نظرية العلاقات الدولية

الواقع والمستقبل في العمل الدبلوماسي

إن المجال الدبلوماسي لا يوجد فيه طريق ثابت ومؤكد لتحقيق النجاح. حيث تختلف القضايا باختلاف الدول، وغالباً ما تطرأ عليها تغيرات جذرية. حيث تعد الدبلوماسية ممارسة سياسية تستخدمها الدولة لتنفيذ سياستها الخارجية في التعامل والتعاون مع الدول وادارة علاقتها الرسمية مع بعضها البعض ضمن سياقات النظام الدولي، كما تطلب استعمال الذكاء والكياسة في إدارة العلاقات الرسمية بين حكومات الدول، وعليه فهي لغة الحوار والنقاش والاقناع وفن التعامل بين الأفراد والجماعات وحل مشكلاتها، وهي لغة العقل الهادئ لا الحرب والصراع. وتجسد العلاقات الدبلوماسية الطرق الودية للتعامل والتعايش فيما بين الدول وبهذا لا تقوم إلا بتوفر السلم فيما بينها.

فالعمل الدبلوماسي يتواكب ويتفاعل مع الفضاء الدولي المتغير باستمرار مع مستجدات العمل الدبلوماسي، لاسيَّما في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية شديدة الصعوبة، تفرز تحديات جمة أمام الشعوب وصناع القرار.

إن بناء الإنسان وتدريبه وشحذ قدراته الإبداعية لتحقيق الهدف المنشود في أداء العمل المطلوب أمر ضروري وأن وزارة الخارجية لا تألو جهدا ولن تدخر وسعا في سبيل توفير فرص التدريب الجيد لمنتسبيها.

واقع العمل الدبلوماسي المعاصر:

تتلخص مسؤوليات العمل الدبلوماسي السعودي من العمل على دعم التضامن الإسلامي والعربي وحماية المصلحة الوطنية وذلك من خلال بعثاتها الدبلوماسية لدى أغلب دول العالم وعرض وجهات النظر لدى تلك الدول وإمداد وزراء الخارجية السعودية بالتقارير اللازمة في هذا المجال وفي حالة وجود أزمة أو مشكلة بين المملكة وأية دولة أخرى فإن وسيلة التفاوض تأتي لحل تلك الأمور.

ولقد لعبت الدبلوماسية السعودية دورا معتدلا وهادئا ومؤثرا في إطار محيطها الإقليمي والدولي، ولقد أخذت الدبلوماسية السعودية عدة صور منها دبلوماسية الاتصالات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والطرف الآخر لتسوية أي نزاع سلمي عن طريق الإقناع بين المملكة والطرف الآخر كما كان بين المملكة وكلا من الكويت والعراق واليمن وعمان في حل مشاكل الحدود، أو في تقوية الروابط العربية من ثنايا الاتفاقات الثنائية في محيط الدائرة العربية، أو في التوسط لحل الخلافات العربية بين المغرب والجزائر مثلا والعراق وسوريا … إلخ وهناك دبلوماسية القمة ودبلوماسية المؤتمرات كدبلوماسية القمم العربية والإسلامية التي لها دور هام في درء الخلافات العربية والإسلامية والعمل على تسويتها وكذلك دبلوماسية المؤتمرات في إطار جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي ومؤتمر دول عدم الانحياز والمؤتمرات الدولية الخاصة بهيئة الأمم المتحدة.

  • العمل الدبلوماسي المعاصر:
  • وظائف العمل الدبلوماسي:

وتتمثل تلك الوظائف في وظيفتين أساسيتين هما:-

(أ‌) التمثيل. و (ب‌) التفاوض.

وظيفة التمثيل:

فالدبلوماسي تتمثل وظيفته في تمثيل بلده في الخارج، ومن ثم يعمل على نقل وجهة نظر بلده إلى الدولة التي يمثلها فيها ومما لا شك فيه أن اللباقة عامل هام جدا في وظيفة التمثيل، كما تتطلب تلك الوظيفة من الدبلوماسي درجة كبيرة من الوضوح حتى تستطيع نقل وجهة نظر دولته إلى الدولة الموفد إليها ونقل وجهة نظر الدولة الموفد إليها إلى دولته حتى تستطيع دولته أن ترسم سياساتها الخارجية على بينة، كما يجب أن يكون متصفا باللباقة وبالإضافة إلى ذلك تتطلب تلك الوظيفة الدقة، من هنا فلا يستطيع الممثل الدبلوماسي أن ينقل وجهة نظر دولته إلا بتوفر تلك الشروط ( الوضوح إلى جانب اللباقة إلى جانب الدقة ).

وهذه الشروط مجتمعة هي التي تعين على نجاح العمل الدبلوماسي للدولة، ومع توفر هذه الشروط في الدبلوماسي فإنه مطالب بتقديم وإعداد تقارير لدولته وعلى ضوء هذه التقارير ترسم الدولة سياستها الخارجية تجاه تلك الدولة الموفد إليها.

إعداد التقارير:

فالدبلوماسي لا بد أولا أن يكون على علم بهدف دولته وسياساتها الخارجية ثم يقوم بهذه المهمة التي تنامت في الوقت الراهن مع تنامي أبعاد الأداة الدبلوماسية.

وظيفة التفاوض:

وهي تعد الوظيفة الرئيسية الثانية للعمل الدبلوماسي وسبب اللجوء إلى التفاوض هو وجود قضية ما بين دولة وأخرى تريدان الحل السلمي فيلجآن لأسلوب التفاوض إما بالتباحث أو لإعادة الاتصال بينهما.

مراحل التفاوض:-

لكي يتحقق التفاوض والغرض منه فلا بد أن يمر بعدة خطوات:

– 1- أن تبدأ الدولة بطرح أقصى ما يمكن أن تحصل عليه.

– 2- تبدأ الدولة بالتنازل شيئا فشيئا حتى تصل إلى خط مشترك بينها وبين الدولة الأخرى.

– 3- قد تقدم الدولة تنازلات ولكنها متقابلة بتنازلات من الجانب الآخر.

هذا وللتفاوض تكنيك يقوم على اللباقة وحسن التصرف والمراوغة والتمرس.

هذا ويقوم على عملية التفاوض كل من رؤساء الدول ووزراء الخارجية والمبعوثين.

وبصدد استخدام الأداة الدبلوماسية في المملكة أو إن شئنا تنفيذ القرارات الخارجية السعودية من ثنايا عمليتي التمثيل والتفاوض فمنذ عام 1930م إلى عام 1940م اتبعت المملكة العربية السعودية سياسة التمثيل الدبلوماسي المحدود مع بعض الدول الصديقة، ثم تطورت المملكة العربية السعودية في زيادة علاقاتها مع العالم بعد أن توطدت أسس العمل المحلي على أسس من الاستقرار التام الشامل فنجدها من عام 19م إلى عام 1945م تنتقل إلى المشاركة الكاملة مع النشاطات الدولية في العمل الإقليمي مثل المشاركة في تأسيس الجامعة العربية وفي العمل الدولي مثل مشاركتها في تأسيس منظمة الأمم المتحدة وبذلك بدأت المشاركة السعودية تأخذ صورة ممارسة المسؤولية الدولية من خلال تأسيس رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأخيرا جهودها الكبيرة في العمل الخليجي الذي أدى إلى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي في عام 1980م وبذلك أصبحت في ظل التطور السريع قوة يعتمد عليها في النظام الدولي سياسيا واقتصاديا.

  • التأهيل والتدريب الدبلوماسي الحديث في العمل الدبلوماسي:

نوعية البرامج التأهيلية والتدريبية المتخصصة، ومواءمة التعليم مع مجالات العمل في القطاع الدبلوماسي، وأمن المعلومات والتخصص الوظيفي.

  • البرامج التأهيلية والتدريبية

وأنه تم إعداد البرامج التأهيلي للمتدربين الدبلوماسيين بعد الاطلاع على المناهج المتبعة في العديد من المعاهد الدبلوماسية والأكاديميات المعروفة على المستويين الدولي والعربي، والتي تعني بتدريب وإعداد وتأهيل الدبلوماسيين، وروعي في وضع هذه البرامج التدريبية أن تكون مواده شاملة ونوعية قدر المستطاع لتزويد المتدربين بالمعارف والخبرات المطلوبة. والتي تهدف إلى تزويد الدبلوماسيين، بدبلوماسية المستقبل بالمعرفة والثقافة والمهارات اللازمة لصقل قدراتهم في ميادين الدبلوماسية والعلاقات الدولية والاتصال الخارجي، وتمكينهم من تمثيل دولتهم في المحافل الدولية، وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج بصورة مشرفة، وأداء المهمات الموكلة إليهم أداء يقوم على العلم والمعرفة والإيمان بقضايا دولتهم وثوابتها الوطنية وهويتها العربية والإسلامية، ويبرز الوجه المشرق لسياسة دولتهم الخارجية. التي تقوم على أسس ومبادئ راسخة، حيث تتجلى في أخلاقية الموقف الثابت والمتوازن ومبادئ الوضوح والتكافؤ في التعامل مع كافة القضايا الإقليمية والدولية. وتطوير علاقتها والحفاظ عليها مع كافة الدول مع مراعاة مصالح الدولة العليا وتلبية تطلعاتها والالتزام بالمواثيق الدولية ومبادئ الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين، وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، وحل النزاعات والخلافات بين الدول بالطرق السلمية وضمن إطار القانون الدولي. وفتح البعثات الدبلوماسية في العديد من الدول وهذا من دون شك يتطلب توفير الكوادر البشرية المتسلحة بالمعارف والمهارات التي يحتاجها الدبلوماسي في العصر الحديث، للولوج إلى عمل متشعب، سياسي وأمني واقتصادي وإنساني وأخلاقي واجتماعي وثقافي في آن معا، ضمن فن رفيع يتمثل في العديد من السلوكيات والأنماط الاتصالية الاجتماعية والمزايا الشخصية والثقافة العامة، مع التحلي بصفات الدبلوماسي الناجح.

احتياجات العمل الدبلوماسي المستقبلي:

الاحتياجات المعرفية والمهارات التي ينبغي أن يكتسبها الدبلوماسي المعاصر

  • الدبلوماسية الاقتصادية:

أن الاقتصاد يوجه السياسية ، فمن خلال القوة الاقتصادية يمكن خلق مصادر القوة الأخرى، وأصبحت القوة الاقتصادية هي المحرك لسياسات الدول وأن المصالح الاقتصادية باتت تشكل عنصراً هاما وحيوي في العلاقات الدولية سواء كانت ثنائية أم متعددة الأطراف. ولم تعد هناك دبلوماسية بدون اقتصاد لا شك في أن الدبلوماسية الاقتصادية الجديدة التي يطلق عليها الأنجلو ساكسون : ( القوة الناعمة)، قد ترعرعت ونمت بالتوازي مع تسارع خطوات عولمة الاقتصاد كما يمكن القول بأنها عملا ثـمـرة تنامي الانتشار العالمي للشركات وتزايد أهمية العولمة ودورها في عمليات الإنتاج وانتشار تكنولوجيات التواصل والاتصال الجديدة. وبالطبع لا بد من تكريس هذه القوة الناعمة بإعادة تحديد أهداف السياسة الخارجية وأدوار الدبلوماسيين ومهمات السفراء لتواكب هذه التحولات العالمية، فباتت أولوية العمل الدبلوماسي هي الدفاع عن المصالح الاقتصادية للبلد وتوفير الحماية والمساعدة للشركات الوطنية العاملة في الخارج والعمل على تشجيع التبادل التجاري والاقتصادي. ومن الثابت أن الدبلوماسية الاقتصادية والمتقنة الاعداد والممارسة يمكن ان تتحول إلى رافد قوي لإنجاح الدبلوماسية التقليدية فتلعب دوراً أساسياً في المشروع السياسي ، الذي يظل في صلب النشاط الدبلوماسي. ويظل العبء الأكبر من ممارسة الدبلوماسية الاقتصادية على السفير الذي يعتبر رئيس الدبلوماسية الاقتصادية والمخطط الاستراتيجي الذي يرسم الأولويات الجديدة في الدولة المعتمد فيها لتشجيع انتشار الشركات الوطنية وتسهيل دخولها الأسواق المحلية واطلاعها على كيفية تجاوز المعوقات الداخلية والتزام الضوابط والقواعد الرسمية. وأصبح السفير قائد فريق عمل السفارة، الذي يعتبر المنتخب الوطني لتفعيل الصادرات وتشجيع الاستثمارات في بلاده وتحسين ميزان التجارة الخارجية. وأولوية لكل نشاط دبلوماسي في أي بلد، إنها الدبلوماسية الجديدة في عالم اليوم. وهي باتت ممراً إلزامياً وجميع دول العالم، ومنها بالطبع المملكة العربية السعودية، التي انخرطت في هـذه الدبلوماسية ببراعـة وجعلتها وسيلة عبور مثلى إلى العولمة ونموذجاً للنجاح ومنح الزخم المطلوب لخطط التطور الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وخطوات بناء الدولة الحديثة والمشاريع الكبرى. فالمملكة تعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الامير محمد بن سلمان أقصى طموحات التطور وأكبر المشاريع المبنية على استراتيجية حكيمة بعيدة المدى كفيلة برفع المملكة إلى مصاف الدول الكبرى المتقدمة، و الارتقاء إلى مستوى ما يمليها موقعها الريادي في العالمين العربي والإسلامي ودورها في مجموعة الدول العشرين الكبرى. وسفراؤنا في الخارج مدعوون إلى التكيف أكثر فأكثر مع تحولات العصر، والتأقلم مع متطلبات العولمة ليكونوا نماذج تحتذى في الدبلوماسية الاقتصادية الهادفة إلى دعم وتشجيع نشاطات شركاتنا والدفاع عن مصالحنا الاقتصادية والتجارية في الخارج، وذلك بتكريس كل الطاقات الموضوعة في تصرفهم من أجل جذب الاستثمارات وتشجيع المشاريع المشتركة .

  • الدبلوماسية الثقافية

الدبلوماسية في عمقها تعتمد على الوصول إلى النتائج، وتحقيق الغايات، بأكثر الطرق مرونة، وأقلها عنفا، وبِكُلَف منخفضة، عبر وسائل تبتعد قدر الإمكان عن الإجراءات الأمنية أو العسكرية.

فالدبلوماسية الثقافية” بوصفها “بوابة للتعاون الهادف إلى نشر رسالتنا الإنسانية السامية، وثقافتنا العربية المشتركة”، إضافة إلى “مشاركة الأفكار الابتكارية فيما يتعلق بتطوير العمل الدبلوماسي المستقبلي، واستشراف آفاق التعاون والتنسيق الدبلوماسي؛ لمواجهة المتغيرات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية”، الأمر الذي يسترعي مقاربة غير تقليدية للعمل السياسي، وتطوير الآليات القديمة، واستحداث مجالات جديدة للعمل في أقسام وزارات الخارجية في الخليج، تعنى بما يمكن تسميته “الدبلوماسية التكاملية”، التي تكون “الثقافة” أحد أعمدتها الرئيسة.

و أن الثقافة يمكنها أن تخلق جسرا بين المتحاورين، وتقرب بين العقول، وتساعد على حلحلة الملفات، وتخفيف حدة الأزمات.

“الدبلوماسية الثقافية”، ليست بالممارسة الهينة، فهي تحتاج لأن يكون الفرد على قدر كبير من الثقافة والحكمة، وأن يقرأ تاريخ وحضارة البلد الذي يزوره، ويعرف عاداته، والخطوط العامة الرئيسة له كحد أدنى، فضلا عن أن يتحصل على ملف تفصيلي عن الأفراد الذين سيقابلهم، والموضوع محل النقاش، ليعرف كيف ينفُذ في حواره ومفاوضاته إلى عقل الطرف الآخر؛ وهو ما يعني مزيدا من التدريب، والتعلم، والصبر، وليس مجرد عمل ميكانيكي، بروتوكولي، لن يؤدي إلى أي محصلة على مستوى السياسة.

بالطبع، إن “الدبلوماسية الثقافية” لا تعتمد فقط على ثقافة الفرد الذي ينهض بها رغم أهمية ذلك- بل تحتاج إلى برنامج وخطة عمل متطورة، وجهد جماعي.

  • الدبلوماسية الرقمية

وتعتبر الدبلوماسية الرقمية امتدادا للدبلوماسية بمفهومها التقليدي، وهي تستند إلى الابتكارات وأنواع الاستعمال الناجمة عن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. بيد أن الأدوات الرقمية لا تمثل إلا مجرد وسيلة لنقل المعلومات، فهي تساهم في تغيير وجه النشاط الدبلوماسي.

تمثل الدبلوماسية الرقمية أولوية من أولويات وزارة الشؤون الخارجية التي قامت بالعديد من المبادرات في هذا المجال. وتشمل الدبلوماسية الرقمية المجالات المتعددة التالية:

– الرهانات الدولية للمجال الرقمي.

– دبلوماسية التأثير.

– إدارة المعلومات والمعارف.

– المسائل الخاصة بالخدمات العامة.

فالدبلوماسية الرقمية وباختصار شديد تشير إلى استخدام الاعلام من خلال أدوات الإنترنت ومنها أدوات التواصل الاجتماعي في ممارسة شكل من أشكال الدبلوماسية الحديثة، ففي ظل هذه الثورة المعلوماتية، حيث اتجه كثير من المنظرين والمحللين بالشأن السياسي والدبلوماسي في أمريكا وغيرها لإيجاد نظريات تتوافق مع التطور الهائل لهذا العالم الجديد.

  • تجارب الدول في الدبلوماسية الرقمية على شبكات التواصل الاجتماعي:
  • التجربة البريطانية:

التي أنشأت مكتبا لعمل الدبلوماسية الرقمية القائم على عمل العديد من الأنشطة باستخدم الإنترنت ومواقع «التواصل الاجتماعي. ومن أبرز الشخصيات البريطانية – الدبلوماسية التي اتخذت من «الدبلوماسية الجديدة نهجا» لها في السلك الدبلوماسي – السفير البريطاني الأسبق في لبنان توم فليتشر الذي عمل من خلال منصبه في الخارجية على تطوير الاستخدام الرقمي والسوشيالي، حيث أطلق عليه لقب «دبلوماسي تويتر».

  • تجربة الاتحاد الأوروبي:

الذي اتخذ من الدبلوماسية الرقمية استراتيجية عمل لتوصيل المضمون الثقافي والاقتصادي الأوروبي الى العالم والتأثير على الجمهور العالمي في الفضاء الرقمي، حيث ابتكر الاتحاد الأوروبي مسمى المواطن السفير عبر المنصة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي واعتبروا المواطن الرقمي قوة ناعمة لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية.

  • التجربة الأمريكية:

حيث قامت الخارجية الأمريكية بمبادرة تدريب الدبلوماسيين الأمريكيين بمختلف دول العالم على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل احترافي ومهني عال لإقناع الدول الأخرى بالسياسة الأمريكية تحت مبادرة الحوار العالمي.

  • الإعلام الدبلوماسي الرقمي

مقر مركز الاتصال والإعلام الجديد بالخارجية السعودية احد منجزات الاعلام الدبلوماسي الرقمي والمركز يخاطب العالم بـ 22 لغة ويوثق المنجزات السعودية وزارة الخارجية تخاطب العالم بلغاته وتبرز ثقافتنا بين ثقافاته وتؤكد مكانتنا المستحقة وتساهم في إيصال رسالتنا إلى العالم بأننا أمة سلام، تحارب التطرف والإرهاب وتسعى للتنمية ونشارك الإنسانية في كل مكان همومها وأمنياتها، سفارة رقمية متجولة لا تنام تعضد جهود المئات من أبناء وبنات هذا الوطن المخلصين في سفارات وبعثات مملكتنا الغالية حول العالم، وبافتتاح المقر الجديد للمركز وما يضم من تجهيزات تقنية حديثة رفيعة، في بيئة عمل عصرية ستفتح أبواباً جديدة للتميز وسنوظف تقنية العصر معلنين جاهزيتنا للمستقبل بثقة واقتدار».

يذكر أن حساب وزارة الخارجية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حقق المركز الأول عربياً والثاني عالمياً، فيما جاءت صفحة الوزارة على منصة فيسبوك الثاني عربياً والخامس عالمياً، وعمل مركز الاتصال والإعلام الجديد منذ انطلاقه على رصد أكثر من 1300 تقرير إعلامي نوعي ومتخصص تعد يومياً من فريق الرصد والتحليل، كما عمل المركز على إنشاء 96 حساباً لبعثات المملكة الخارجية تغرد بلغة البلد المضيف، وأعد أكثر من 3450 تصميم إنفوجرافيك نشرت عبر كافة منصات التواصل الاجتماعي.

  • الدبلوماسية الشعبية:

الدبلوماسية الشعبية، تعد نتاجا سياسيا فكريا عميق ومتطور، يهدف إلى توطيد علاقات الصداقة والحوار السلمي بين الأمم والشعوب بشكل أساسي، عن طريق التواصل غير الرسمي، ومحاولة حل الخلافات والنزاعات الإقليمية منها في إطار القوانين والأعراف والتقاليد المتعارف عليها، وبوسائل حوارية تحقيقا للأمن القومي العربي والدولي، وبالتالي فإن الدبلوماسية الشعبية هي رؤية سياسية صحيحة وهادفة لمستقبل الدبلوماسية في القرن الحادي والعشرين

  • المشاورات:

تأخذ تلك المشاورات شكل حلقات العمل والاجتماعات بين الاطراف الغير رسمية لممارسة النفوذ السياسي بصورة غير رسمية والخروج بأفكار وطروحات غير ملزمة لكلا الطرفين.

  • الحوار

يطرح لفهم عملية الاتصال بين الجماعات غير الرسمية ولبناء الثقة ويكون بلقاءات ثنائية او جماعية.

  • التدريب

تدريب عناصر من جميع شرائح المجتمع والقطاع الخاص والأفراد السياسيين، وتركز برامج التدريب هذه على حل النزاع والتفاوض والمصالحة والتعاون .

–      أهداف الدبلوماسية الشعبية:

– الجهد الشعبي الذي يهدف الى التأكيد على كرامة الانسان وحرية قراره باعتباره الفاعل في توجيه الدبلوماسية الشعبية الداعية للمشاركة.

– تهدف الدبلوماسية الشعبية الى تعزيز اولويات السياسة الخارجية عن طريق فهم وإعلام النفوذ الاجنبي والجماهير وصناع القرار وتوسيع الحوار بين المواطنين ومؤسسات الدولة ونظرائهم في الخارج.

  • تسعى الدبلوماسية الشعبية الى إحداث التواصل مع غير الدول من الاطراف الفاعلة في المجتمع المدني مثل المنظمات الغير حكومية ووسائط الاعلام والجمهور العام بغرض التأثير على نفوذ الجهات الفاعلة من غير الدول ومن ثم لعب دور حيوي في حماية مصالح الدولة والتصدي للعناصر المناهضة والمعارضة.
  •  تركز الدبلوماسية الشعبية على الممارسات الديموقراطية التي تهدف الى ايجاد الافتراضات والقيم المشتركة من خلال الحوار والاتصالات التي تصب في اتجاه واحد والتركيز على عنصر مهم هو بناء الشخصية المؤسسية والعلاقات الخارجية في اطار حوار مع الجماهير لتحديد طبيعة الانشطة.
  •   تهدف الدبلوماسية الشعبية الى التركيز على التأثير على الرأي العام من خلال وسائل الاعلام وبما تصدره من كتب ونشرات وما تنظمه من ندوات ومحاضرات هادفه من وراء ذلك تحريك الرأي العام لتأييد موقفها بما يحقق تأثير على الحكومات.
  •  تهدف الدبلوماسية الشعبية الى تعزيز فكرة المواطنة والحفاظ على تلاحم نسيج المجتمع وتفعيل دور الشعوب في محاولة لتصحيح التصورات الخاطئة وايجاد الحلول للمشاكل التي عجزت عن حلها الجهات الرسمية.
  •  تهدف الدبلوماسية الشعبية الى تعزيز الوعي لدى الجماهير في الأبعاد الثقافية والاجتماعية والتعليمية فهي تمثل مصدر رئيسي للمعلومات من خلال دراسات اكاديمية والاطلاع على انشطة السلطة التنفيذية.

عناصر الدبلوماسية الشعبية تعتمد في سياستها على:

  • تفسير مبررات السياسة الحكومية ومدى تأييد الرأي العام لها.
  • الحرص على مساعدة الجماهير الاجنبية على فهم ابعاد المجتمع والثقافة السائدة داخل المجتمع.
  •  العمل على تزويد راسمي السياسات بالمعلومات المتعلقة بنظرة الجماهير في العالم الخارجي إلى حالة ووضع سياسات الدول ومصالحها الوطنية ونقاط القوة والضعف في تلك الدول وسياساتها بما لايخل بالاستقرار السياسي لأي لدولة.

أدوات وأشكال وسائل وأنشطة الدبلوماسية الشعبية:

  • الوسائل الاقتصادية و برامج التنمية المستدامة
  • وسائل الاعلام والاتصال المسموعة والمرئية والصحف والمجلات
  • النخب الحاكمة
  • عولمة الحوار الدولي وإحلال السلام
  • المساعدات الخارجية
  • – الشراكات الاستراتيجية بعيدا عن التداعيات السلبية للتدخلات العسكرية
  • المفكرون ( الادباء والمحامون والسياسيون)
  • الاطباء ( البعثات الطبية)
  • الاعلاميون
  • الباحثون
  • حوار الاديان
  • الفنانون ( المهرجانات الغنائية / المسرح ودور العروض السينمائية)
  • الجهات المهنية ( العمال والحرفيون)
  • التبادل الطلابي والأكاديمي والعلمي والمبعوثين للخارج
  • المؤسسات الاكاديمية
  • الفرق الرياضية الرسمية
  • فرق الهواةفي النشاطات والسباقات الاقليمية والدولية
  • جمعية الفنون الشعبية (التراث الشعبي – الفنون التشكيلية)
  • جمعيات الكشافة
  • الأعمال التطوعية
  • جمعيات الصداقة
  • الجمعيات الخيرية ( أعمال البر والاحسان والمساعدات الاغاثية)
  • مراكز البحوث والدراسات المستقبلية.
  • خبراء المنظمات الدولية
  • التطور التكنولوجي ( شبكات التواصل الاجتماعي)

معايير الدبلوماسية الشعبية ، أبرزها:

  • القوة الاقتصادية، والقوة السياسية، والاستخدام الجيد: للروابط التعاقدية ( بيع ، شراء، اتفاق).
  • الروابط الثقافية: قيم وعقائديات ووجدانيات تعبر عنها اخلاق وعبادات وادآب وسلوكيات.
  • والرابط البيئي والرابط الجغرافي الإقليمي والدولي.

الدبلوماسية الرياضية:

الرياضة هي القوة الناعمة الأسرع تأثيراً في الجمهور، والرياضة تعتبر من أدوات الدبلوماسية الشعبية المهمة، كونها غير قسرية، والرياضة هي قوة النفوذ لتحقق التطلعات, وآمال الشعوب وتصل من خلالها الرسائل بانسيابية إلى أكبر عدد ممكن من العامة على الصعيدين الدولي والمحلي، وهي من ركائز بناء السلام وبناء الدولة ومنصة حيوية للحوار والتبادل الثقافي ومكافحة الآفات المجتمعية كعدم قبول الآخر وتقبله، وتساهم في تطوير البنى التحتية في الدول.

  • أهمية الدبلوماسية الرياضية ودورها في تعزيز العلاقات بين الشعوب
  • الدبلوماسية الرياضية كأداة لاكتساب الشرعية الدولية
  • الدبلوماسية الرياضية كأداة لتأكيد السياسة الخارجية
  • الدبلوماسية الرياضية والعولمة
  • الدبلوماسية الرياضية رسالة اتصالية
  • الدبلوماسية الرياضية ونقاط القوة والضعف في التواصل والحوار بين مكونات وشرائح المجتمعات
  • الدبلوماسية الرياضية كوسيلة لاختبار النوايا
  • إنشاء مركز للخطابة واساليب ادارة الحوار وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام:
  • نماذج المحاكاة:

جلسات نقاش تتبع أسلوب المحاكاة التفاعلية، حول قضايا دولية وتحديات دبلوماسية معقدة، للتفاوض وحل النزاعات وإيجاد الحلول السلمية لها وتحقيق السالم. ويتيح هذا البرنامج الفرصة لدبلوماسي المستقبل للتعرف على أدق تفاصيل العمل الدبلوماسي، بما يسهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم على التفكير والتحليل البناء، ليتميزوا في حياتهم المهنية مستقبلا.

وسوف يكون إضاءة على الخطوة العملاقة نحو دبلوماسية جديدة بالتعاون مع كبريات الجامعات العالمية العريقة هذا البرنامج سوف يضم نخب من خبراء التفاوض من داخل المملكة العربية السعودية، ومن خارجها على مستوى الدولي، لتأهيل الطلاب وتزويدهم من الجنسين بالمعلومات والمهارات اللازمة لكثير من القضايا والمواضيع التي تثار في اللقاءات والمؤتمرات الدولية ، وكيفية التعامل مع النقاشات والمحاور التي تثار فيها بعض القضايا الفكرية، وتصحيح المعلومات الخاطئة في المحافل الدولية، وإعداد جيل من الدبلوماسيين يمتلك المعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع النقاشات المرتبطة بالصورة الذهنية لدولهم، والعمل على تصحيح المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها في بعض الملتقيات الدولية والمنصات الإعلامية لحالات تفاوض ونزاعات حالية أو تاريخية وطرق حلها من منظور دبلوماسي واجتماعي وسياسي، ويكون البرنامج تدريبي تطبيقي حول مهارات التحاور والتفاوض الاجتماعي والسياسي وحل النزاعات ومعرفة المستويات المتعددة للغة الدبلوماسية في اسلوب الحوار مع إدخال الجانب النفسي في أسلوب الحوار، وأن تكون المعالجة لقضايا إقليمية أودولية مع إيجاد حلول مبتكرة لكافة القضايا المطروحة التي تهم العالم العربي والإسلامي وفق خطة مدروسة في المحاكاة حيث يسهم هذا البرنامج في استقطاب وصقل مهارات طلبة وطالبات المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية حول العالم بالإضافة إلى إعدادهم لدبلوماسية القرن الحادي والعشرين الذي اصبحت فيه المحاكاة أداة تدربية من ادوات مخرجات الدبلوماسي المهمة للحوار الدولي بما يخدم مصلحتنا الوطنية.

حيث يعتبر الحوار الطريق الوحيد الذي يتم استخدامه من أجل إقناع الاطراف الأخرى، ويعد أسلوبا للتواصل، ونقاط الالتقاء والتفاهم والتقارب بين الشعوب، وطريقا للمعرفة، ومنهج للإصلاح والدعوة، بما يسهم في بناء مجتمعات متحاورة ومتلاحمة.

–       مهارات وفنون إدارة الحوار

–       تنمية مهارات الاتصال في الحوار

–       الحوار الحضاري

–       الحوار الفكري في مجتمع متحاور لوطن متلاحم

لأننا إذا أردنا أن نعد دبلوماسيا جيدا وماهرا فعليه أن يكون ملما بالعديد من الجوانب، حيث لا فصل بين الاقتصاد والسياسة، ولا فرق بين العلاقات الدبلوماسية واللغات. وأن هذا جزء مكمل للعمل الدبلوماسي، بما يواءم ورؤية المملكة 2030 في بناء بيئة شبابية قادرة على التعامل والتفاعل والمشاركة مع المجتمعات الأخرى.

  • الاستفادة من الخبرات التراكمية للدبلوماسيين المتقاعدين
  • النظرة المنفتحة وإنكار للمصالح الضيقة بشكل يفتح الطريق لتفاهمات
  • الاطلاع الواسع
  • الإيمان والاخلاص لدولهم وبدبلوماسيتها وبسياساتها
  • بذل الجهد المستمر، وإتقان الملاحظة المدققة في كل شيء
  • تدريب الذاكرة
  • دراسة التاريخ الإنساني بعمق
  • المنصب الدبلوماسي في أي موقع معركة ممتدة لخدمة الوطن.
  • دبلوماسية الإعلام والتواصل:

تزايدت أهمية العلاقات العامة الدولية في العالم، نتيجةً للتغيرات التكنولوجية والسياسية والاقتصادية التي طرأت عليها، والتي منحت شعوبها حرية التعبير، وإقراراً بقوة الرأي العام فيها، فالنجاح الذي تحقق في مجال شعوبها مكّن من بث ونشر المعلومات والأفكار بسهولة وبسرعة فائقة، وأتاح الفرصة للبشر للاتصال يبعضهم البعض، والتأثير على الرأي العام العالمي بشكل كبير.

وتعـد العلاقـات العامة الدولية حلقة الوصل بين مؤسسات المجتمع الواحد، وبين المجتمعات الأخرى عن طريق تقديم خدمات معينة لها مبنية على الثقة المتبادلة انطلاقًا من أهمية الفرد والشرائح الاجتماعية، وقوة تأثير الرأي العام في المجتمعات على مختلف المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

ويُلاحظ في السنوات الأخيرة زيادة الاهتمام بالعلاقات العامة الدولية، وزيادة إقبال المنظمات الدولية على تطوير وظائف العلاقات العامة لديها، وزيادة إقبال الشركات على تعيين أفضل العناصر للعمل بالعلاقات العامة لديها، وبهذا فإن العلاقات العامة قد تأكدت فعاليتها للمنظمات والمؤسسات بشكل عام، سواء كانت محلية أو دولية، وذلك في المجالات الاتصالية المبذولة في أداء الممارسة المختلفة للنشاطات وأهداف العلاقات العامة، مما أدى إلى تدعيم علاقة المؤسسة بالعديد من جماهيرها بشكل يحقق أهداف المنظمة؛ لذا فقد بدأت بيئة المنظمات على اختلاف أنواعها تنال نصيبها من الاهتمام والدراسة منذ الخمسينات من القرن الماضي، وتزايد الاهتمام بها بشكل ملحوظ في العشر سنوات الأخيرة، حيث يُنظر إلى المنظمة باعتبارها كائن حي منفتح على العالم الخارجي، ومتفاعل معه، ويؤثر فيه، ويتأثر به بصورة مستمرة.

وبما أن الدبلوماسية نشأت كوسيلة للاتصال والتفاهم بين الجماعات البشرية المتجاورة وتطورت علاقاتها شعرت بحاجتها إلى انتهاج حسن العلاقة مع بعضها وقد اقتضى هذا نشوء الأسلوب الدبلوماسي كسلوك اجتماعي تتطلبه الحاجة إلى التفاهم والتعاون وتبادل المعرفة والمنفعة من أجل الاستقرار والسلام والحماية والأمن .

العلاقات العامة الدولية وظيفة من وظائف السلك الدبلوماسي، حيث أصبحت من المهام الأساسية للبعثات الدبلوماسية العاملة في الخارج، بما تسمح به إمكانيات كل من دول العالم وأنه كلما زاد التقدم الثقافي والتقني في أي دولة من دول العالم، زاد دور الدبلوماسية الشعبية، وبهذا وجب على القطاعات الدبلوماسية العربية أن تفطن إلى تأسيس جمعيات علاقات عامة عربية هدفها التواصل مع شعوب العالم وغرس القيم وتصحيح الصورة والهوية العربية وهذا لن يتأتى إلا بجهود متكاتفة عربية وبعناصر مدربة على هذا العمل .

الإعلام الدبلوماسي ومدى استخدامه في القطاعات الدبلوماسية :

من خلال استراتيجية إعلامية سريعة ومختصرة تشارك فيها وزارات الخارجية والثقافة والإعلام والتعليم والجهات الأخرى ذات العلاقة : لإعادة صياغة الخارطة الإعلامية ومحاولة النهوض بقطاع الإعلام الداخلي والخارجي ضمن نهج إعلامي متوازن ملتزم بالثوابت للحفاظ على الهوية العربية .

ربط السفارات العربية في الخارج مع وزارات الإعلام والثقافة : لتزويدها بالمادة الإعلامية من مصادرها الداخلية، والاستفادة من وسائل التقنية الحديثة والانترنت لضمان إيصال الرسالة بكل شفافية ودقة، والتنسيق بين تلك الأجهزة الإعلامية الداخلية المختلفة لتوحيد الخطاب الإعلامي الخارجي . ويجب تعيين ملاحق إعلاميين مؤهلين ومتخصصين في السفارات، يمكنهم الاضطلاع بمهام الربط الطبيعي بين الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والعمل الدبلوماسي . فالإعلام الرقمي، جعل من الدبلوماسي “يتجاوب ويتفاعل” مع المواطنين “وهو ما لم يكن متاحا من قبل.

  • دبلوماسية الأزمات

ويقصد بهذا النوع من الدبلوماسية النشاط الدبلوماسي الذي يوجه لحل أزمة دولية طارئة. وإدارة الأزمات الدولية أصبحت إدارة هامة في العلاقات الدبلوماسية المعاصرة. ذلك أن المجتمع الدولي المعاصر معرض باستمرار لأزمات سياسية مختلفة نتيجة للاختلافات العقائدية، والسياسية، والاقتصادية بين الدول ولعدم مقدرة أو رغبة الدول في استخدام القوة العسكرية لوضع حد للأزمات. لذا جاءت دبلوماسية الأزمات كبديل للحرب وكمخرج للتوتر بين الدول. وجرت العادة أن يمنح المبعوث الدبلوماسي الذي سيتولى حل الأزمات الدولية صلاحيات واسعة تمكنه من التحرك الدبلوماسي السريع، وأن يراعى في اختياره خبرته في حل المشاكل الدولية وقدرته على فهم أبعاد المشكلة أو الأزمة المعنية.

  • دبلوماسية المحالفات

وهي تعني النشاط الدبلوماسي الذي يكرس لإنشاء تحالفات عسكرية أو تكتلات سياسية. ولقد ظهر هذا النمط من الدبلوماسية نتيجة لزيادة اتجاه الدول نحو التحالفات والتكتلات. لقد فرضت الطبيعة الفوضوية وصراع القوة في المجتمع الدولي المعاصر أهمية التحالفات العسكرية. كما أن التكتلات السياسية أصبحت أداة لزيادة النفوذ السياسي للمجموعات الدولية والدول القوية في المجتمع الدولي. ولما للتحالفات العسكرية التكتلات السياسية من أهمية لأمن الدولة ونفوذها فلقد حظيت باهتمام خاص في المجال الدبلوماسي يفوق الاهتمامات الأخرى.

  • دبلوماسية العلم والتكنولوجيا والابتكار

التطورات العلمية والتكنولوجية والابتكار تمثل جوانب جوهرية للقوة الناعمة والدبلوماسية العامة وتمثل بشكل تام إطاراً للدولة، ودبلوماسية العلم والتكنولوجيا والابتكار DCTI تكتسب اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى وللأسباب التالية:

1- تسهم في إيجاد حلول للتحديات الملحة للعولمة مثل التغيير المناخي والأوبئة والكوارث الطبيعية والمشاكل النووية والأمن الالكتروني بالاعتماد على المعرفة العلمية والتكنولوجيا المتجددة.

2- تحقيق التنمية المستدامة على المدى البعيد وفقا لأهداف التنمية المستدامة في برنامج حتى 2030، ويوفر العلم والابتكار أيضا نتائج جوهرية لحل وتحسين الأمن الغذائي وتنقية وتعبئة المياه وصحة وسلامة المجتمع وانعدام ونقص الطاقة إلى آخره.

3- تعزز التعاون والانسجام في العلاقات الدولية، حيث إن الميزة العالمية للعلوم والبحوث وسرعة التغيير والتوسع، بفضل تطور التكنولوجيات الجديدة والمبتكرة إذ تتيح فرص عمل بشكل تضامني مع دول أخرى في إطار مشاريع كبيرة أو المشاركة في البنى التحتية الكبيرة للبحوث، من جهة أخرى فان التعاون العلمي يستخدم بمثابة قناة اتصال عندما تكون العلاقات الدبلوماسية معطلة.

4- تمثل أداة من أدوات القوة الناعمة وميزة تجارية للدولة، حيث تشكل دبلوماسية العلم والتكنولوجيا والابتكار واحدة من أكثر العناصر الحالية المعروفة في الدبلوماسية العامة.

5- تضمن وجود إطار مناسب للقدرة التنافسية للشركات وقياداتها الدولية في سياق ما يسمى الابتكار المفتوح من خلال استغلال الموارد والتعاون في مجال البحث والتطوير والابتكار مع أفضل الشركاء في العالم.

  • الذكاء الاصطناعي في العمل الدبلوماسي

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي في الدبلوماسية؟ وهل سنظل نمارس العمل الدبلوماسي بآلياته ومهامه الحالية، أم أن الذكاء الاصطناعي سيفرض آليات وأدوات ومفاهيم ومهام جديدة تحتاج إلى مهارات مختلفة، ومن ثمَّ تأهيل مختلف للدبلوماسيين وإعادة صياغة لطبيعة العمل الدبلوماسي ومهامه؟

إيجابيات الذكاء الاصطناعي

  • السماح بتحليل المواقف
  • دعم عملية اتخاذ القرارات
  • قراءة وتحليل البيانات بطريقة لا يستطيع البشر تحقيقها
  • أدوات مراقبة وتعلم أقوى
  • العلاقات الدولية وثقافات الشعوب

العلاقات الدولية لا تعنى فقط العلاقات ما بين الدول، بل هي احياناً العلاقات ما بين الشعوب من بلد لبلد او حتى في الدولة ما بين اقلية واكثرية او مدينة وأخرى. هذه الدراسة ليست في السياسة بقدر ما هي دراسة لفهم العلاقات بين المجتمعات، وكيفية القدرة على ادارتها والحصول على أفضل نتائج وتجنب المشاكل الثقافية التي قد تواجه أي مؤسسة ترغب في التوسع اقليمياً او حتى داخلياً. يدرس الطالب اثناء هذه الدراسة الاكاديمية علم النفس وعلم الاجتماع وعلم ثقافات الشعوب والتاريخ والأديان والقانون الدولي والإدارة ومجموعة أخرى من المواد التي تساعد الطالب بعد التخرج ليصبح قادراً على فهم محيطه والمحيط الدولي.

إن سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة وكذلك سقوط جدار برلين كانا غير متوقعين من رجال السياسة في ذلك الوقت، لذلك وقبل عشرين عاماً تقريباً أصبحت الدراسات في العلاقات الدولية تركز ليس فقط على السياسة بل على فهم الشعوب والتاريخ لمعرفة طرق قيادة الشعوب والمؤسسات الخاصة والعامة.

  • الاتصال الفعال والتميز في دبلوماسية التعامل والتاثير في الآخرين

الاتصال والتواصل الفعال من أقوى المهارات التي تساعد على تحقيق الأهداف، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو المستوى المؤسسي. ستساعدك هذه الدورة التدريبية على تطوير المهارات التي تحتاجها للتركيز على هدفك وتصنيف جمهورك وتطوير رسالتك بكل وضوح للحصول على نتيجة مثالية. إن القدرة على إيجاد بيئة مناسبة للنقاش المفتوح والحوار المستمر أمر مهم لنجاح التواصل، لذا لابد ان تشتمل مهارات التواصل على التعامل مع الثقافات المختلفة والمتنوعة وإدارة النزاعات من أجل تحسين نوعية العلاقات والإنتاجية، وصقل مهارات المشاركين بمهارات وفنون الاتصال الفعال، وتطبيقاتها الفردية و الشخصية و الجماعية، وكذلك الاتصالات الوظيفية والمهنية، والاتصال الرسمي والاجتماعي. ، والعلاقات التبادلية وتأثيرها علي عملية الاتصال المباشر، مهارات الاقناع والتأثير في الأخرين، وايضا معرفة مفاهيم وأسس الاتصال في مؤازرة الخطاب الرسمي وخطط الاتصال الحكومي وتأكيد فعاليتها واتساع دائرة تأثيرها، وذلك في ضوء المعطيات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية المحيطة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي والدولي.

ويكون ذلك وفق المعايير و المتغيرات التالية:

  • تحديد التواصل بين الأشخاص والحكومات.
  • ما المتغيرات التي تؤثر في عملية الاتصال.
  • معرفة المبادئ الدولية التي تحكم الاتصالات الشخصية والدولية.
  • الفهم والتطبيق لأساليب الاستماع من خلال المواقف.
  • تقنين القدرة السماعية من خلال مهارات الاستماع الأساسية.
  • معرفة القوة اللفظية في اساليب التأثير والاقناع والتعامل مع مراكز القوة.
  • أساليب التواصل والأنماط السلوكية للشخصية والتأثير.
  • تحديد استراتيجيات التواصل واهدافها القريبة والبعيدة.
  • معرفة نقاط القوة والضعف في الأزمات وإدارة السمعة على المستوى الشخصي وبين الدول.
  • دبلوماسية الاجتماعات والمؤتمرات الدولية:

بسبب التطور الذي شهدته العلاقات الدولية اصبح من الضروري للقانون الدولي البحث عن وسائل جديدة لتنظيم المجتمع الدولي ، وعليه فقد اخذ يقل دور الدبلوماسيين تدريجياً وذلك لترك المجال للمؤتمرات والاجتماعات الدولية لمعالجة الأزمات الدولية ، اي ان المجتمع الدولي بدأ يلجأ الى عقد المؤتمرات الدولية بطريقة منتظمة ، وهذا ما يلاحظ بوضوح في قيام الامم المتحدة بعقد الكثير من المؤتمرات الدولية لحل المشاكل الدولية يرى فقهاء القانون بأن هناك فروق بين المؤتمرات والاجتماعات الدولية والذي يتحدد بالموضوع المراد مناقشته والذي من اجله عقد المؤتمر أو الاجتماع الدولي ، فالمؤتمرات يكون هدفها مناقشة ومعالجة امور سياسية أما الاجتماعات الدولية فأهدافها تكون تقنية أو قانونية ولذلك يعتقد بعض الفقهاء أن الاجتماعات الدولية اقل اهمية من المؤتمرات ، لأن الحلول التي تقدمها غير فعالة ، والاجتماعات الدولية عادة تسبق انعقاد المؤتمرات ، وبعض الفقهاء يرى أن الفرق بين المؤتمرات والاجتماعات ينحصر في نوع الحضور حيث ان المؤتمرات يحضرها رؤساء الدول في حين أن الاجتماعات الدولية تحضرها شخصيات اقل اهمية كالوزراء أو السفراء، وتتشابه المؤتمرات والاجتماعات الدولية من حيث الصنف الدبلوماسي وصفة الدبلوماسيين والشؤون الدولية التي تعالجها .

دبلوماسية المؤتمرات: من المهم اقامة المؤتمرات الحكومية سواء محلية أو دولية بتخطيط استراتيجي كي لا يؤدي ذلك على المدى البعيد الى فقدان الفرص في تطوير السياسات، وتعزيز المكانة السياسية، وتطوير العلاقات مع الدول الاخرى، وتسويق مشاريع الدولة، والتسليط الاعلامي الايجابي، وغيرها من الاثار السياسية التي تعد المؤتمرات أداة رئيسة في انتاجها ومن ضمنها دبلوماسية تمثيل الدول، وهي التي تعني بالعلاقات الخارجية للدول وأشخاص القانون الدولي الأخرى، أما دبلوماسية المؤتمرات الدولية، فهي الدبلوماسية الخاصة بإدارة المؤتمرات التي تعقد بين الدول، إذ أصبحت مهمة تنظيم المؤتمرات الدولية من الموضوعات الثابتة في العلاقات الدبلوماسية، وايضا اعداد ورش عمل حول الأزمات والاتصال بين الثقافات.

الاجتماعات الثقافية

يُطلق على هذه الاجتماعات الثقافية ب “المؤتمرات”، حيث يكون هذا التجمع تحت عنوان معين أو لمناقشة موضوع محدد، وتتم دعوة المتخصصين وكبار الشخصيات لمناقشة موضوع المؤتمر مع المشاركين، ومن الممكن أن تمتد فترة المؤتمر لأيام وذلك لحين التوصل إلى النتائج والحلول المرضية التي تُعرف ب “التوصيات” والتي تُلقى في نهاية المؤتمرات، وتبعًا للتطورات الحديثة في جميع المجالات أصبحت تُقام مؤتمرات متنوعة حسب القضية المطروحة وتتناولها من كل الجوانب فهي كثيرة لا حصر لها، وسيتم التحدث عن ما هي أنواع المؤتمرات في هذا المقال.

أنواع المؤتمرات

تختلف المؤتمرات الثقافية بعضها عن بعض، وذلك حسب قضيةً معينة يتم مناقشتها، أو على حسب نوع المناسبة الإجتماعية المطروحة، وهناك أنواع عديدة ومتنوعة من المؤتمرات ومنها ما يلي:

المؤتمر الصحفي:

ويعتبر من أهم أنواع المؤتمرات وأكثرها حساسية، لأنها قائمة على فن الحوار بين الصحفيين وكبار الشخصيات وهو ما يُعرف في علم الصحافة ب “الحديث الصحفي”، وذلك بهدف الوصول للأخبار والمعلومات الجديدة، والمؤتمر الصحفي هو أن تقوم أحد الشخصيات الهامة بالتحدث أمام عدد من الصحفيين، سواء كان في المجال السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو العلمي، وغير ذلك.

المؤتمر السياسي:

حيث يعتبر المؤتمر السياسي من المؤتمرات الهامة في الدولة، حيث يقوم الرؤساء والوزراء والشخصيات البارزة بإدلاء معلومات جديدة، وذلك لتقديم أوامر أو لتوضيح المعلومات والقضايا الاجتماعية التي تهم الرأي العام.

المؤتمر العلمي:

وتعد المؤتمرات العلمية من أكثر أنواع المؤتمرات شيوعًا، حيث ينظمها المتخصصون، ويحضرها عدد من الباحثين والأكاديميين لعرض أبحاثهم وتجاربهم ومناقشة نتائجها مع عدد كبير من الأعضاء والمشاركين، كما تُطرح بعض المواضيع المترابطة، ويندرج تحت المؤتمر العلمي ثلاث مستويات رئيسية، ك “المؤتمر الإقليمي” لمناقشة المناطق الجغرافية وتكون على مستوى عالمي، و “المؤتمر الوطني” لمناقشة الأبحاث العلمية للأكاديمين من داخل البلد، و “المؤتمر العالمي” وهو مناشقة الأبحاث العلمية على مستوى العالم حيث يسمح بمشاركة الأعضاء من الخارج.

المؤتمر السياحي:

حيث تعتبر المؤتمرات السياحية من أنواع المؤتمرات المفضلة لدى الطرفين سواء كان من الشخصيات البارزة أو الأعضاء المشاركين وذلك من الناحية الترفيهية، حيث يقوم المختصون بإدارة التنظيم بتحديد البلد الذي سيُقام فيه المؤتمر، وتنظيم سبُل السياحة لهم، كما تتيح فرص الإقامة والتسوق والترفيه، وذلك لفترة محددة ومدفوعة التكاليف من قبل الجهات السياحية في البلد.

أهمية المؤتمرات

تكاد لا تخلو البلاد من إقامة المؤتمرات الثقافية والإجتماعية والسياسية والدينية والإقتصادية وغيرها، وذلك بهدف الوصول إلى توصيات ناجحة ويتم تحقيقها على الوجه المطلوب، ولأهمية المؤتمرات ما يأتي:

  • التعريف بالبحوث القائمة سواء كانت علمية أو صحفية أو سياسية.
  • تتيح فرصة التعارف وتوثيقها بين الباحثين أو الشخصيات الهامة والمشاركين أو الصحفيين والأعضاء.
  • توضيح القضايا والأبحاث المختلفة للمشاركين قد تكون غائبة عن أذهانهم.
  • ترك مساحة للمشاركين للتعبير عن أرائهم ومقترحاتهم.
  • تتيح فرصة مشاركة وتبادل الثقافات مع المجتمعات الأخرى.
  • من الممكن تعزيز المؤتمرات بالتطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة في طريقة الإلقاء أمام المشاركين.
  • يتم مناقشة التوصيات والحلول التي توصل إليها المتخصصون مع المشاركين.
  • دبلوماسية الزوارق أو الدبلوماسية القسرية أو دبلوماسية الإكراه:

 وتتمثّل هذه الدبلوماسية في إظهار القوة لتحقيق اهداف سياسية خارجية، وقد اخذت اسمها من الزورق الحربي، وهي على خلاف الدبلوماسية التقليدية بتعقيداتها. دبلوماسية القسرية هى وسيلة للتعبير عن فرض الرأي السياسي بالقوة، وهي ليست بدعة جديدة فقد تم استخدامها على المستوى الدولي مرارا وتكرارا، من الطرف المنتصر ضد الأضعف سياسيا وعسكريا، وهى تستخدم منذ بداية الصراعات الإقليمية الدولية منذ نشوء ما يعرف بالدولة الحديثة وحتى يومنا هذا، وفي التاريخ الحديث استخدمه الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور المنهزمين لإعلان استسلامهم دون قيد أو شرط، كما تم استخدامه مع نظام طالبان في أفغانستان، وتم استخدامه أيضا مع نظام صدام حسين سواء أثناء حرب الخليج الثانية، وهى مجرد نماذج إقليمية نسوقها هنا فحسب لتوضيح مدى نجاح تطبيق هذه الدبلوماسية في حال استخدامها بجدية وحسم نؤكد بان ظاهرة استفحال الدبلوماسية القائمة على القسرية والمبنية على القوة ستستمر لوقت ليس بالقصير في ظل التغيرات الدولية ذات الاتجاه العالمي نحو تبني لهجة الحوار بالقوة في التخطيط الاستراتيجي للحوار السياسي المستقبلي على مستوى السياسة الخارجية الدولية بشكل عام .

الدبلوماسية القائمة على الإكراه:

مصطلح غريب ودخيل على أخلاقيات الفكر السياسي والدبلوماسي, حيث إننا تعودنا دائما في عالم السياسة أن نفهم مصطلح الدبلوماسية على انه العمل الذي يقوم على الإصلاح والتسوية السلمية لحل نزاع او صراع ما, وهو الوسيلة الأنسب لحل جل النزاعات السياسية والخلافات الدولية بالطرق اللينة, وذلك من اجل الابتعاد عن الأعمال القائمة على العسكرية والسياسة الصلبة والعنف السياسي, وكل ذلك كي يبقى العالم في حالة من الاستقرار والرخاء, واللذين لا يمكن أن يكونا مع الحرب والقوة.

ولكن ـ المؤسف ـ انه قد تغير هذا المفهوم الأخلاقي لأدبيات السياسة الدولية, واستخدم بطريقة جديدة وغير صحيحة, بل أصبح أشبه بسياسة الردع المضاد للدبلوماسية, فاختلطت معه الغلظة والابتزاز السياسي وإرهاب الحوار ومنطق القوة ولي الذراع وسياسة العصا من غير جزرة, وازدواجية المعايير السياسية, ويعود مصطلح الدبلوماسية القائمة على الإكراه, في أصله الأدبي إلى عدد من الباحثين والمحللين السياسيين المعاصرين كتوماس شلنغ وهيرمان كاهن وروبرت اوزغود وهنري كيسنجر وهو نوع من الأعمال الفكرية السياسية الاستراتيجية القائمة على (التهديد بالقوة واستخدامها كجزء لا يتجزأ من المساومة الدبلوماسية, كما لو كان هذا التهديد العصا المكملة للجزرة في جعبة أدوات الإغراء لدى هذا البلد أو ذاك .. كما يميل الباحثون المعاصرون المهتمون بالدبلوماسية القسرية إلى تأكيد مطباتها جنبا إلى جنب مع نقاط قوتها الكامنة فيها). وبمعنى آخر قد تحولت إلى ما يمكن أن نطلق عليه ( بدبلوماسية الإكراه), وهذا ما نلاحظه اليوم في تعامل العديد من الدول في علاقاتها السياسية والاقتصادية مع بعضها البعض تجاه العديد من القضايا والمصالح الجيوسياسية, مع العلم بان أسلوب الدبلوماسية القائمة على القوة قد أصبح مهيمنا على السياسة الخارجية للعديد من الدول في الآونة الأخيرة خصوصا في الشرق الأوسط – الساحة الأشد بروز للسياسة القسرية والدبلوماسية القائمة على الإكراه ـ ونلاحظ ان هذا النوع من الاستراتيجيات قائم على تبني رسمي له, بل وهناك مساع كثيرة من اجل(إعادة الحياة إليها جنبا إلى جنب مع الدعم الشعبي المتنامي لدبلوماسية أكثر تشددا تعزز من مواقع صانعي القرار السياسي المستعدين, في أي أزمة محددة لتحدي الدعوة إلى الإحجام عن اللجوء إلى القوة العسكرية إلا في حالة الضرورة القصوى).

  • دبلوماسية المال: 

وينطوي هذا النوع على استخدام الأساليب الاقتصادية، لتحقيق أهداف الدولة، قد يصل إلى حد الحصار الاقتصادي على الدول.

  • دبلوماسية الصمت: 

ويستخدم الصمت كنوعا من أنواع التهيئة، فالدبلوماسي هو رجل يستطيع أن يصمت بعدة لغات. فاختيار التوقيت المناسب ليس للحديث فقط، وإنما يمكن أن يكون في كل شئ تقريباً حتى التصريح الرسمي للدول، فالدبلوماسي يعرف متى يجب عليه أن يفتح نقاشاً في موضوع حساس ومتى يجب عليه أن يلتزم الصمت إن رأى الأجواء غير مناسبة أو هناك استراتيجية لدولته في اختيار الوقت المناسب للتصريح، وكذلك فإنهّ يعرف متى يقول رأيه بشكل كامل ومتى يؤجل التصريح به كنقاش، من أغراض الصمت التهيئة، وفهم المعلومات، وترتيب الأفكار وغالباً ما يطرح الدبلوماسي رأيه وسط الحديث يفهما اللبق حيث يوصل رسالة بطريقة غير مباشرة وبطريقة تدريجية تؤدي إلى القبول المباشر لهذا الرأي من الطرف أو الأطراف الأخرى . فالدبلوماسي الناجح لدية وسائله في تفعيل الصمت كالتوازن في استخدامه، والتحكم في العوامل الخارجية المؤثرة عليه، وترتيب أفكاره، واختيار الوقت المناسب لتطبيقه حين يكون الصمت أفضل استراتيجية في العمل الدبلوماسي الناجح.

دراسة:

      أ. فهد بن ناصر الدرسوني

طالب الدكتوراه في الفلسفة السياسية

الرياض – المملكة العربية السعودية

المراجع

  • الدبلوماسي العربي- ( ممثل دولة أم حامل رسالة)- د. حسن صعب- الناشر/ دار العلم للملايين- بيروت/ 1973.
  • تاريخ العلاقات الدبلوماسية في الوطن العربي-د.سهيل حسين الفتلاوي-الناشر/دار الفكر العربي-(الطبعة الأولى)- بيروت/2002
  • ما الدبلوماسية- د. عز الدين فودة- الناشر/ المكتبة الثقافية ( العدد 269)- الهيئة المصرية العامة للتاليف والنشر- القاهرة/ 1981.
  • الدبلوماسية، هارولد نيكلسون- ترجمة وتعليق وتقديم/ محمد مختار الزقزوقي: الناشر/ مكتبة الانجلو المصرية – القاهرة، 1957.
  • أسس وقواعد العلاقات الدبلوماسية والقنصلية-د.ناظم عبد الواحد الجاسور-الناشر/دار مجدلاوي للنشر-(الطبعة الأولى)-عمان/200.
  • دراسات دبلوماسية- محمد مختار الزقزوقي- ( يحتوي الكتاب على ترجمة بالعربية لكتاب ( تطور المنهج الدبلوماسي- تأليف هارولد نيكلسون)- الناشر/ مكتبة الانجلو المصرية/1972 .
  • من الدبلوماسية إلى الاستراتيجية- د. ادونيس العكرة- الناشر/ دار الطليعة- بيروت/ 1981 .
  • التنظيم الدبلوماسي والقنصلي- د. عائشة راتب- القاهرة/ 1961.
  • قواعد البروتوكول- د. سموحي فوق العادة- الناشر/ دار اليقظة العربية/ 1974 .
  • الدبلوماسية عند المسلمين العرب- جمال الدين الآلوسي- وزارة الأوقاف العراقية- بغداد/ 1979 .
  • كتاب رسل الملوك ومن يصلح للرسالة أو السفارة- ابن الفراء الحسين بن محمد- تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد- القاهرة/ 1947 .
  • الدبلوماسية والبروتوكول- د. سموحي فوق العادة- دمشق/ 1960 .
  • ذكريات دبلوماسية غير مدونة- عبد الرحمن حمدي- الناشر/ دار المعارف القاهرة/ 1977 .
  • مجلة المناهل- الصادرة عن وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية بالمغرب- العدد (17)- مارس/ 1980- مقالة – الحصانة الدبلوماسية في مفهوم السيرة النبوية- د. عبد الهادي التازي.
  • مجلة الوثيقة- الصادرة عن مركز الوثائق التاريخية بدولة البحرين- العدد الأول- السنة الأولى- يوليو/ 1982- مقالة رسائل النبي للأباطرة والملوك والأمراء- بقلم/ د. عبد اللطيف كانو.
  • مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية- الصادرة عن جامعة الكويت- العدد (39)- السنة العاشرة- يوليو/ 1984- مقالة: ” التمثيل الدبلوماسي والقنصلي في المملكة العربية السعودية- 1936-1944 . بقلم/ د. نجاة عبد القادر الجاسم.
  • قناصل الدول- السفير احمد عبد المجيد- الناشر- دار المعارف- القاهرة/ 1977 .
  • كتاب المراسم: السفير صلاح عبوشي- ( الطبعة الأولى): الناشر/ شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- بيروت- 1990 .
  • صفات المراة الدبلوماسية في دولة الأمارات العربية المتحدة: تحت أشراف الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان- ابوظبي- 1991 .
  • السفارات في الإسلام- السفير محمد التابعي- الناشر/ مكتبة مدبولي- القاهرة- 1988 .
  • النظم الدبلوماسية في الإسلام: د. صلاح الدين المنجد- الناشر/ دار الكتاب الجديد- بيروت 1983.
  • من سلسلة البحوث والدراسات لمعهد الدراسات الدبلوماسية- وزارة الخارجية: المملكة العربية السعودية ( الطبعة الأولى- 1988) .
  • البروتوكول ( الدبلوماسي والاجتماعي): حسن كامل- الناشر/ دار المستقبل العربي: القاهرة 1987 .
  • الوظيفة القنصلية والدبلوماسية في القانون والممارسة: د. عاصم جابر- الناشر: منشورات بحر المتوسط ومنشورات عويدات: بيروت/ باريس 1986 .
  • الدبلوماسية (ماضيها وحاضرها ومستقبلها): جمال بركات، الرياض، 1985.
  • القانون الدبلوماسي الإسلامي: د. احمد أبو الوفا محمد ( الطبعة الأولى): الناشر / دار النهضة العربية- القاهرة 1992 .
  • قطع العلاقات الدبلوماسية: د. احمد أبو الوفا محمد: الناشر/ دار النهضة العربية، القاهرة، 1991.
  • عبدالواحد الناصر: الحياة القانونية الدولية، مدخل لفهم اتجاهات التطور واشكاليات التطبيق في القان ون الدولي العام،. 112 منشورات الزمان السنة 2010م – ص: 111
  • هند مسعودي: البرلمان والسياسة الخارجية، رسالة لنيل الدراسات العليا المعقمة كلية حقوق الرباط . ص : 110
  • صبحة بغورة، جريدة المثقف العربي، الدبلوماسية البرلمانية، عدد 8102 ، محدودية الفعل البرلماني في المجال الدبلوماسي
  • السفارات والسفراء بالمغرب عبر التاريخ- عبد العزيز بن عبدالله- وزارة العدل- المعهد الوطني للدراسات القضائية- الرباط/ 1985 .
  • المصطلحات الدبلوماسية- د. مأمون الحموي- دمشق/ 1949 .
  • غازي حسن صبارني: الدبلوماسية المعاصرة : دراسة قانونية ط 1 . دار العلمية الدولية للنشر والتوزيع، عمان الأردن، ص 22
  • سعيد أبو عباه، الدبلوماسية تاريخها، مؤسساتها، أنوعها، قوانينها، دار شيماء للنشر والتوزيع، ط 1ن 8002 ، ص 21
  • لبابة عاشور: القانون الدبلوماسي والقنصلي، طبعة الأولى 2008م
  • عبدالواحد الناصر : العلاقات الدولية، القواعد والممارسات الدبلوماسية: طبعة الأولى 1221 شركة بابل للطباعة
  • السياسية والعلاقات الدولية، جامعة منتوري قسطنطينية، كلية الحقوق والعلوم السياسية، سنة الجامعية 2008م
  • د. محمد فلحي: صناعة العقل في عصر الشاشة، عمان(الأردن) ، دار الثقافة، 2002.
  • د . نزار ميهوب: العـلاقـات العامـة في الأزمــات. مجلة عالم الاقتصاد : دراسات تاريخ: www.ecoworld-mag.com
  • . د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1990.
  • د. ممدوح شوقي: الأمن القومي والعلاقات الدولية. القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 127/1997.
  • د. بطرس بطرس غالي: حقوق الإنسان في 30 عاماً. القاهرة: مجلة السياسة الدولية، يناير/1979.
  • النظم الدبلوماسية: ( الطبعة الثانية) د. عز الدين فودة- الناشر/ مكتبة الآداب: القاهرة- 1989
  • الدبلوماسية ( نشأتها وتطورها وقواعدها) ( الطبعة الأولى): د. علي حسين الشامي: الناشر/ دار العلم للملايين: بيروت- 1990
  • موريس أنجرس، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية، ترجمة بوزيد صحراوي وآخرون، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2006 ، ص 115.
  • محمد شلبي، المنهجية في التحليل السياسي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1997، ص 64.
  • مدخل إلى علم العلاقات الدولية- د. محمود خلف- الناشر/ المركز الثقافي العربي- ( الطبعة الأولى) – 1987- و( الطبعة الثانية)- زهران للنشر- عمان، 1997.
  • الدبلوماسية الحديثة- د. سموحي فوق العادة- الناشر/ دار اليقظة العربية- بيروت/ 1973.
  • القانون الدبلوماسي- د. علي صادق أبو هيف- الناشر/ منشاة المعارف- الاسكندرية/ 1975.
  • الدبلوماسية في النظرية والتطبيق- د. فاضل زكي محمد- الناشر/ مطبعة جامعة بغداد- ( الطبعة الرابعة) – بغداد/ 1978.
  • الدبلوماسية النظرية والممارسة – د. محمود خلف – الناشر/دار زهران للنشر-(الطبعة الثانية)-عمان/1997 .
  • الدبلوماسية –د. فؤاد شباط –الناشر: مطابع الحلبوني-دمشق/1964.
  • ولبر شرام: أجهزة الإعلام والتنمية الوطنية، ترجمة: محمد فتحي، القاهرة، الهيئة العامة للتأليف والنشر،1974.
  • د. يوسف مرزوق: مدخل إلى علم الاتصال،الإسكندرية (مصر)، دار المعرفة الجامعية، 1988.
  • د. محمد عابد الجابري: قضايا في الفكر العربي المعاصر. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية. 1997.
  • الوظيفة الدبلوماسية – نشأتها.مؤسساتها.قواعدها.قوانينها-د.علاء أبو عامر-الناشر/دار الشروق-عمان/2001.
  • العلاقات الدبلوماسية والقنصلية- د. عدنان البكري- الناشر/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع- ( الطبعة الأولى)- بيروت/ 1986

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى