة حياة أو موت للاقتصاد و (النظام) معا، وهذا المصدر بدأ يتراجع بشكل دراماتيكي، وذلك لان الإدارة الأمريكية بفرضها الحزمة الثانية من العقوبات على ايران خططت للوصول إلى معدل تصدير صفر، وواصلت الدول المتعاملة مع طهران سابقا إعلان وقف استيراد النفط الإيراني أو التقليل منه إلى الحد الأقصى الممكن والبحث عن بدائل، وحتى أقرب وأكبر شركائها مثل الصين، لأنها لا تريد أن تخسر الأسواق الأمريكية لذلك تجاوبت مع العقوبات. وبعد تدهور الاقتصاد الايراني بسبب العقوبات الغربية انتهجت الحكومة الإيرانية نظرية اقتصادية عرفت بالاقتصاد المقاوم، اذ تحاول من خلال هذه النظرية مواجهة العقوبات الأمريكية والحفاظ على اقتصاد البلد ودرء المخاطر التي من شأنها التأثير على النظام، ويقوم الاقتصاد المقاوم على عشرة مرتكزات وهي : الأولى هي خلق الحيوية والنشاط في اقتصاد البلاد وتحسين مؤشراته الكبرى، والثانية القدرة على مقاومة العوامل المهددة، والثالثة الاعتماد على القدرات المحلية، والرابعة هي المنحى أو العقيدة الجهادية، والخامسة مركزية العنصر البشري أو الحاضنة الشعبية، والسادسة تأمين المواد الأساسية والاستراتيجية، والسابعة تقليص تبعية الاقتصاد للنفط، والثامنة إصلاح نمط الاستهلاك، التاسعة محاربة الفساد، والعاشرة وهو الخيط الناظم للسياسة المقاومة وهي مسألة المحورية العلمية، فالاقتصاد المقاوم يقوم على المعرفة والثقافة والتقدم العلمي لبناء اقتصاد متين والوصول إلى آخر التقنيات التكنولوجية والعلمية في العالم لفك الارتباط بالعالم الخارجي وبالتالي التخفيف من تأثير العقوبات، ويسعى إلى بناء قاعدة انتاجية ثم الاستغناء عن الريع…

تحميل البحث

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى