قراءة في G7 قمة السبع: نظرة على ما تحقق بشأن أهم القضايا الأمنية الدولية

انعقدت قمة مجموعة السبع الكبار في فرنسا وسط خلافات حادة بين الولايات المتحدة وحلفائها بشأن مجموعة من القضايا العالمية، بما في ذلك التجارة وتغير المناخ والبرنامج النووي الإيراني.

وبعد أن هيمنت عليها المخاوف الغربية من انكماش الاقتصاد العالمي نتيجة الخلافات والحروب التجارية خصوصًا بين واشنطن وبكين، اُختتمت القمة في مدينة بياريتز الساحلية بفرنسا يوم الإثنين مع إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “بالوحدة الحقيقية الهائلة” بينه وبين زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا بشأن القضايا التي تمت مناقشتها.

ترامب قال، وهو يقف إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استضاف القمة هذا العام: “لقد كانت قمة مجموعة السبع ناجحة حقًا”، وفي موقف آخر، أبدى الرئيس الأمريكي استعداده لحوار قال إن الصين ترغب به أيضًا.

النبرة اللينة لأمريكا حضرت أيضًا في ملف عودة روسيا إلى مجموعة السبع الكبار، بينما لا يزال الخلاف بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “البريكسيت” من دون اتفاق حجر عثرة كبيرة بين دول أوروبا الغربية، فهل هو تراجع أمريكي في حربها الاقتصادية على الصين؟ وهل تقبل روسيا العودة إلى مجموعة الكبار العام المقبل؟ وكيف ستنهي لندن معضلة “البريكست” قبل موعدها النهائي نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل؟

في غمار هذه الأسئلة التي لم تجب عنها نتائج القمة، يبدو السؤال الأهم: ما الذي حققه بالفعل قادة الاقتصادات السبعة المتقدمة في محادثاتهم التي استمرت 3 أيام؟

روحاني وترامب.. لقاء مرتقب برعاية فرنسية

كانت الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي لطهران محور تركيز رئيسي لقمة هذا العام. حقق ماكرون، الذي دفع لتخفيف التوترات الناجمة عن قرار واشنطن بالتخلي عن الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية وفرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني، طفرة دبلوماسية في ختام القمة.

الرئيس الفرنسي أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب أن “ظروف عقد اجتماع بين ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني في الأسابيع القليلة المقبلة قد هُيئت”، وأنه بصدد تحضير الأجواء لعقد قمة بين الرئيسين.

 لم يستبعد ترامب الاجتماع مع الرئيس الإيراني، وقال إنه منفتح على مثل هذا الاجتماع، ولا يرفض الحوار المباشر مع روحاني

ماكرون قال أيضًا: “هناك شيئان مهمان للغاية بالنسبة لنا: يجب ألا تمتلك إيران أسلحة نووية مطلقًا، وهذا الموقف يجب ألا يهدد الاستقرار الإقليمي أبدًا”، وأضاف “نحن وشركاؤنا الذين يلعبون دورًا بشأن المباحثات النووية نسعى ذلك. أعتقد أن هذا اللقاء مهم جدًا”.

لم يقدم ماكرون تفاصيل عن موعد ومكان انعقاد القمة، لكن من المتوقع أن يتوجه ترامب وروحاني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.

من جهته، اعتبر ترامب أن بلاده ستتوصل مع إيران لتسوية الخلاف في نهاية المطاف، لكنه لم يستبعد الاجتماع مع الرئيس الإيراني، وقال ترامب إنه منفتح على مثل هذا الاجتماع، وإلا يرفض الحوار المباشر مع روحاني، معتبرًا أنه أمر واقعي، لكنه قال إن شروط اللقاء يجب أن تكون “مناسبة وفي الطريق الصحيح”، إلا أنه لم يحدد ماهية هذه الشروط.

وبينما أكد ترامب هدف واشنطن المتمثل في انتزاع تنازلات أمنية بعيدة المدى من إيران، قال للصحفيين في القمة إنه يريد أن يرى “إيران دون أسلحة نووية أو صواريخ باليستية، وليس تغيير النظام في البلاد”، ومع ذلك، أكد ترامب مجددًا أن خطة العمل الشاملة المشتركة كانت “صفقة سيئة”، بينما أشاد أيضًا بالإمكانات الاقتصادية لكوريا الشمالية.

وفي لغة مشابهة، قال الرئيس الإيراني – بحسب ما نقل عنه ماكرون – إنه لا يُمانع الحوار مع أي جهة كانت، إذا كان ذلك في مصلحة إيران.

جاءت التصريحات بعد قيام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخاضع للعقوبات الأمريكية، بزيارة مفاجئة على هامش أعمال قمة السبع بدعوة من فرنسا يوم الأحد، ولم يجتمع مع ترامب الذي قال إن زيارته تمت بموافقته الكاملة، ولكنه أجرى محادثات مع ماكرون، وكذلك المسؤولين البريطانيين والألمان قبل العودة إلى بلاده.

رغم أنه من المحتمل أن يكون حقل ألغام دبلوماسي، يبدو أن مقامرة ماكرون مع ظريف نجحت في الوقت الحاليّ، حيث أيَّد ترامب مبادرة الرئيس الفرنسي، على الرغم من العقوبات الأمريكية الجديدة ضد ظريف، فهل تنجح فرنسا في التقريب بين الرئيسين؟ وهل توافق إيران على طرح ملفاتها التي تعتبرها خطوطًا حمراء على طاولة المفاوضات؟

الاتفاق النووي الإيراني

عشية انعقاد القمة وفي إطار مساعيه لانقاذ الاتفاق النووي الإيراني، استقبل الرئيس الفرنسي وزير الخارجية الإيراني وبحث معه اقتراحات كان قد قدمها لنظيره الإيراني، وقد أشاد الوزير الإيراني بالمحادثات والاقتراحات، التي اكتفى بوصفها أنها كانت “جادة وبناء” في الوقت الذي لم يكشف قصر الإليزيه تفاصيل ما دار فيها.

وزير الخارجية الإيراني قال إن مقترحاته لمحاولة إحراز تقدم في الأزمة بشأن الاتفاق النووي الإيراني تسير “في الاتجاه الصحيح”، غير أنه يتعين بذل المزيد من الجهود، مضيف في مقابلة له مع وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” بعد لقائه الرئيس الفرنسي  إن الأخير “قدم اقتراحات الأسبوع الماضي إلى الرئيس روحاني نعتقد أنها تسير في الاتجاه الصحيح رغم أننا لم نصل بعد إلى مبتغانا بالتأكيد”، وتابع “ناقشنا الاحتمالات، وسيبحث (ماكرون) الآن مع الشركاء الأوروبيين وشركاء آخرين لنرى في أي اتجاه يمكننا الذهاب انطلاقًا من هنا”.

وفي هذا الشأن قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن الرئيس ماكرون التقى نظيره الأمريكي، على هامش القمة، وكان هناك “نقاط تقارب” بشأن قضايا تشمل التجارة والبرنامج النووي الإيراني وحرائق الغابات التي تدمر أجزاءً كبيرةً من منطقة الأمازون، وذلك بحسب “بي بي سي”.

وأضاف المسؤول أن ترامب أكد “أنه لا يرى أي صراع، وأنه يريد صفقة مع إيران”، فيما طرح دبلوماسيون فرنسيون فكرة التنازل الأمريكي عن العقوبات التي تؤثر على صادرات النفط الإيرانية إلى كل من الهند والصين، أو تطبيق حد ائتماني جديد لطهران.

وتسعى طهران خلال الآونة الأخيرة ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق في مايو 2018 للضغط على أمريكا والدول أطراف الاتفاق في محاولة لتخفيف حدة العقوبات المفروضة عليها أمريكيًا، بجانب إيجاد حلول عملية للعودة للاتفاق المبرم في 2015 بعد سنوات طويلة من السجال السياسي بين طهران والغرب.

وفي المجمل.. وفي ظل الخلافات التي تخيم على أجواء القمة وما يسبقها، فرض التشاؤم نفسه على احتمالية الخروج بنتائج إيجابية، ليعاد سيناريو قمة كيبيك الكندية العام الماضي مرة أخرى، إذ توقع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن التوصل إلى أرضية مشتركة أصبح هدفًا يزداد صعوبة، مضيفًا في لقاء له مع الصحفيين قبل بدء القمة “تلك القمة الأخرى لمجموعة السبع ستكون اختبارًا صعبًا للوحدة والتضامن بين دول العالم الحر وزعمائه… قد تكون تلك اللحظة الأخيرة لترميم مجتمعنا السياسي”.

الحرب التجارية.. “دعنا نعود إلى طاولة المفاوضات” 

انعقدت القمة وسط مخاوف من أن تصاعد الحرب التجارية المريرة بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، وهو ما حدث بالفعل يوم الجمعة، حيث اشتد النزاع التجاري بشكل متزايد بين أكبر اقتصادين في العالم بشكل حاد، وفرض الجانبان المزيد من التعريفات على صادرات كل منهما.

قبل أن يتحدث ترامب في فرنسا، تراجعت أسواق الأسهم العالمية، في حين انخفضت العملة الصينية اليوان إلى أدنى مستوى لها منذ 11 عامًا (منذ عام 2008). في السوق الخارجية، انخفض اليوان إلى 7.1850 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى منذ أن بدأت العملة الخارجية في التداول في 2010.

يوم الإثنين، قال الرئيس دونالد ترامب إنه يعتقد أن الصين ترغب في عقد صفقة تجارية، مضيفًا أن المفاوضات ستُستأنف “قريبًا جدًا” بشأن إنهاء النزاع الذي دام عامًا، وشهد فرض تعريفة جمركية على البضائع بمليارات الدولارات.

أتاحت القمة فرصة لفرنسا والولايات المتحدة لإصلاح علاقاتهما، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”، فقد أسفرت عن تخفيف حدة التوترات التجارية بين البلدين بسبب فرض باريس ضرائب التكنولوجيا العملاقة 

وفي حديثه على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتز، امتدح ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأشاد به كـ”زعيم عظيم”، لكن قال: لا أستطيع المجازفة بفقدان 3 ملايين وظيفة بسبب التعريفة الجمركية، أعتقد أنهم يرغبون في عقد صفقة، وأعتقد أنه ليس لديهم أي خيار في هذا الشأن، وأنا لا أقصد ذلك كتهديد”، أضاف ترامب خلال مؤتمر صحفي.

بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال ترامب إنه يعتقد أن الحكومة الصينية كانت مخلصة في سعيها لإبرام صفقة تجارية مع واشنطن، وأن احتمال إجراء محادثات يعد تطورًا إيجابيًا للغاية بالنسبة للعالم.

ووفقًا لترامب، استدعى المسؤولون الصينيون خلال مكالمات هاتفية جرت طوال الليل مسؤولي التجارة بالولايات المتحدة الليلة الماضية، وقالوا لهم “دعونا نعود إلى الطاولة، لذلك سنعود إلى الطاولة، وأعتقد أنهم يرغبون في فعل شيء ما”. وقال “لقد أصيبوا بأذى شديد لكنهم يفهمون أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عمله”.

وردًا على سؤال من الصحفيين عن تصريحات ترامب بعد فترة وجيزة من حديث الرئيس الأمريكي، قال جينغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية في بكين، إنه ليس على علم بأي مكالمات هاتفية أمريكية – صينية في نهاية الأسبوع. وكرر موقف الصين بأنه يجب تسوية الحرب التجارية من خلال التفاوض.

كما تحدث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن هذا الموضوع قائلاً: “آمل أن تكون هناك نتائج جيدة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من شأنها أن تساعد على استقرار الاقتصاد العالمي”.

وفي وقت سابق يوم الإثنين، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، وهو كبير المفاوضين الصينيين الذي كان يقود المحادثات التجارية مع واشنطن، إن الصين مستعدة لحل النزاع التجاري من خلال مفاوضات “هادئة” وتعارض أي زيادة في التوترات التجارية.

وعلى عكس ما يصبو إليه ترامب، هناك الكثير من التحديات للوصول إلى صفقة تجارية مع الصين. على سبيل المثال، سوف يساعد انخفاض قيمة اليوان المصدِّرين الصينيين على التنافس في الخارج، وتخفيف وطأة التعريفة الجمركية الأمريكية، كما يمكن أن يؤدي التراجع إلى تأجيج التوترات مع واشنطن التي اتهمت الصين بأنها “تتلاعب بسعر صرف العملة” هذا الشهر.

في خضم الحرب التجارية أيضًا، أتاحت القمة فرصة لفرنسا والولايات المتحدة لإصلاح علاقاتهما، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”، فقد أسفرت عن تخفيف حدة التوترات التجارية بين البلدين بسبب فرض باريس ضرائب التكنولوجيا العملاقة.

وخلال المؤتمر الذي جمعه بترامب، قال ماكرون إن دول مجموعة السبع توصلت إلى “صفقة جيدة للغاية” بشأن هذه القضية، مضيفًا أن فرنسا ستقوم بإلغاء الضريبة الرقمية الخاصة بها بمجرد فرض ضريبة دولية جديدة بين 134 دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

رغم ذلك، لا يُظهر ترامب أي علامة على إنهاء العداء على ضريبة 3% على الخدمات الرقمية، وفي وقت لاحق من نفس المؤتمر، رفض ترامب تأكيد التوصل إلى اتفاق، تاركًا حالة المفاوضات غير واضحة.

تعد الحرب التجارية الجارية حاليًّا بين واشنطن وبكين واحدة من أكثر الملفات التي تظهر فيها الخلافات بين زعماء قمة السبع، لا سيما بعد التحذيرات التي أطلقتها فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لأمريكا من تبعات السياسة الجديدة التي تنتهجها كل من واشنطن وبكين بشأن فرض الرسوم التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

جدير بالذكر أن ترامب وصل إلى فرنسا أمس بعد يوم واحد فقط من صدور جولة جديدة من الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين على السلع الأمريكية ردا على خطوة أمريكية مماثلة، بالمقابل قالت واشنطن إنها ستفرض رسومًا إضافية على سلع صينية بقيمة 550 مليار دولار.

النزاع الاقتصادي بين البلدين تجاوز نطاق الرسوم الجمركية المفروضة هنا وهناك، ليصل إلى اتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤثر سلبًا على الكيانات التي يقوم عليها اقتصاد الدولتين، إذ فرضت واشنطن قيودًا كبيرة على شركة هواوي الصينية لترد عليها بكين بتضييقات على شركات أمريكية مماثلة على رأسها آبل.

خلاف آخر في المضمار ذاته، لكنه هذه المرة بين أمريكا وفرنسا، إذ لوح ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات النبيذ الفرنسي ردًا على فرض باريس رسوم على المجموعات الأمريكية العملاقة في قطاع التكنولوجيا، وقال في هذا الخصوص: “لا يعجبني ما فعلته فرنسا”، مضيفًا “لا أريد أن تفرض فرنسا رسومًا على شركاتنا، إنه أمر جائر جدًا، إذا فعلوا ذلك فسنفرض رسومًا على نبيذهم.. رسومًا لم يروا مثلها من قبل”.

حرائق الغابات.. “لا تعاملوا الأمازون كأنها مستعمرة”

التغيرات المناخية: فرضت التغيرات المناخية نفسها وبقوة على طاولة القمة التي تعقد في وقت تستمر فيها حرائق غابات الأمازون التي توصف برئة الأرض، إذ مارس زعماء أوروبيون في الفترة الأخيرة ضغوطًا على الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بسبب حرائق الأمازون، واتهم الرئيس ماكرون نظيره البرازيلي بالكذب بشأن تعهدات بلاده المتعلقة بالتغير المناخي.

واحتلت تلك القضية مكانة كبيرة في جدول أعمال المناقشات في العشاء الذي حضره الرئيسان الفرنسي والأمريكي إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورؤساء الحكومات البريطاني بوريس جونسون والإيطالي جوزيبي كونتي والياباني شينزو آبي والكندي جاستن ترودو، مساء أمس.

وكانت الرئاسة الفرنسية قد أعلنت الجمعة أن “مبادرات عملية” لمكافحة الحرائق “يمكن أن تتحقق” خلال القمة، مطالبة بجعل هذه الأزمة الدولية أولوية للقمة، لكن هذه المناقشات قد تكون حساسة بعدما اتهم ماكرون نظيره البرازيلي بأنه “كذب” بشأن تعهداته عن المناخ وبعدم التحرك في مواجهة هذه الحرائق التي تدمر منذ أيام “رئة العالم”.

طرح دبلوماسيون فرنسيون فكرة التنازل الأمريكي عن العقوبات التي تؤثر على صادرات النفط الإيرانية إلى كل من الهند والصين، أو تطبيق حد ائتماني جديد لطهران

كان تعهد مجموعة السبع بإنفاق أكثر من 20 مليون دولار على مكافحة الحرائق التي تمزق غابات الأمازون المطيرة بمثابة نقطة “تقارب” بين زعماء المجموعة.

أعلن هذا التعهد رئيسا فرنسا وتشيلي – الذي دُعي للانضمام إلى القمة – خلال اجتماع عن تغير المناخ لم يحضره ترامب، لكن ماكرون قال إن الولايات المتحدة دعمت المبادرة.

غير أن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ندد بالخطة، قائلاً إن فكرة إنشاء تحالف دولي لإنقاذ غابات الأمازون المطيرة ستعامل البرازيل مثل “مستعمرة أو أرض حرام”، ووصفها في تغريدة على تويتر بأنها هجوم على سيادة البلاد، وتساءل أيضًا عن النوايا الكامنة وراء محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حشد الدعم لخطة عمل دولية للمساعدة في الحفاظ على منطقة الأمازون.

ماكرون أعلن أن الوضع في الأمازون “أزمة دولية” وجعل القضية واحدة من أولويات التجمع، وقال إن بولسونارو كذب عليه بشأن موقفه من تغير المناخ، كما هدد بعرقلة إبرام صفقة تجارية جديدة ضخمة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ما لم يتخذ بولسونارو، المتشكك في تغير المناخ، خطوات جادة لمحاربة الحرائق في منطقة الأمازون.

وسبق أن وصف بولسونارو حماية الغابات المطيرة بأنها عقبة أمام التنمية الاقتصادية في البرازيل، وادعى أن المنظمات غير الحكومية والجماعات النشطة بدأت الحرائق في محاولة لإلحاق الضرر بمصداقية حكومته، التي دعت إلى قوانين بيئية أكثر مرونة في أكبر الغابات المطيرة في العالم، لكنه لم يقدم أي دليل يدعم هذا الادعاء.

تصاعد الخلاف بين الرئيسين الفرنسي والبرازيلي بعد أن انتقد ماكرون نظيره بولسونارو لتأييده تعليق على موقع فيسبوك نشره أحد أنصار الرئيس البرازيلي، وقد سخر فيه من زوجة ماكرون، البالغة من العمر 66 عامًا، ومن شان هذه الخلافات أن تعرقل موافقة بولسونارو على أي خطة لإعادة التحريج (أو إعادة تشجير الغابات)، وكذلك المجتمعات المحلية.

سجلت الأقمار الصناعية أكثر من 41 ألف حريق في منطقة الأمازون في البرازيل حتى الآن هذا العام، أكثر من نصف الحرائق في هذا الشهر وحده، ويقول الخبراء إن معظم الحرائق أشعلها مزارعون لتطهير الأراضي الزراعية القائمة.

تغطي الغابات المدارية أكثر من 5 ملايين كيلومتر مربع في 9 بلدان، بما في ذلك البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وفنزويلا، وتعتبر حمايتها حيوية لمكافحة تغير المناخ بسبب الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه.

البريكست.. على بريطانيا أن تسدد الفاتورة كاملة 

كانت قمة مجموعة السبع هي أول خطوة لبوريس جونسون في الدبلوماسية العالمية كرئيس وزراء جديد لبريطانيا، وجاءت وسط مأزق بين لندن والاتحاد الأوروبي بسبب رحيل بلاده الوشيك من الكتلة التي تضم 28 دولة.

بعد المحادثات التي أجراها في الأيام الماضية خلال القمة، قال جونسون إنه “أكثر تفاؤلاً بقليل” بشأن فرص التوصل إلى اتفاق خروج من الاتحاد الأوروبي بحلول الموعد النهائي للخروج في 31 من أكتوبر/تشرين الأول القادم، لكنه أقر في الوقت نفسه بصعوبة المهمة لوجود “خلاف جوهري” بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى ضرورة التفاوض على اتفاق لا يشترط “شبكة الأمان” الإيرلندية التي يصر الاتحاد على إبقائها لتجنب عودة حدود يمكن أن تؤدي إلى عودة الاقتتال المذهبي في الجزيرة.

وقد رفض الاتحاد الأوروبي حتى الآن التفاوض بشأن الصفقة الجديدة التي وافقت عليها الحكومة البريطانية في عهد سلف جونسون، تيريزا ماي، ولكن رفضها البرلمان مرارًا وتكرارًا.

لم يكن هناك اتفاق على ما إذا كان ينبغي قبول روسيا على ما كانت عليه مجموعة الدول الثماني التي أصبحت تُسمى مجموعة السبع منذ عام 2014، لكن ترامب بدا مؤيدًا لعودة روسيا

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: “أوروبا موحدة إلى حد كبير في تمثيلها هنا. سيكون لدينا بعض العمل الذي يتعين القيام به في الخريف عند خروج بريطانيا، لذلك نواجه بعض الأسابيع المزدحمة”.

قبل القمة، تبادل جونسون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك انتقادات لاذعة بشأن مَنْ سيتحمل اللوم أو سيُعرف باسم “السيد بدون صفقة” إذا خرجت بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، لكن الاتحاد الأوروبي يؤكد أن على بريطانيا تسديد الفاتورة كاملة حتى إن خرجت من التكتل من دون اتفاق.

فيما بعد، وجد جونسون خلال القمة شريكًا أكثر ملاءمة في ترامب، الذي وعد “بصفقة تجارية كبيرة جدًا” مع بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد بدا ذلك التأييد المطلق للخروج – ولو دون اتفاق – واضحًا على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في زيارته الأخيرة لبريطانيا، وهو موقف يتماشى أكثر مع سياسة “بريكست” التي يفضلها ترامب.

هل تعود روسيا إلى مجموعة الكبار؟

لم يكن هناك اتفاق على ما إذا كان ينبغي قبول روسيا على ما كانت عليه مجموعة الدول الثماني التي أصبحت تُسمى مجموعة السبع منذ عام 2014، لكن ترامب بدا مؤيدًا لعودة روسيا.

وفي تصريحات على هامش اجتماعات قمة مجموعة السبع، قال ترامب إنه ناقش هذه المسألة مع قادة المجموعة خلال لقاء أمس، مضيفًا “هناك عمل مستمر، والكثير من الناس يريدون عودة روسيا إلى مجموعتنا ولو عادت سيكون الأمر إيجابيًا، مع ما يشهده العالم”. يبدو من موقف ترامب من عودة روسيا أنه سيمثل خلافًا جديدًا مع حلفائه الرافضين للخطوة، وقد يشير إلى ذلك ما نقلته صحيفة “The Guardian” البريطانية عن مصادر دبلوماسية قولها، إن شجارًا وقع بين ترامب وزملائه في مجموعة السبع بخصوص هذا الأمر

ترامب قال إنه يميل إلى دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة العام المقبل في الولايات المتحدة، قائلاً: “من الأفضل أن تكون موسكو في المجموعة بدلاً من خارج خارجها، لأن الكثير من القضايا التي نناقشها تتعلق بروسيا”.

رغم ذلك لم يوافق قادة أوروبا على اقتراح ترامب، واعتبروا أن ذلك غير ممكن حاليًّا، فقد ربط ماكرون مسألة استئناف عمل مجموعة الثماني بتحقيق تقدم في الأزمة الأوكرانية، وأعلن اجتماع الشهر المقبل بشأن الصراع في أوكرانيا مع رؤساء روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا.

ويبدو من موقف ترامب من عودة روسيا أنه سيمثل خلافًا جديدًا مع حلفائه الرافضين للخطوةوقد يشير إلى ذلك ما نقلته صحيفة “The Guardian” البريطانية عن مصادر دبلوماسية قولها، إن شجارًا وقع بين ترامب وزملائه في مجموعة السبع بخصوص هذا الأمر، وبحسب المصادر، رفض ترامب مسألة أن تبقى مجموعة السبع اتحادًا للديمقراطيات الليبرالية، وأصر على عودة روسيا للمجموعة.

الخارجية الروسية من جانبها ربطت عودة موسكو إلى المجموعة بتقديم اقتراحات جديدة، وقال المتحدث باسم الكرملين، في وقت سابق الأحد، إنه إذا تم توجيه الدعوة لعودة الرئيس بوتين إلى مجموعة السبع، فإنه ستتم دراستها، في حين أعلن بوتين أن روسيا تعتبر كل الاتصالات مع بلدان مجموعة السبع مفيدة، ولا تستبعد استئناف عمل مجموعة الثماني.

تم استبعاد موسكو من المجموعة عام 2014 بعد ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، ومن ثم دعمت تمردًا مناهضًا لكييف في منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا. بعد ذلك، أُلغيت القمة التي كانت مقررة في مدينة سوتشي، وعُقدت في بروكسل بغياب الرئيس الروسي، لكن ترامب رأى أن سبب استبعاد روسيا على يد سلفه باراك أوباما هو تفوق بوتين على أوباما في الذكاء.

خروج بريطانيا من الأوروبي

يتصدر ملف الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي جدول أعمال القمة، إذ تبادل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس المجلس الأوروبي التصريحات الحادة أمس بشأن من سيتحمل مسؤولية خروج البريطانيين من الاتحاد في 31 من أكتوبر/تشرين الأول المقبل دون اتفاق.

توسك قال إنه لن يعمل مع لندن على ترتيب خروج دون اتفاق، وصرح للصحفيين “لا يزال لدي أمل بأن رئيس الوزراء جونسون لا يود أن يدخل التاريخ بصفة السيد لا اتفاق”، مضيفًا أنه سيكون مستعدًا لسماع أفكار من جونسون عن كيفية تجنب الخروج دون اتفاق عندما يلتقيان يوم الأحد على هامش قمة مجموعة السبع.

وفي المقابل رد عليه جونسون قائلاً: “توسك هو الذي سيتحمل عبء ذلك الوصف إذا لم تتمكن بريطانيا من إبرام اتفاق جديد للخروج مع الاتحاد”، مضيفًا “أقول لأصدقائنا في الاتحاد الأوروبي إنهم إذا كانوا لا يرغبون في خروجنا دون اتفاق، فعلينا التخلص من مسألة الحدود الإيرلندية في الاتفاق”.

تعد الحرب التجارية الجارية حاليًّا بين واشنطن وبكين واحدة من أكثر الملفات التي تظهر فيها الخلافات بين زعماء قمة السبع

رئيس الوزراء البريطاني خلال القمة أعرب عن سعيه لتحقيق التوازن بين عدم تنفير حلفاء بريطانيا الأوروبيين وعدم إثارة غضب ترامب، بما يحافظ على علاقات قوية تجمع بين الطرفين بعد الخروج، وربما تهديد العلاقات التجارية في المستقبل، ومن المقرر أن يجري جونسون محادثات ثنائية مع ترامب صباح الأحد.

بدوره تعهد ترامب  لرئيس الوزراء البريطاني، اليوم الأحد، باتفاق تجاري كبير لبريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، واصفًا رئيس الوزراء الجديد بأنه “الرجل المناسب للخروج بالبلاد من الاتحاد”، مضيفًا “سوف نبرم اتفاقًا تجاريًا كبيرًا جدًا، أكبر من أي اتفاق أبرمناه من قبل مع المملكة المتحدة”.

مناقشات مستمرة بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي عبر اتفاق

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button