دراسات افريقيةدراسات سياسية

السياسة الايرانية الراهنة تجاه دول حوض النيل

The current Iranian policy towards the Nile Basin countries

مقدمة

تنطلق الرؤية الإيرانية في نظرتها الإقليمية والدولية من عدة مرتكزات لا يزال تأثيرها قائما على صانع القرار الإيراني، بل ودافعة له باتجاه اختيار الوسائل والطرق التي من شانها بروز إيران بوصفها قوة إقليمية ودولية. إن دراسة تلك المرتكزات وتفاعلها فيما بينها، وتأثيرها في صانع القرار الإيراني، وكذلك توظيف المؤسسات الفاعلة لها، كل ذلك يعد أمرا هاما في استشراف السياسة الخارجية الإيرانية، وتعد أهم المرتكزات التي تلعب دورها في صنع القرار السياسي في ايران (القومية الفارسية والاعتزاز بها – المصلحة وتعد العامل الرئيسي والحاكم في صنع القرار الإيراني – البعد المذهبي).

وتنقسم المؤسسات التي شهم في صياغة وصنع القرار للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى قسمين: الأولى المؤسسات ذات الصبغة الرسمية وتتمثل في المرشد – رئيس الجمهورية – مجمع تشخیص مصلحة النظام – المجلس الأعلى للأمن القوي – مجلس الشورى الإسلامي – الوزارات والمؤسسات التنفيذية والجهاز القضائي والقوات المسلحة). (۱) الثانية مؤسسات ذات الصبغة غير الرسمية المساجد والمؤسسات التعليمية والدعائية والجمعيات الحرفية والعمالية – الراي العام ومختلف فئات الشعب – وسائل الإعلام والمطبوعات ووسائل التواصل الاجتماعي، الأحزاب والأجنحة والشخصيات السياسية – المنظمات غير الحكومية – الحوزات العلمية والجامعات والمراكز الأكاديمية).

ورغم أن الاهتمام الإيراني بالقارة الإفريقية بدأ منذ عقد الستينيات من القرن الماضي متزامنة مع حصول معظم الدول الإفريقية على الاستقلال، فإن المشكلات الداخلية في أعقاب قيام الثورة الإسلامية عام ۱۹۷۹م، ثم الحرب مع العراق عام ۱۹۸۰م، أدت إلى تراجع دورها على الساحة الإفريقية نسبية واستمر ذلك حتى تولى نظام “محمد خاتمي” السلطة في إيران عام ۱۹۹۷م، حيث شهدت العلاقات الإيرانية الإفريقية نقلة نوعية خلال تلك الفترة ارتباطا بحرصه على الانفتاح على العالم الخارجي بما فيه الدول الإفريقية مستغلا في ذلك اعتناق قطاع من شعوب تلك الدول للمذهب الشيعي، الأمر الذي أسهم في تغلغل إيران ثقافية واقتصادية وتجارية في تلك الدول وهيئة المناخ لخلفه “أحمدي نجاد” للبناء عليه.

 

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى